السنة 17 العدد 158
2022/08/01

ضمن برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار

 


 

جامعة نزوى و (ناسا) تطلقان مشروعا بحثيا في مخاطر التلوث الجوي "الهباء الجوي في منطقة الشرق الأوسط"

 

عيسى العامري عميد كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى:

مشروعنا البحثي مع "ناسا" مستمر وقطعنا مراحل متقدمة في التقصي والدراسة

الممارسات البشرية غيّرت بشكل كبير من تركيز مكونات "الهباء الجوي"

تلوث الهواء هو الأكبر تهديدا للصحة البيئية في العالم ويتسبب في وفاة سبعة ملايين شخص في العالم سنويًا

هناك ضرورة لتوفير تدريب حقيقي وفعال للشباب العماني في أساسيات علوم الغلاف الجوي والفضاء

 

حوار: صحيفة إشراقة 

 

أطلقت جامعة نزوى بالتعاون مع وكالة (NASA) مؤخرا مشروعا بحثيا يتعلق بدراسة مخاطر التلوث الجوي وحمل عنوان: "الهباء الجوي في الشرق الأوسط"؛ وذلك بتمويل من برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وقال الدكتور عيسى بن سليمان العامري، عميد كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى: "إن الهدف الرئيس من المشروع البحثي هو التوصل إلى معدلات التلوث التي يسببها الهباء الجوي من طريق قياسها عبر الأقمار الاصطناعية ومحطات الرصد المحلية والتحاليل المخبرية لقياس الجزيئات الضارة التي تحملها الذرات في المناخ الجوي، التي يمكن أن توفر فرصًا لصناع القرار لمراجعة السياسات التي لا تقلل فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بل تحسن جودة الهواء وترتقي بالصحة البيئية في الشرق الأوسط".

وأكد العامري في حديث مع "إشراقة" على أن جامعة نزوى بالتعاون مع وكالة (ناسا) قطعت أشواطا متقدمة من مراحل مشروع البحث العلمي في "الهباء الجوي"، إذ نظمت مؤخرا ندوة علمية بعنوان: "تآزر القياسات الأرضية وقياسات الأقمار الصناعية لرصد الهباء الجوي فوق الشرق الأوسط، التي تعد الندوة العلمية الأولى في سياق الندوات التي تقيمها جامعة نزوى للتوعية بمخاطر التلوث الجوي بالتعاون مع وكالة ناسا (NASA)، والوقوف على الأضرار البيئة والمناخية العديدة التي تسببها ظاهرة الاحتباس الحراري". 

 

 

 

 

 

 

وقال العامري: "تعد الندوة جزءًا من مشروع بحثي مشترك بين جامعة نزوى ممثلة في الدكتور بيجو داياناندان -الأستاذ المشارك في شعبة الفيزياء- والدكتور عيسى العامري -الأستاذ المشارك في العلوم البيولوجية- وبين وكالة ناسا (NASA) في الولايات المتحدة ممثلة في الدكتور باتيل كومار -عالم المناخ في مختبر Jet  Propulsion التابع لوكالة ناسا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وهذا نص الحديث …

 

س1/ نظمت جامعة نزوى في 21 أبريل 2022 واحدة من الندوات العلمية المهمة في الهباء الجوي في الشرق الأوسط بالتعاون مع وكالة ناسا (NASA)، التي حظيت بمشاركة فاعلة من قبل الخبراء والمهتمين بهذا المجال. السؤال: كيف جاءت فكرة إقامة هذه الندوة؟ وما النتائج المرجوة ومنها؟

 

جاء تنظيم ندوة: "تآزر القياسات الأرضية وقياسات الأقمار الصناعية لرصد الهباء الجوي فوق الشرق الأوسط" في ضوء المشروع البحثي الذي تنفذه جامعة نزوى بالتعاون مع وكالة (ناسا)، وهو ضمن برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الذي -بحمد الله- وتعاون الجميع من الخبراء والباحثين ودعم من جامعة نزوى، قطع المشروع مراحل متقدمة من البحث والتقصي في الكثير من معدلات التلوث التي يسببها الهباء الجوي من طريق قياسها عبر الأقمار الاصطناعية، ومحطات الرصد المحلية، والتحاليل المخبرية لقياس الجزيئات الضارة التي تحملها الذرات في المناخ الجوي.  

وعلى مدى التقييم المستمر للحياة على الكرة الأرضية، حافظت الطاقة الشمسية ومكونات الغلاف الجوي والسحب على توازن الطاقة للنظام المناخي، وأي اضطراب في أي من هذا سيؤدي إلى اختلال في توازن الطاقة وربما يؤدي إلى تغير المناخ. يمكن أن يشمل الاضطراب في النظام المناخي تغييرات في الإشعاع الشمسي وتركيزًا لمكونات الغلاف الجوي والسحب على سطح الأرض. منذ بداية العصر الصناعي (حوالي عام 1750)، غيرت الممارسات البشرية بشكل كبير تركيز مكونات الغلاف الجوي والهباء الجوي. وقد توقع العلماء قبل أكثر من قرن من الزمان أن التغيّر في تركيب الغلاف الجوي، خاصة ثاني أكسيد الكربون CO2  بسبب الممارسات البشرية، قد تؤثر على طاقة الكرة الأرضية؛ مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي.

وقد اعتمد العلماء والباحثون مؤخرًا نهجًا كميًا لكيفية اضطراب الهباء الجوي "جزيئات سائلة أو صلبة معلقة صغيرة جدًا في الهواء بالمناخ العالمي" إلى جانب التأثير المناخي، تتأثر صحة الإنسان أيضًا بالهباء الجوي؛ لذا فإن فهم ديناميكياتها وتكوينها مهم جدًا لتقدير آثارها.

ويعد تلوث الهواء الآن أكبر تهديد للصحة البيئية في العالم، إذ يتسبب في وفاة سبعة ملايين شخص في العالم سنويًا. كما يتسبب تلوث الهواء في ظهور عدد من الأمراض وانتشارها، تتراوح من الربو إلى السرطان وأمراض الرئة وأمراض القلب. ومن هذا المنطلق، نظم قسم العلوم الرياضية والفيزيائية محاضرة في إطار مشروع بحثي بعنوان: "تآزر القياسات الأرضية والأقمار الصناعية لمراقبة الهباء الجوي فوق الشرق الأوسط" وبدعم برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بسلطنة عُمان بقيادة الدكتور بايجو داياناندان والدكتور عيسى بن سليمان العامري.

 

س2/ مشاركة وكالة "ناسا" في هذه الندوة يمثل قيمة وإضافة مهمة للندوة والمكانة والخبرة المعروفة عن الوكالة. كيف جاءت مشاركة الوكالة بالندوة؟ وهل سنجد تعاونا أكبر بين الجامعة والوكالة في المرحلة القادمة؟

 

مشاركة (ناسا) في هذا المشروع نابع من المكانة العلمية لوكالة ناسا ودورها المعهود في مجال البحوث والدراسات، في مقدمتها مشاكل الغلاف الجوي، إذ يمثلها في هذا المشروع  الدكتور باتيل (Piyushkumar N. Patel)، عالم مناخ يعمل في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي جامعات أوك ريدج المتعاونة، وهو أحد الباحثين المشاركين في المشروع البحثي الممول. ولديه خبرة في الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية والعمل على إعادة معالجة بيانات الأقمار الصناعية المختلفة (CALIPSO ، CloudSat ، MODIS ، TRMM ، CERES ، إلخ)، كما يعمل على نماذج النقل الإشعاعي  SBDART ، PyCLES ، OPAC HYSPLIT 

الدكتور باتيل ألقى محاضرة عن الهباء الجوي في المناخ المتغير من منظور الأقمار الصناعية، وقدم نتائج مثيرة للاهتمام في دراسة جودة الهواء والمناخ في الشرق الأوسط [2002-2019] في إطار المشروع، وأعرب عن رغبته في التعاون في إنجاز المشروع مستقبلًا. كما أشار أيضًا إلى أن أبحاث جودة هواء الهباء الجوي يمكن أن توفر فرصًا لصناع القرار لمراجعة السياسات التي لا تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فحسب، بل تحسن جودة الهواء وتسهم في تحقيق الأهداف الصحية في الشرق الأوسط.

 

س3/ ما أهم الجوانب التي ناقشتها الندوة، والتوصيات التي خرجت بها؟ 

 

ناقشت الندوة مواضيع التغير المناخي والهباء الجوي وتلوث الهواء وعلوم الغلاف الجوي والطاقة المتجددة والأرصاد الجوية. وخرجت بتوصيات عدة تمثلت في ضرورة مشاركة أعضاء هيئة التدريس في البحث العلمي من طريق تشكيل مجموعات بحثية متعاونة، وإشراك الطلبة بها عبر البرامج البحثية التي توفرها جامعة نزوى بالتعاون والتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مثل: المنح البحثية المقدمة للطلبة في المرحلة الجامعية الأولى (URG) والمنح البحثية المقدمة لطلبة الماجستير (GRG). كما أوصت الندوة بضرورة توفير تدريب حقيقي وفعال للشباب العماني في أساسيات علوم الغلاف الجوي والفضاء لتلبية متطلبات المجتمع ورفد سوق العمل بأيدي عاملة ماهرة.

 

س4/ كيف يمكن لنا في سلطنة عمان بشكل خاص والعالم بشكل عام أن نواجه المخاطر البيئية المتوقعة على موضوع الهباء الجوي؟

 

إن النتيجة الأساسية للمشروع البحثي تطوير قاعدة بيانات شاملة للبحوث التي تناولت المناخ ونوعية الهواء والمعلومات ذات الصلة لنشرها على مختلف المستويات. وسوف تسهم الاستراتيجيات التي سيتم تطويرها بشكل فاعل في إعداد المجتمع لتأثيرات تغير المناخ ونوعية الهواء ومسؤوليتهم تجاهه.

 

س5/ من الجهود التي تبذلها جامعة نزوى بالتعاون مع وكالة ناسا وفتح هذا الملف المهم هل يمكن القول إنه تم رصد تأثيرات بيئة وصحية تتعلق بظاهرة الهباء الجوي على أرض السلطنة؟

 

قدم الفريق البحثي الذي يرأسه الدكتور بايجو داياناندان والدكتور عيسى بن سليمان العامري ورقة بعنوان: "التغييرات طويلة المدى في تحميل الهباء الجوي والآثار الإشعاعية الملحوظة فوق الشرق الأوسط" في المؤتمر الدولي الرابع لعلوم الغلاف الجوي، الذي عقد في الفترة من 16 إلى 31 يوليو 2021 بالتعاون مع مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية وقسم الأرصاد الجوية العماني.

وقد تناولت هذه الدراسة التغييرات طويلة المدى في تحميل الهباء الجوي وأثره الإشعاعي في منطقة الشرق الأوسط. والتأكيد على دور الهباء الجوي في: توازن الطاقة الإقليمي، والدورة الهيدرولوجية، ونوعية الهواء؛ مما يؤثر بشكل كبير على المناخ العالمي والصحة العامة. 

وسلطت الدراسة الضوء على أثر التوسع الاقتصادي السريع والصناعة وزيادة الطلب على الطاقة إلى تعزيز الانبعاثات البشرية المنشأ بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط (ME) التي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام العلمي.

 

س6/ كيف تنظرون لأهمية الدور الذي يجب أن تضطلع به المؤسسات التعليمية والبحثية في سلطنة عمان لمناقشة هذا النوع من الظواهر والوقوف عليها ووضع البرامج والخطط التي تحد من تأثيراتها؟

 

إيمانًا بالدور الكبير الذي يلعبه الهباء الجوي في توازن الطاقة الإقليمي، والدورة الهيدرولوجية، ونوعية الهواء، ستسهم النتائج التي تم التوصل إليها في المشروع البحثي الحالي في الحد من المعلومات غير الدقيقة المتعلقة بالتنبؤات الإقليمية لتغير المناخ في الشرق الأوسط وسلطنة عمان، لا سيما فيما يتعلق بتأثير الهباء الجوي والانبعاثات الإقليمية، إلى جانب الإسهام في فهم العوامل التي تؤدي إلى تغييرات في المنطقة وفي الأرصاد الجوية الإقليمية.

إضافة لما سبق، إن إنشاء مؤسسة توفر معلومات قيمة لدعم جهود التخفيف من تلوث الهواء وتخفيف تغير المناخ، لا سيما من حيث فهم العلاقة بين المصادر وفعالية إجراءات التخفيف من الانبعاثات ومن التلوث في سلطنة عمان، يمكن أن يساعد في تحديد مصادر التلوث والعوامل المناخية الإقليمية وتقليلها إلى الحد الأدنى. ويمكن أن تسهم المؤسسة في رسم السياسات التخفيفية وتحليلها والتخطيط لها بشكل أفضل لمعالجة قضايا جودة الهواء في سلطنة عُمان، مما سينعكس على المدى البعيد على منطقة الشرق الأوسط بأكملها. 

أخيرًا، ستوفر مخرجات المشروع البحثي الحالي مدخلات لقياسات محلية ودولية تسهم في دعم وتطوير السياسات المتعلقة بالمناخ، كتلك التي تقوم بها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، وائتلاف المناخ والهواء النظيف (CCAC).

وقال الدكتور باتيل كومار (Dr. Piyushkumar N. Patel) من مختبر Jet Propulsion  التابع لوكالة ناسا في الولايات المتحدة الأميركية عن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية التي أثرت سلبًا على مستويات التلوث في المنطقة، مما قد يسبب تأثيرات بيئية وصحية. وقد أكد أن تلوث الهواء يعد الآن أكبر تهديد للصحة البيئية في العالم، إذ يتسبب في وفاة سبعة ملايين إنسان في العالم كل عام. ويزيد من احتمالية انتشار الأمراض والأوبئة، مثل: الربو والسرطان وأمراض الرئة وأمراض القلب. كما تناولت الندوة العلمية النتائج المثيرة للاهتمام لدراسة جودة الهواء والمناخ في الشرق الأوسط في الأعوام [2002-2019].

الجدير ذكره أن الندوة العلمية تعد جزءًا من مشروع بحثي مشترك بين جامعة نزوى ممثلة في الدكتور بيجو داياناندان -الأستاذ المشارك في شعبة الفيزياء- والدكتور عيسى العامري -الأستاذ المشارك في العلوم البيولوجية- وبين وكالة ناسا (NASA) في الولايات المتحدة ممثلة في الدكتور باتيل كومار -عالم المناخ في مختبر Jet Propulsion التابع لوكالة ناسا في الولايات المتحدة الأميركية، وهو مشروع ممول من برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة – وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار في سلطنة عُمان.

ويسعى المشروع البحثي إلى التوصل إلى معدلات التلوث التي يسببها الهباء الجوي من طريق قياسها عبر الأقمار الاصطناعية ومحطات الرصد المحلية والتحاليل المخبرية لقياس الجزيئات الضارة التي تحملها الذرات في المناخ الجوي، التي يمكن أن توفر فرصًا لصناع القرار لمراجعة السياسات التي لا تقلل فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بل تحسن جودة الهواء وترتقي بالصحة البيئية في الشرق الأوسط.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة