الأول من نوعه
المشاركون في مشروع "معجم نزوى للأفعال العربية المعاصرة" يباركون دعم جامعة نزوى ... وأهمية المعجم عربيا وعالميا
أسعد الحديدي: لجامعة نزوى الدور المشرف والأسبق في خدمة مشاريع البحوث والدراسات
عامر العيسائي: المعجم الأول من نوعه في إطار المعاجم العربية المبني على نظرية المكملات
حصة البادية: المعجم يثري الساحة بكل ما هو مفيد ونافع خاصة في العلومالإنسانية
خلود البوسعيدية: نعمل حاليا في مرحلة التحرير وهي الأهم في مشروع المعجم
عبدالله الجابري: العمل يعزز مكانة الجامعة ودورها في إنتاج مثل هذه المشاريع الفريدة
بارك الباحثون والمشاركون في مشروع "معجم نزوى للأفعال العربية المعاصرة" الدور الذي تضطلع به جامعة نزوى في دعم ورعاية البحوث والدراسات المختلفة، مؤكدين أن المشروع -بعد اكتماله- سيمثل إضافة مهمة للغة العربية والمكتبة العربية والعالمية؛ نظير الجهد الكبير الذي يبذل لإنجاز هذا المشروع البحثي المهم والأول من نوعه عربيا.
وأضافوا في استطلاع أجرته "إشراقة" أن جامعة نزوى هي حاملة لواء هذه المبادرة العلمية الفريدة من نوعها، ولها فضل الريادة في احتضان هذا المشروع الموجه للناطقين بغير العربية ليرى النور؛ إذ نجدها سباقة دائما في الاهتمام باللغة العربية وتيسير تعليمها وتعلمها.
وأكدوا أن الأهمية العلمية لهذا المعجم تكمن في أنه الأول من نوعه في إطار المعاجم العربية المبني على نظرية المكملات والمنطلق من حصر الأفعال العربية الشائعة في الاستخدامات اللغوية في المجالات الحيوية المختلفة المعاصرة، ووضعها في قائمة أطلق عليها "قائمة نزوى للأفعال الشائعة" التي على أساسها وضع المعجم؛ مما سيوفر في المكتبة العمانية بشكل خاص والعربية بشكل عام مرجعا لغويا مهما جدا لدارسي العربية من الناطقين بغيرها.
نظرية المكملات
أسعد الجديدي -ماجستير في تدريس العربية للناطقين بغيرها، وأحد المشاركين في مشروع المعجم- قال: "مشروع معجم نزوى للأفعال العربية المعاصرة يشكل أحد المشاريع العلمية والمعرفية خاصة في المعاجم العربية التي تختص بشكل مباشر في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، فهو الأول من نوعه في صناعة المعاجم عربيا ودوليا، الذي يوفر الاتصال المباشر للطلبة الناطقين بغير اللغة العربية في البحث المعجمي؛ لما سيحويه من مفردات لغوية خصبة، من حيث المعاصرة للأفعال العربية الشائعة على أساس نظرية المكملات من قائمة الأفعال الشائعة التي تم جمعها وتبوبيها وفق الأسس العلمية للفرق البحثية؛ سواء أكان من داخل سلطنة عمان أم خارجها".
وأضاف الجديدي: "لا شك أن لجامعة نزوى الدور المشرف والأسبق في خدمة مشاريع البحوث والدراسات بشكل عام واللغة العربية بشكل خاص، فمع تبنيها للعديد من مشاريع البحث العلمي جنبا إلى جنب مع رؤية سلطنة عمان في رعاية اللغة العربية وأصولها؛ كان التتويج بظهور الكثير من المشاريع البحثية التي أسهمت في خدمة العلوم والآداب، وهو ما يحسب لإنجازات جامعة نزوى في خدمة البحث العلمي، وعلى رأسها الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي - رئيس الجامعة".
وأوضح أن مشروع قائمة نزوى للأفعال العربية المعاصرة، ووضع معجم أحادي اللغة على أساس نظرية المكملات من قائمة الأفعال العربية المعاصرة، هي إحدى لبنات الاهتمام النوعي للنتائج التي تسعى جامعة نزوى لتحقيقها جنبا إلى جنب مع العديد من البحوث العلمية الأخرى؛ لمواكبة كل ما يصب في تزويد المكتبات المحلية والدولية بها، ولتكون مرجعا مهما للباحثين والأكاديميين على حد سواء".
مشروع رائد
فيما قال عامر بن سالم بن حمد العيسائي، مدرس مادة بوزارة التربية والتعليم ومشارك في مشروع البحث: "يعد معجم نزوى للأفعال العربية المعاصرة من المشاريع الرائدة في هذا المجال التي تبنتها جامعة نزوى، إذ يستهدف غير الناطقين بالعربية، وقد وضع وفق نظرية المكملات؛ وهي نظرية غربية حديثة تهتم بوضع المواد اللغوية للدارسين لغير لغتهم الأم، وتكمن الأهمية العلمية لهذا المعجم في أنه الأول من نوعه في إطار المعاجم العربية المبنية على نظرية المكملات، والمنطلقة من حصر الأفعال العربية الشائعة في الاستخدامات اللغوية في المجالات الحيوية المختلفة المعاصرة، ووضعها في قائمة أطلق عليها (قائمة نزوى للأفعال الشائعة)، التي على أساسها وضع المعجم؛ مما سيوفر في المكتبة العمانية بشكل خاص والعربية بشكل عام مرجعا لغويا مهما جدا لدارسي العربية من الناطقين بغيرها، يساعدهم بشكل عملي معيش في التعامل مع ألفاظ العربية، واكتسابها بطريقة إجرائية علمية منظمة وفقا للأسس التي بني عليها المعجم انطلاقا من الفعل باعتباره مكونا أساسا ومكملاته".
وأضاف العيسائي: "تضطلع جامعة نزوى بأدوار جلية في مجال البحث العلمي بصورة عامة، وفي المجالات اللغوية على وجه الخصوص، تجسيدا لأدوارها الرائدة في تنمية مجال الابتكار والإبداع والبحث العلمي وتفعيلا لإسهاماتها المجتمعية، وفي إطار مشروع معجم نزوى للأفعال العربية المعاصرة فقد تبنت الجامعة -على أعلى المستويات- تنفيذ هذا المشروع وتوفير كل ما من شأنه إنجاز مراحله على أكمل وجه، ومما يحسب للجامعة توطيد التعاون العلمي والبحثي واستمراريته مع خريجيها؛ عبر هذا التعاون القائم بين مجموعة من خريجي تخصص اللغة العربية للناطقين بغيرها والدكتور خير الدين عبدالهادي -رئيس شعبة اللغة الألمانية بالجامعة- صاحب فكرة مشروع معجم نزوى والمشرف العام له، على أمل أن يتواصل هذا التعاون في مشاريع بحثية علمية قادمة بعون الله تعالى".
الأول من نوعه
حصة بنت عبدالله بن سعيد البادية، مشرفة لغة عربية ـ ماجستير التربية في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، قالت: "كل فرد في الفريق البحثي المشارك في المشروع له دور محدد ومكمل لأدوار الآخرين في ذات الوقت، أما بالنسبة لمشاركتي، فأنا ضمن الفريق البحثي المشكل من أبناء سلطنة عمان ومن خريجي جامعة نزوى تخصص ماجستير التربية في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، والإضافة التي ستمثلها مشاركتنا في هذا المشروع والمهمة الموكلة إلينا، هي جمع المادة العلمية التي سيتشكل منها المعجم ثم التحرير المعجمي لتلك المادة المجموعة، وكنا قد بدأنا المرحلة الأولى من المشروع بجمع المادة العلمية من مصادر مختلفة؛ وفق مجالات متعددة شملت المجال الديني والثقافي والرياضي والاجتماعي وغيرها من المجالات الأخرى التي اتفق عليها أعضاء الفريق تحت إشراف د. خير الدين عبدالهادي، رئيس شعبة اللغة الألمانية بكلية العلوم والآداب في جامعة نزوى وصاحب فكرة هذا المشروع الرائد، وقد أنهينا تلك المرحلة منذ مدة وكان نتاجها إشهار [قائمة نزوى للأفعال الشائعة في اللغة العربية المعاصرة]، ونحن الآن في المرحلة الثانية وهي مرحلة التحرير المعجمي، وهي مرحلة أستطيع أن أصفها بأنها مرحلة الجوهر واللب في هذا المشروع اللغوي الفريد من نوعه، وهي جسده الذي سيشكله ويعطيه هيئته وصفته التي ستميزه عن غيره من المعاجم اللغوية المتداولة حاليا".
وعن الأهمية العلمية والمعرفية لمشروع معجم نزوى للأفعال، أشارت إلى أن هذا المعجم يعد الأول من نوعه عربيا وعالميا في مجال المعاجم اللغوية؛ فهو معجم أحادي اللغة [عربي – عربي] موجه إلى فئة الناطقين بغير العربية، ويخاطبهم بلغة عربية معاصرة شائعة ومتداولة، وهذه هي أهميته العلمية، أما أهميته المعرفية فإن المتصفح له من الناطقين بغير العربية سيكون قادرا -بإذن الله- على أن يبني جملة عربية صحيحة، ويصوغ مكملاتها بشكل سليم لغويا، كما سيجد فيه معاني الأفعال الشائعة وسياقات متنوعة لاستعمالاتها، تُعينه على فهم وإدراك أعمق لمعنى الفعل وفق الأوزان العشرة التي يتعلمون اللغة العربية ومعانيها واشتقاقاتها من طريقها.
وأوضحت البادية أن من حيث النتائج المرجوة فإن هذا النوع من المشاريع الرائدة يرفد الميدان بالجديد من البحوث والدراسات، ونتاجاتها المهمة والمفيدة للساحة البحثية والعلمية؛ ليسهم في إثراء تلك الساحة بما هو مفيد ونافع؛ خاصة في مجال العلوم الإنسانية التي لا تجد اهتماما كبيرا ومضطردا بها من قبل الباحثين".
مرحلة التحرير
بينما قالت خلود البوسعيدية، متخصصة في تدريس العربية للناطقين بغيرها: "جاءت فكرة مشروع معجم نزوى للأفعال الشائعة عبر المحاضرات التي كنا نتلقاها ضمن متابعة الدراسة لنيل شهادة الماجستير في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، والمناقشات التي كنا نتحدث عنها ويثريها الدكتور خير الدين عبد الهادي والحاجة الماسة لوجود مثل هذا المعجم. فمشاركتنا في هذا المشروع كانت منذ بداية طرح الفكرة الأولى له، فنحن نمثل فئة المحررين لهذا المشروع المعجمي مع مجموعة من المشرفين الأساتذة من داخل السلطنة وخارجها".
وأكدت البوسعيدية على أنهم حصروا مجموعة من النصوص من مصادر مختلفة: (كتب، مجلات، رسائل جامعية ...) في مختلف المجالات المعرفية: (المجال الديني، المجال الرياضي، المجال السياحي، المجال العلمي ... إلخ)، حتى تمكنوا من تشكيل قائمة نزوى للأفعال الشائعة التي تم إشهارها في وقت سابق من هذا العام. والخطوة الحالية التي يعملون عليها بكامل جهدهم هي مرحلة التحرير المعجمي، وهي المرحلة الأهم في صناعة هذا المعجم .
وأضافت: "هذا المشروع الأول من نوعه في صناعة المعاجم؛ يرمي إلى وضع قائمة بالأفعال المستعملة والشائعة والمنتشرة؛ ليصبح معجما يعكس الواقع العربي المعاصر للمهتمين من العرب وغير العرب. وبالطبع له أهمية كبيرة للعرب وغير العرب، فالهدف الأول من صناعة هذا المعجم الحاجة الماسة إليه".
وأوضحت أن جامعة نزوى المؤسسة الأولى التي تبنت هذا المشروع منذ بدايته، فقد هيأت المشاغل العلمية والاجتماعات المعرفية واللقاءات بين المشاركين وغيرها. كذلك تربطها علاقات رصينة تبادلية مع العديد من الجامعات في العالم، بالخصوص جامعات ألمانية شاركت في عمل دورات في هذا المعجم منها جامعة جوتن الألمانية.
علميًا ومعرفيًا
أما عبد الله بن راشد بن سعيد الجابري، ماجستير في تدريس اللغة العربية للناطفين بغيرها، فقال: "ترجع الأهمية العلمية والمعرفية لمشروع معجم نزوى للأفعال إلى بناء مادة علمية سهلة وميسرة لتعليم العربية لغير الناطقين بها، إذ يوضح جذر الفعل والوحدة المعجمية والوزن الصرفي وتصريف الفعل والتنوع الدلالي للفعل وشيوعه والمعنى السياقي والتركيبي وخطة بناء الجملة العربية وقواعد الاشتغال والسمات الدلالية للفعل بطريقة واضحة وسلسله، والمادة المعجمية التي يعبر عنها المعجم لا تقتصر على عرض دلالة المادة وتنوعها، بل تشمل توصيفا للعلاقات التركيبية التي تقيمها هذه المادة مع غيرها، وغاية هذا المعجم وضع خطة لبناء الجملة العربية انطلاقا من العنصر المركزي وهو الفعل".
وعن الدور الذي تضطلع به جامعة نزوى في تبني هذا النوع من مشاريع البحوث والدراسات والنتائج المرجوة منها، قال: "تسهم هذا المشاريع إسهاما علميا في منظومة البحث العلمي داخل الجامعة وخارجها، وهو ما يعزز مكانة الجامعة ودورها في إنتاج هذه المشاريع الفريدة، وتعد هذه المشاريع العلمية أحد مؤشرات الجودة والتميّز التي تساعد الباحثين في الدراسات اللغوية الحديثة في الكشف عن معاني المفردات التراكيب العربية الجديدة. وتنبني هذه البحوث والدراسات على ما يخرج الجامعة من مجرد تدريس الطلبة إلى مؤسسة علمية قائمة على الإنتاج الفكري؛ فمثلا معجم نزوى للأفعال يعد أول معجم تفردت به جامعة نزوى على مستوى الجامعات الخاصة في السلطنة، وعلى حد علمي لا يوجد معجم مشابه ينطلق من نظرية المكملات اللغوية في المدرسة الألمانية الحديثة، ومن النتائج المرجو أن يحققها هذا المشروع -على سبيل المثال- مساعدة الباحثين والدارسين غير العرب في التعرف على بنية الجملة العربية وفقا لنظرية المكملات".