السنة 17 العدد 156
2022/06/01

الصلابة النفسية


 

إعداد: د. عبدالفتاح الخواجة - أستاذ مشارك في الإرشاد النفسي في قسم التربية والدراسات الإنسانية 

 

كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى

 

  تختلف تصورات الناس وتفسيراتهم للأحداث والأزمات الضاغطة والمجهدة، كما تختلف سلوكياتهم وأساليبهم المفضلة أو المعتادة للتعامل مع المواقف السلبية الضاغطة. ويمكن تعريف الصلابة النفسية بأنها: سمة شخصية تؤثر إيجابًا على أداء الأفراد وصحتهم ومزاجهم في المواقف العصيبة. وكان العالم النفسي كوباسا (1979) هو أول من أدخل مفهوم الصلابة إلى مفردات علم النفس؛ إذ بيّن أنها ظاهرة تتجلّى في صورة سلوكيات من شأنها أن تُحوّل التهديدات المُحتملة في المواقف العصيبة إلى فرص للتنمية الذاتية. هذا وقد امتلك مفهوم الصلابة أساسًا نظريًا متينًا كونه موردا مهما لتحمل الضغط والإجهاد، كما يشير كوباسا إلى أنّ الصلابة النفسية تنضوي على مزيج من المواقف والسلوكيات المعرفية والعاطفية الضرورية للبقاء وإثراء الحياة في أثناء التطور والنمو. كما أن الفرد الذي يتمتع بصلابة نفسية عالية؛ تجده مُلهما نفسه بأنّ لحياته أو عمله أهمية ومعنى كبيرا، كما أنه يؤمن بالتحكُّم في الأحداث (قادر على السيطرة)، وقادر على التأثير في النتائج، ومُنفتح على التغيير والنضال الذي تجلبه له الحياة.

 

تتكون الصلابة النفسية من ثلاثة عوامل وفقًا لكوباسا: الالتزام والسيطرة والتحدي. وعلى الرغم من أن هذه العوامل الثلاثة مرتبطة ببعضها بعضا، وتخلق صلابة نفسية لدى الفرد، إلا أنها تركز على مفاهيم مختلفة؛ إذ يتوجب الالتزام اقتناع الفرد بأنه -بغض النظر عن مدى سوء الأمور- من الضروري الانخراط في كل ما يجري بدلاً من الاستسلام للعزلة والانفصال. ويشير الالتزام إلى الميل في الانخراط بــ أحداث الحياة والاهتمام الصادق بالأنشطة وسبل الحياة مع الآخرين. وفي المقابل يشير النضال إلى الاقتناع بأن تحسينات الحياة فرص للتطور الشخصي. كما أن السيطرة تمثل الميل إلى الاعتقاد والتصرف بطرق تؤثر على نتائج الحياة بدلاً من أن يصبح  الفرد عاجزًا مستسلما في مواجهة الشدائد؛ لذلك فإن الفرد الصلب نفسيا يشجع نفسه على الاستنتاج بأنه مهم كانت الأمور سيئة، إذ يجب عليه أن يسعى لتحويل ضغوط الأزمات المستقبلية إلى فرص للتنمية الذاتية. وألا يغرق في بركان أفكاره السلبية التي ربما تستهلكه جسديا وزمنيا ومعنويا.

 

ومن أهم طرق المساعدة النفسية هنا:

 

  • تحدي الفرد في الإرشاد والعلاج النفسي؛ لكي يُطور بداخله بُعد التحدي وعدم الاستسلام.

  •  مناقشة الفرد في فلسفته بالحياة والسعي إلى الاقتناع بأن التغيير - بدلاً من الثبات - هو الأسلوب النموذجي للحياة.
  •  تفعيل الوعي الذاتي والإرادة الذاتية واليقين بدلاً من الاستسلام والغرق. خاصة وأنه غالبًا ما يؤدي الافتقار إلى التحدي والتفاني والسيطرة إلى الإرهاق.

  •  تبني فلسفة تحويل ظروف الحياة المجهدة إلى فرص نمو وإثراء شخصية. 

  •  مناقشته في أنه: {الأفراد ذوو الصلابة نادرًا ما يستسلمون تحت الضغط، ولديهم القدرة على التصرف بشكل تكيفي في أثناء تعرضهم للإجهاد }... وغيرها من الأساليب كالتفكير العقلاني والاسترخاء، وأسلوب حل المشكلات … والله من وراء القصد.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة