السنة 17 العدد 156
2022/06/01

جمعه التميز العلمي والعملي …

خريج يستعيد شريط الذكريات وحنين اللحظات في جامعة نزوى


 

ذكريات خريج

 

مازن بن ثاني بن علي الراشدي، من سكان ولاية نزوى، من بلدة جحفان. ولد في بلدة صغيرة تقع على الجانب الغربي من فلج دارس بالقرب من جامع نزوى حاليا، هناك حيث خرير الماء و حفيف الأشجار والنخيل وصوت الطيور الجميل. يقول: "اهتم والداي بتعليمي منذ الصغر؛ إذ تدرجت في المراحل التعليمية من الروضة وحتى المرحلة الجامعية، وتنقلت في مدارس عدة، منها مدرسة الإمام سلطان بن سيف ومدرسة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي ومدرسة الإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي". هنا تتيح إشراقة له استرجاع بعض ذكرياته التي ارتبط بها حتى اليوم.

 

لبنات أولى

 

نشأ في قلب مازن حب الشعر، إذ كان يحفظ الأبيات التي يتعلمها في المدرسة ويرددها، كما كان لديوان المنهل الجاري للشاعر الدكتور خميس بن ماجد الصباري الأثر الأبرز في إيقاد جذوة الشعر التي بداخله، وما إن وصل إلى مدرسة الإمام الخليلي حتى وجد مربط فرس الشعر هناك ، فهناك خطت يداه أول أبيات موزونة، ويعود الفضل للأستاذ سيف العلوي الذي ضمّه لجماعة الفنون الأدبية.

 

يتحدث مازن عن تعليمه العالي، بقوله: "أما دراستي الجامعية فقد كانت في جامعتين، جامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى، إذ درست ثلاث سنوات في جامعة السلطان قابوس، لكني لم أواصل الدراسة فيها بسبب الظروف التي حالت بيني وبين إكمال الدراسة، ثم بعدها عدت للدراسة في جامعة نزوى، ملتحقاً في منظومتها عام 2015 لدراسة تخصص التقنية الحيوية بدرجة الدبلوم، ليبدأ حينها تحد جديد لي".

 

العزيمة أولا

 

يصف الراشدي الكيفية التي كانت عليها رحلته بجامعة نزوى حتى تخرجه منها بقوله: "لقد عقدت العزم منذ اللحظة التي دخلت فيها الجامعة على أن أتخرج منها بمعدل ممتاز، وما إن دقت الساعة التي بدأت فيها الدراسة، كانت مجموعة من الأهداف التي رسمتها لأحققها في نهاية الفصل ماثلة أمام عيني، لقد سعيت في كل فصل دراسي لأحقق الدرجة الأعلى، ولا أخفيكم أنه بين الحين والآخر كانت تتسلل إلى نفسي أفكار من الخوف والقلق … انتهى الفصل الأول وظهرت النتائج، لقد كانت مفاجأة مفرحة لي، إذ لم تخرج النتائج عن درجة الممتاز، حينها نزلت على قلبي راحة لم أعهد مثلها، وهكذا في كل فصل كانت النتائج مرضية".

 

ويضيف في سياق التحديات والعقبات: "لا طعم للنجاح دون صعوبات، فالحياة كلها مليئة بالصعوبات … كانت قضية عدم وجود زميل معي في الصف أبرز الصعوبات التي واجهتها، فقد كنت وحيدا في قاعة دراسية ممتلئة بالنساء، إذ لم تكن هناك الأريحية التي تمنحني الجرأة كي أناقش وأسأل في أثناء الحصة الدراسية، لكني بالرغم من ذلك حاولت في بعض الأحيان أن أضع بصمتي، لقد نلت احترام المعلمين والطلبة داخل الفصل الدراسي، ذلك بفضل درجاتي ونقاشي المحدود المؤثر في نفس الوقت".

 

التميّز

 

يتحدث مازن عن شغفه بتنمية مواهبه وقدراته في مجال الأنشطة قائلا: "لقد كان ارتباطي بمركز التميّز الطلابي للعمل بالعمل الجزئي بوابة لظهور موهبتي وإبرازها في تلاوة القرآن الكريم، فقد شاركت في فقرة تلاوة القرآن الكريم في العديد من الفعاليات، وقد كان لها دور كبير في كسر حاجز الرهبة أمام الجمهور. كما كان الشعر ينادي بين الحين والآخر، وقد شكلت المواقف التي تعرضت لها أبياتا في قصائدي، وكانت الأمة الإسلامية بآلامها وجراحها مطبوعة في أبياتي، لا سيما تلك الأرض المحتلة أرض فلسطين الطاهرة، وكنت متحمسا للانضمام لجماعة الشهباء الأدبية، حتى أصبحت عضوا فيها، كانت هذه الجماعة متنفسا وساحة يعرض فيها شعراء الجماعة قصائدهم، واستطعت من طريق هذه الجماعة أن أطور من قدراتي الشعرية، فقد كانت الملاحظات التي تلقيتها خطوات تدفعني نحو الأمام".

 

يضيف مسترجعا شريط الذاكرة: "لقد كنت عضوا فاعلا في تنظيم المسابقة الأعرق التي تنظمها جماعة الشهباء، وهي مسابقة فارس القصيد، هذه المسابقة التي يحلم كل متسابق فيها للوصول إلى المركز الأول. كما أنني شاركت مع الجماعة في مسابقة تقام لأول مرة داخل الجامعة، وهي مسابقة المناظرات الطلابية، إذ كانت هذه المسابقة تمثل تحديا كبيرا لا سيما أن فريق مناظرات جامعة نزوى كان أحد المشاركين فيها، اتسمت جولات المسابقة بالإثارة والندية، وكان كل فريق يرمي بحججه التي يقارع بها حجج الفريق الآخر، فيما كان فريقنا غير مهيأ تماما، لكننا استطعنا، بفضل القدرات والمهارات التي يمتلكها أعضاء الفريق، تجاوز المرحلة الأولية. أتذكر أننا لم نكن نتمنى مواجهة فريق ريادة الأعمال؛ كونهم من أقوى الفرق باعتبارهم طلبة ماجستير، لكن قرعة النصف نهائي أبت إلا أن نصطدم بهم، بالرغم من ذلك رفضنا الاستسلام و أيقظنا جيوش العزم وحشدنا أقوى الحجج التي نمتلكها، ودخلنا قاعة المناظرة بشجاعة وقوة، لقد كانت هذه المناظرة النهائي المبكر بالنسبة لنا، كانت مناظرة صعبة للغاية، وقد انتصرنا وتأهلنا للنهائي، بل وفزنا بالمركز الأول في هذه المسابقة التي ستظل عالقة بتفاصيلها في الذاكرة".

 

شخوص ومواقف

 

يعبر مازن عن مشاعره تجاه الحنين لجامعة نزوى بآماله العريضة بالعودة لإكمال دراسة البكالوريوس، لكن الظروف منعته من ذلك، يقول: "لو كتب لي أن أعود إلى مقاعد الدراسة سيكون هذا أسعد خبر لي … فأبرز ما استقيته في جامعة نزوى ذلك الحس النقدي الذي كان من أبرز الأمور التي تعلمتها من المناهج التي منحتني فكرا وتفكيرا يبصرني بالتخصص الذي أدرسه، وكان المحاضرون على قدر عال من المهنية". ويضيف عن شخصيات ما زالت عالقة في ذهنه حتى اليوم ومواقف لا تنسى يسردها لنا، قائلاً: "أشخاص كثيرون كانت تجمعني بهم علاقات طيبة، الأستاذ سعود الصقري، مدير مركز التميز الطلابي آنذاك، كان في مقام الوالد لي، كان هو الموجه والمرشد لي. كذلك الدكتور سيد جيلاني، إنسان متواضع يحب القرآن، حتى أنه طلب مني أن أسجل صوت تلاوتي للقرآن، فلما سمع الصوت شبهني بالشيخ ماهر المعيقلي". أما عن علاقته بالجامعة اليوم يقول: "لا أخفي عليكم أني لم أدخل الجامعة منذ فترة طويلة، لكن في بعض الأحيان أتابع أخبار الجامعة في حسابها بمواقع التواصل الاجتماعي".

 

ثمرة العمل

 

يقول مازن: "إن الدراسة في الجامعة والمشاركة في أنشطتها وفعالياتها أكسبني العديد من المهارات، فعلى صعيد الشعر، لا زلت أواصل كتابة الشعر، وقد شاركت به في محافل عدة، كما أن مسابقة المناظرات كان لها دور كبير في تعزيز الجانب الخطابي أمام الجمهور، فبفضل الله تعالى باستطاعتي أن أخطاب الجمهور دون أي خوف. ونصيحتي لزملائي أقول لهم اجتهدوا في دراستكم، فغدا ستشاهدون ثمار الاجتهاد، الصبر الصبر على الدراسة فلا ينال شيء جميل دون صبر، والعزيمة العزيمة في الدراسة فإنها أكبر معين لكم على المواصلة، وسعوا مدارككم بكثرة الاطلاع، واستفيدوا من تجارب غيركم، ولا يكن همكم من الدراسة كسب الدرجات فقط، بل اسعوا للبحث والتقصي وتوسيع دائرة المعرفة بالغوص في المكتبات والاطلاع على كل جديد في تخصصكم، وغدا عند تخرجكم ستفخرون بما أنجزتم، ويسعد بما وصلتم إليه أهلكم".

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة