معجم نزوى... قيمة فكرية وعلمية
مصطفى المعمري
يكتسب معجم نزوى للأفعال أهميته كونه الأول من نوعه في إطارالمعاجم العربية المبني على نظرية المكملات، والمنطلق من حصر الأفعال العربية الشائعة في الاستعمالات اللغوية والمجالات الحيوية المختلفة المعاصرة، ووضعها في قائمة أطلق عليها "قائمة نزوى للأفعال الشائعة"، التي على أساسها وضع المعجم؛ مما سيوفر للمكتبة العمانية بشكل خاص والعربية بشكل عام مرجعا لغويا مهما جدا لدارسي العربية من الناطقين بغيرها.
وقد قطع الفريق القائم على مشروع المعجم مراحل متقدمة في إعداده، ما يؤكد على الجهد الذي يبذله الفريق البحثي وإصراره للانتهاء من المعجم في الوقت المحدد، إذ تمكن الفريق منذ فترة من إنجاز مرحلة الجمع، فيما يقترب الآن من الانتهاء من مرحلة التحرير، وهي إحدى الخطوات الضرورية التي يتم العمل عليها في هذه المرحلة لأهميتها والجهد والدقة المطلوبتين لإنجازها.
الدكتور خير الدين عبد الهادي، الأستاذ المساعد ورئيس شعبة اللغة الألمانية بكلية العلوم والآداب في جامعة نزوى والمشرف على المشروع، قال: "إنّ هناك حاجة ملحة لهذا المعجم، تكمن في قدرته على سد فجوة هائلة في المواد التعليمية المخصصة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وحاجتهم الماسة إلى مصدر يركنون إليه عند اختبار تراكيبهم اللغوية التي يستعملونها كتابة وقراءة ومحادثة واستماعا.
لقد تبنت جامعة نزوى بالتعاون مع جامعات عربية وأجنبية فكرة هذا المشروع؛ من منطلق الدور الذي تضطلع به الجامعة لاحتضان البحوث والدراسات ورعايتها، إذ من شأنها إضافة قيمة فكرية وعلمية وإنسانية للجميع؛ كي يبقى رصيدا فكريا تتداوله الأجيال لسنوات طوال، ومن هذا المنطق تبنت جامعة نزوى مشروع معجم نزوى للأفعال؛ لحاجة لغتنا العربية إلى هذا المعجم المهم، الذي يعد المعجم الأول في العربية من حيث النوع، والمنهج المتبع في إعداده، فالساحة العربية تخلو من أمثال هذه المعاجم؛ لذلك سيعمل المعجم على معالجة وتقديم حلول لكثير من المشكلات والصعوبات اللغوية التي تواجه متعلمي العربية لغةً ثانيةً. كما أنه أول معجم يوضع على أساس المفردات الشائعة في اللغة العربية المعاصرة.