السنة 17 العدد 157
2022/07/01

موزة السنانية صاحبة مكتبة دهليز والمشرفة على نادي فحوى:

 

أتطلع لتعلم كل جديد والاهتمام بتحقيق أهدافي وطموحاتي 

العطلة الصيفية فرصةٌ يجب على الطالب استثمارها في المطالعة وتنمية مهاراته 


 

موزة بنت حميد السنانية، إحدى المواهب الشابة التي أبدعت في العديد من المهارات، مثل: الرسم الرقمي، ولغة البرمجة، والتصوير. شقت طريقها منذ الصغر، واستطاعت بما وفر لها من بيئة ودعم أن تطور تلك المهارات والمواهب لتجد لها مكانا وحضورا وتفاعلا في العديد من الفعاليات والمناسبات.

 

وترى السنانية أن تهيئة المكان والجو المناسبين حسب ما يتوافق مع ذائقة الطالب نفسه يسمح له بتطوير تلك المهارات والمواهب، كما أن البيئة المدرسية أو الجامعية تشكل محورا أساسا للنهوض بقدرات الشباب وطاقاتهم ومواهبهم.

 

وتقول: "للقراءة أهمية بالغة في حياة كل فردٍ منا، فهي مصدرٌ أساس من مصادر المعرفة، فبالقراءة تتسع آفاق المرء ومدركاته؛ لذا فإن على المرء أن يُوطد علاقته بالكتاب بشكلٍ جيد، وهذه العطلة الصيفية لهي فرصةٌ عظيمة يجب على طالب العلم استغلال مثل هذه الفرص".

 

س1/ نتساءل عن موزة السنانية من هي، وما تخصصاها؟

 

موزة بنت حميد السنانية، شخصٌ مرن ومتكيف مع جميع الظروف، أدرس تخصص الهندسة المدنية، أُدير نادي فحوى ومالكة لمكتبة دهليز، أتطلع دومًا لتعلم كل ما هو جديد، وأسعى لتطوير نفسي والمكان الذي أحضر فيه، أحرص جدًا على تحقيق أهدافي وطموحاتي.

 

س2/ بطبيعة الحال لكل منا مواهبه واهتماماته، وهنا نطرح سؤالا عن أهم المهارات التي تحرصين على تطويرها وتنميتها؟

 

نعم هناك العديد من المواهب والمهارات التي عملت على تطويرها والعناية بها من طريق البرامج والدورات والقراءة، ومنها: تطوير الذات، مهارات التواصل، العمل الجماعي، حل المشكلات والتفكير النقدي، القيادة، التنظيم، العمل تحت الضغوطات، الرسم الرقمي. كما أنني أملك معرفة بسيطة في لغة البرمجة c++ بجانب برنامج الأوتوكاد وفنون التصوير.

 

س3/ برأيك، كيف يُهيء طلبة العلم أنفسهم للجلوس في حضرة كتاب أو مؤلف يمنحهم تجربة معرفية وعلمية نافعة؟ 

 

على طالب العلم أن يتحلى بالصبر الذي يُعينه على طلبه للعلم، فإن هذا العلم وهذه المعارف لا يُمكن أن تُكتسب في يومٍ وليلة، بل تتطلب صبرا و اجتهادا و مُثابرة، فلا يحصل العلم دون صبر، بل يجب على طالب العلم تربية نفسه على كيفية الصبر في تحصيل العلم، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "ومن يتصبر يصبره الله" (رواه البخاري) .

 

كما يجب تهيئة المكان والجو المناسبين حسب ما يتناسب مع ذائقة الطالب نفسه، بحيث يسمح له تهيئة ذلك لتلقي وفهم ما يود تعمله. في الجانب الآخر كتابة الأمور المستفادة سواء في أثناء قراءة كتاب أم الجلوس في حضرة مؤلف، فإنه لابد للطالب في أثناء ممارسته للقراءة أن تمر عليه بعض الفوائد التي هي كنز قد يغفل عنها لاحقًا إن لم يقم بتدوينها، وكما قال ابنُ القيم -رحمه الله: "وصحة الفهم نورٌ يقذفه الله في قلب العبد"؛ لذا فإن التدوين مهم للوصول إلى الفهم الصحيح مما يقرأه الطالب أو يتعلمه.

 

وقد يحصل أن يقرأ طالب العلم في مجالٍ يجهله، وقد لا يستطيع استنباط المعنى الحرفي من المعلومات التي يقرؤها؛ لذا يجب على طالب العلم ألا يتردد في سؤال من يراهم أعلم منه في المجال، ولا شك أن السؤال مفتاح العلم كما جاء عن السلف؛ لذا فيجب على طالب العلم ألا يخجل من السؤال، فقد قال مجاهد –رحمه الله: "لا يتعلم العلم مستحي ولا متكبر". وتطول قائمة الأساليب التي يجب أن يقوم بها طالب العلم ليهيئ نفسه لطلب العلم.

 

س4/ ما علاقة العطلة الصيفية في مجتمعنا بالقراءة؟ وكيف يمكن أن يقوي الشباب علاقتهم فيها بالكتب؟

 

يقول ألبرتو مانغويل: "القراءة مثل التنفس، إنها وظيفةٌ حيويةٌ أساسية" … قد يرى بعضهم أن العبارة السابقة فيها نوعٌ من المبالغة، ولكن مما لا شك فيه أن للقراءة أهمية بالغة في حياة كل فردٍ منا، فهي مصدرٌ أساس من مصادر المعرفة، فبالقراءة تتسع آفاق المرء ومدركاته؛ لذا فإن على المرء أن يُوطد علاقته بالكتاب بشكلٍ جيد، وهذه العطلة الصيفية لهي فرصةٌ عظيمة يجب على طالب العلم استغلالها، كما يجب على المرء أن يُقوي علاقته بالكتاب بشكلٍ خاص والقراءة بشكلٍ عام، وهذا الأمر يتطلب صبرًا وجلدًا وهمةً عالية، ولا يتم ذلك إلا بوجود رغبة حقيقية نابعة من داخل المرء لتقوية علاقته بالقراءة، فإن وجدت هذه الرغبة في الإنسان تيسرت له أهدافه التي يسعى لتحقيقها، كما يجب تحديد هدف القارئ لإقباله على القراءة وتحديد اختياراته ومجالات القراءة.

 

كما ذكرنا فإنه يجب على المرء توطيد علاقته بالكتاب، ومما يعين على توطيد هذه العلاقة هو أن يبدأ طالب العلم في قراءة الكتب القصيرة البسيطة التي تناسب وذائقة القارئ وتوجهاته واهتماماته، وأيضًا من المهم أن يُحدد القارئ زمانًا معينًا ومكانًا معينًا للقراءة بشكل يومي؛ وذلك لتكون القراءة من الروتين اليومي لكل قارئ منا، فيعرف ذلك وقتها ولا يُؤجلها، والقارئ الجاد يحرص على الالتزام بمواعيد القراءة إلى أن تُصبح القراءة عادة لديه. هذا بعض ما يُمكن أن يقوم به المرء لتقوية علاقته بالكتاب والقراءة، ومن المهم أيضًا الإشارة إلى أنه لابد أن تمر بطالب العلم فترات فتور وضعف تمنعه عن القراءة، ويجد صعوبة في استكمال ما يقرأ، وهذا أمر طبيعي للغاية على ألا تطول هذه الفترة لكي لا تخلق حاجزًا بين الكتاب والقارئ، فيضطر بذلك إلى توطيد علاقته بالقراءة مرة أخرى.

  

س5/ من وجهة نظرك من يساعد طلبة العلم في تحديد اتجاههم الفكري والثقافي خارج مواقيت الدراسة الأكاديمية؟ وكيف ذلك؟

 

يُمكن لطالب اللجوء إلى من يرى فيه القدرة على مساعدته على تحديد اتجاهه الفكري والثقافي، مثل: العلماء والخبراء والحكماء والفقهاء والاختصاصيون أصحاب الدراية بهذه المجالات... ويتم ذلك برأيي على حسب شخصية طالب العلم واحتياجاته، فبعد مناقشة ذلك مع المختصين يُصبح بإمكانهم مساعدته على تحديد توجهه الفكري والثقافي؛ ومنه يُمكن للمرء تحديد نوع القراءات التي يميل لها ويُفضلها ويُسهل ذلك عليه رحلته في اختيار الكتب التي تتناسب مع احتياجاته وميوله وذائقته.

  

س6/ يشير بعضهم إلى أن عصر التكنولوجيا وضع حائلاً بين القارئ والكتاب. هل تتفقين مع هذا الرأي كونك تملكين مكتبة افتراضية؟

 

جميعنا قد سمع بالمقولة الشهيرة التي تقول: "إن خير جليسٍ في الزمان كتاب"، التي لربما تكون قد فقدت معناها قليلًا في زماننا هذا؛ ليصبح الإنترنت والأجهزة الإلكترونية هي خير جليسٍ لهم، ليُخلف ذلك مسافة شاسعة بين القراء والكتاب، وبذلك يُصبح اتهامهم بالجهل أمرٌ وارد، إذ تُشير أحدث الإحصائيات حسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والتربية (اليونسكو) إلى أن نسبة الكتب العربية المطبوعة تمثل فقط %3 من مجموع ما يُطبع في العالم، وأن نصيب القراءة من وقت المواطن العربي لا يتجاوز 6 دقائق سنويًا، كما تُشير الإحصائية إلى أن معدل القراءة في السنة للفرد الأوروبي 35 كتابًا، بينما كل 80 عربيًا من أمة اقرأ يقرأون كتابًا واحدًا في السنة.

 

لكن كل ذلك لا يعني بأنه قد تم هجر القراءة بشكلٍ تام، هنالك أناسٌ يقرؤون ولكن بنسبٍ ضئيلةٍ جدًا، ومن واقع خبرتي في العمل على تأسيس مكتبتي الافتراضية وجدت هناك إقبالا على الشراء والاستفسار عن بعض الكتب، وأرى أن ثقافة القراءة بدأت في الانتشار بشكلٍ أوسع في السنوات الأخيرة.

 

س7/ "الإجازة مشروعات وأفكار". كيف توجهين طلبة العلم والمجتمع بشكل عام إلى تطوير هذا المشروع المعرفي؟

 

مثلما ذكرتم فإن الإجازة مشروعاتٌ وأفكار؛ لذا يجب على الناس كافة استغلال أوقات الإجازات بشكلٍ صحيح، ليس بالقراءة فحسب، بل أيضًا بالقيام بالعديد من الأنشطة والمشاريع بالإضافة للقراءة بالطبع، فمن المهم قضاء بعض الوقت في ممارسة الهوايات والأنشطة الرياضية، والتدريب على المهن الصناعية المختلفة، أيضًا بالإمكان المشاركة في المعسكرات التدريبية والرحلات العلمية، بالإضافة إلى التخطيط لزيارة الأماكن السياحية إن أمكن ذلك، فهذا كله يصنع من المرء شخصية ذات خبرات في مجالات حيوية وعلمية مختلفة.  

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة