أبعاد جماليّة طوّعت لها موهبتها ... ازدانت بالشغف وازدادت بالعلم
إشراقة: موهبة العدد
تسنيم بنت سالم البيمانية، وُلدت عام 1997م في ولاية بهلاء بالمحافظة الداخلية. تخرجت بدرجة البكالوريوس في تخصص الهندسة المعمارية في كلية الهندسة والعمارة بجامعة نزوى، كما حصلت على شهادة تدريب من جامعة النهضة في مصر عام 2018م، وشاركت في مسابقة التخطيط العمراني التابع لوزارة الإسكان في مسقط؛ لذا كانت محط اهتمام محور (موهبة العدد) في إشراقة … فكان الحديث معها فيما يأتي نصه.
تتنفس موهبةً
تتحدث تسنيم البيمانية عن نفسها قائلة: "أنا مهتمة بمجال البيئة، ولدي العديد من المشاركات التي تسهم في حفظ البيئة العمانية. حصلت على شهادة مشاركة من ديوان البلاط السلطاني، وكذلك من مكتب حفظ البيئة، مقابل ذلك أنا شديدة التركيز على أهدافي؛ إذ أسعى إلى تقديم أعمال ذات جودة عالية في الوقت المحدد، فغايتي أن أكون ملمة بمجال التصميم المعماري الذي أعده متنفسا لي. لدى مستوى عالٍ من الحماس للعمل؛ لأني درست التخصص الذي أرغب فيه، وأعتقد أن هذه الوسيلة التي تضمن تحقيق أكبر إنتاجية ممكنة؛ لذا أنشأت حسابا في موقع التواصل الاجتماعي لنشر أعمالي وكذلك معلومات في مجالي لتعمَّ الفائدة بين الجميع … أرجو الله أن يبارك فينا جميعا لإعمار هذه الأرض".
أشخاص وأحداث!
اكتشفت موهبتي في السنة الجامعية الأولى؛ وذلك بعد أن اتخذت قراري في تغير تخصصي السابق (علوم بيئية). لقد وجدت مجال التصميم المعماري الأقرب إلى قلبي رغم النقد كونه تخصصا صعبا يحتاج إلى صبر ودراسة طويلة، غير ذلك كنت متمسكة به بعد توفيق وتوكل على الله، فتسهلت الأمور وكانت الدراسة ممتعة ولطيفة. تعالوا أخبركم عن بدايتي مع هذا الفن ... كنت أتصفح مواقع التصميم وأتابع المصممة الكويتية فرح الحميضي؛ وقد جذبني حوارها في مجال التصميم وطريقة تناسق أسلوب توصيل المعلومات، حينها ازداد بي الشغف سعياً للوصول إلى مستواها. اليوم تخرجت وتواصلت معها وبعثت لها أعمالي، وألقت التحية لي والإعجاب بأعمالي؛ لتدخل السعادة إلى قلبي ... نعم بذلك تفجّر الشغف لدي، فقادني فضولي للبحث أكثر في هذا المجال، فوجدت بحرا واسعا من العلم، فقررت أن أدرس وأتعمق في علم العمارة.
أهداف وأفكار
أضع نصب عيني هدفاً لأكون مهندسة معمارية متميزة مستقلة بإبداعها وأفكارها؛ لأساعد الناس في توفير بيئة مريحة مناسبة من حيث الكلفة وتوزيع التجمع السكاني. كما أسعى إلى فتح مكتب للتصميم المعماري؛ كي يعينني على نشر أعمالي على المستويين العربي والعالمي. كذلك أملك هدفا لإكمال دراسة درجة الماجستير في تخصص الهندسة المعمارية. إنّ العزيمة والإصرار أساسان لا غنى عنهما لصقل الموهبة وتعزيزها ورعايتها؛ لذا أنصح الشباب بالاعتماد على النفس والثقة بها؛ انطلاقا من التدريب والمشاركة لتنمية الموهبة والثقة بالنفس وصنع الفرص والمحاولة مراراً وتكراراً وعدم الاستسلام.
كواليس العمل
إن المطالع لموهبة البيمانية سيجد لها حضورا مميزا في مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الحضور بكل تأكيد له وقته وجهده الثمينين، تقول في سياق ذلك: "تعلمت الكثير والمفيد من اليوتيوب وبعض المواقع المعمارية، كما شاركت في العديد من الدورات التي قد تساعدني على تطوير مهاراتي ... لا أخفيكم أنني بذلت الكثير لتحقيق غايتي، فقد وسعت نطاق ممارستي في مجالات التصميم: (تصميم خارجي وداخلي وتصميم خرائط وتصميم الحدائق وكذلك ثلاثي الأبعاد)، بيد أنني أطمح للمزيد -بعون الله-؛ إلا أن الأمر لم يكن سهلاً، فهناك معرقلات فنية وبرامجية، كذلك لم أجد استشارات أو توجيهات هندسية كافية.
مستقب واعد
ماذا ينقصنا نحن الجيل الجديد الرائد في مجال التصميم الهندسي كي نرتقي للأفضل؟ نعم! ينقصنا توفير بيئة هادئة الأجواء مناسبة للعمل، وفتح فرص تدريب مقرونة بالعمل، ورفع التقدير المالي لضمان زيادة الإنتاج والإبداع، وطرح مسابقات ثرية في مجال التصميم الهندسي؛ لتنمية قدرات الطلبة ومهاراتهم، وتوفير رحلات لزيارة المعالم المعمارية للتعرف أكثر على أنماط العمل الهندسي، وتلخيصها في تقارير أو كتيبات يمكن الاستفادة منها؛ بذلك يكون لدى المصمم المرجع المناسب والخيال الواسع للإبداع في عمله.