رائحة الذكرى تلتصق بالبيت وساكنيه … لتصنع آمالاً ناصعة
إشراقة: ذكريات خريج
أحمد بن محمد بن أحمد البوسعيدي، يبلغ من العمر 27 عاما، تخرج عام 2012م من مدرسة أبو الأسود الدولي سابقا بولاية نزوى، درس تخصص تصميم المواقع وأمن المعلومات في كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات بجامعة نزوى، يعمل حاليا محللا لهجمات أمنية تحت مسمى وظيفي مهندس نظم أمن المعلومات. لأحمد قدر من التفاصيل المهمة التي رافقته في أثناء دراسته حتى تخرجه من الجامعة؛ أراد أن يشارك قرّاء إشراقة بعضا منها … نعرضها لكم هنا في عمود "ذكريات خريج".
منعرج مصيري
يقول البوسعيدي: "التحقت بالجامعة في أواخر عام 2012م، تحديدا شهر أكتوبر، نعم كانت رحلة مليئة بالحيوية؛ فقد كانت البداية الأولى في السلك التأسيسي، إذ استمرت مدة عام ونصف تقريبا، بيد أن جانب الصعوبات لم أجد ما من شأنه عرقلتي عن مواصلة مسيرتي التعليمية -ولله الحمد- وفي ذلك السياق واصلت في المسار التعليمي الأكاديمي مدة ثلاث سنوات؛ إلّا أن أحد الأصدقاء في أواخر شهر فبراير من عام 2018م كان له دور في اكتشاف موهبتي في التقديم والتعليق الصوتي، إذ نصحني بالمشاركة في ورشة قدمت من قبل جماعة الصحافة والإعلام تختص بمجال المذيع، وكان لهذه الورشة الوقع الأكبر على موهبتي واكتشاف صوتي".
طاقة متوقدة
ماذا أضافت لك جامعة نزوى بالإضافة للجانب الأكاديمي؟ … سؤال توجهنا به لضيفنا؛ فأجاب: "هذا السياق أستطيع الحديث في بطرق عديدة؛ إذ بعدما اشتغلت عليه لتطوير موهبتي في السنوات الثلاث الأخيرة المتبقية لي في جامعة نزوى، استطعت من طريقه تقديم العديد من الفعاليات بالجامعة، أبرزها حفل التخرج لعامين متتابعين، كان الأول في تقديم الأسماء، والثاني في تقديم الحفل". ويضيف أحمد: "يتلخص ذلك الشغف و الموهبة في تطوير شخصيتي من ناحية الكاريزما والثقافة والتحدث مع الآخرين دون رهبة أو خوف من الجماهير، وسهولة الاسترسال، غير ذلك أضافت لي جامعة نزوى بعدا آخر يتمثل في أسلوب القيادة؛ وذلك أثر ما قدمته في جماعة الصحافة والإعلام كوني نائب رئيس الجماعة".
من الذاكرة!
تلك الصولات والجولات التي سلكها الخريج أحمد البوسعيدي جعلته متعلقا بجامعة نزوى، يراوده الحنين إليها بين الفينة والأخرى؛ كونه على حد تعبيره: "لم أكن فيها حاضرا فقط للدراسة"؛ لذلك استحضر ذهنه العديد من المواقف والشخصيات التي ما زالت عالقة في ذهنه حتى اليوم، يقول في سردها لنا: "في الحقيقة العديد منهم من السلكين الأكاديمي والإداري، ولا يسعني إلا أن أشكرهم وأقدم لهم كل التحايا والتقدير، أبرزهم: الأستاذ سعود الصقري؛ بما قدمه لي من نصح وإرشاد في سبيل تطوير ذاتي وتحفيزي. كذلك الأستاذ الراحل محمد الرواحي -رحمه الله- بما قدمه لي أيضا في سبيل تطوير لغتي العربية؛ كوني أحتاج لها في المجال الإعلامي، وأتقدم بالشكر الجزيل للدكتور محمد الطريحي والأستاذة فاطمة الوحشية والأستاذ حمد العزري والأستاذة ليلي الرحبية".
ويضيف: "هناك لحظات ومواقف لا يمكن نسيانها، أهمها تقديمي لحفل التخرج في عام 2019م … لقد كان حلما وتحقق بالنسبة لي في جامعة نزوى؛ إذ أسهم هذا الحفل في نقل موهبتي خارج الجامعة وتطويرها. كذلك لا يذهب عن الذاكرة (هاكاثون جامعة نزوى)؛ إنّه حدث كنت أنا وزملائي والمشرف على جماعة الصحافة والإعلام، وكذلك ممن أسهموا فيه … حدث مميَّز ظهر بطريقة مختلفة تماما عن غيره من الفعاليات التي أبرزت مكانة جامعة نزوى وقدرها".
ابن بارٌّ
يصف أحمد علاقته بجامعة نزوى حالياً كعلاقة الابن المغترب للعمل أو العلم عن بلده؛ إنها كلمات تعبر عن حجم الإخلاص والشعور الجميل المتبادل، قائلاً: "علاقتي بجامعة نزوى لم تنقطع في الحقيقة، لكن أجد صعوبات في العودة زائرا لها بحكم عملي؛ لكنني لن أدخر أي جهد لتقديم المزيد لها. لا أعلم متى ستأتي الفرصة القادمة لأعود إليها … بيد أنني ممتن امتنانا عميقا لتلك المسيرة التي خضتها في الجامعة".
محطة الوصول
أثنى البوسعيدي على التوازن الحاصل من جامعة نزوى في سبيل رفع جودة البعدين الأكاديمي والثقافي المتمثل في الأنشطة الطلابية والمواهب الشخصية، وهذا ما أكد عليه بقوله: "الحمدلله بعد سنة من التخرج حصلت على الوظيفة المرجوة التي تعنى بمجال تخصصي، كما أنني مستمر في تقديم العطاء في الجانب الإعلامي من طريق تقديم الفعاليات والتعليق الصوتي والإذاعي لمختلف الأحداث والمناشط".
نصيحتي لزملائي …
يخاطب أحمد طالب العلم بألا يجعل الجامعة مسار عبور للوظيفة فقط، يقول: "الجامعة محطة من محطات الحياة الجميلة التي لا تخلو من المتاعب والمشقة والاستمتاع؛ لذا نصيحتي لأي طالب في بداية المشوار بأن يفهم القوانين الجامعية والخطط الدراسية بحذافيرها، والانخراط للمشاركة في إبراز الموهبة … لا تخجل من نفسك، عظم قدرك، سيكون أمامك الطريق أسهل فيما تبقى لك في مستقبل الدراسي، اكسر كل الحواجز".
ويضيف: "الجامعة طريق طويل مليء بالصعاب؛ لذا استمر في الدراسة وشارك في الفعاليات المقامة، واصقل نفسك واكتشف مكامن القوة لديك … فأنا شخصياً كانت الجامعة من أبرز الركائز الأساسية في بناء شخصيتي وتطويري".