تعاودها ذكريات الدراسة الجامعية، وتتمنى عودة الزمن إلى الوراء
إشراقة: لقاء مع خريج
تقول متحدثة عن نفسها: "أنا الخريجة الغالية بنت علي البوسعيدية من مواليد ولاية أدم بمحافظة الداخلية، نشأت وترعرعت في كنف والدين كريمين أدين لهما بكل شيء وأهديهما كل نجاحاتي بالحياة. أجد نفسي تارة في جانب التصوير والتصميم، وتارة أجد نفسي في جانب الأدب أعشق لغتي العربية جدا ومتيّمة جدا في حروفها، أميل جدا للنصوص الأدبية وقراءتها وأكتب في بعض الأحيان فقط. أما عن مسيرتي في الحياة الجامعية فهي كالآتي: في عام 2011م حصلت على منحة مقدمة من شركة PDO في إحدى الكليات الخاصة بالسلطنة فكانت جامعة نزوى هي أول خياراتي فسجلت في تخصص اللغة الفرنسية، ولكن لظروف خارجة عن إرادتي اضطررت لسحب أوراقي آنذاك والتحقت بكلية الشرق الأوسط ودرست فيها تخصص هندسة اتصال بيانات وإدارة نظم وتخرجت في عام 2016م ولله الحمد، كان حلمي يشدد عليّ لأكمل المسير وألّا أقف عند هذا الحد فقط، كان بداخلي حلم أود تحقيقه بكل شغف ومستعدة أن أبذل الغالي والنفيس من أجله؛ لذا عقدت العزم في عام 2017م أن التحق بجامعة نزوى مجددا وأن أدرس تخصص تربية في الرياضيات ولله الحمد".
متى كان التحاقك بجامعة نزوى؟
خطواتي الأولى بجامعة نزوى كانت في خريف 2017 م ومنها حكت أجمل حكاية. لا ننكر جميعا أن في بداية كل خطوة جديدة في الحياة نواجه فيها تحديات وصعوبات، وربما عثرات عميقة ولكن لابد من أن نبني من هذه العثرات سلما لنصل إلى النجاح ونقف من جديد بكل ثقة و شموخ، دائما للأبد نقول من لا يتألم لا يتعلم وهذا ما حدث معي في بداية الأمر واجهت صعوبة نوعا ما في تقبل التخصص واستغرقت قرابة فصل كامل كي أحاول التأقلم في الجامعة من كل النواحي … شيئا فشيئا أصبحت الجامعة جزءا لا يتجزأ من حياتي، أحببت التخصص وأبحرت في أعماقه، كنت أقضي فيها جل يومي، كنت أتنفس صباحي فيها وأجوب في رحابها. ولحبي العميق للأدب وجمال حروف لغتي العربية انضممت إلى جماعة الشهباء الأدبية في عام 2019 م، وكنت عضوة في مجلس إدارة الجماعة، كانت تجربة جميلة جدا أضيفها في رصيد الأيام التي صنعتني وفتحت لي آفاق رحبة وأوسع في مجال الأدب. أضف إلى ذلك، مجلة إشراقة كانت الإنطلاقة في نصوصي المتواضعة جدا فلدي مشاركات بسيطة فيها.
ماذا أضافت لك جامعة نزوى بالإضافة للجانب الأكاديمي؟
جامعة نزوى أضافت لي نقلة نوعية بقوة حتى في شخصيتي المتواضعة، أصبحت أتسلح ثقة بنفسي بشكل كبير جدا، بالإضافة إلى هذه الجرأة التي اكتسبتها من طريق مشاركاتي في الجامعة … كل هذا أسهم في رفع كفاءتي المهنية لمستوى عال جدا.
هل يراودك الحنين للجامعة؟
نحن في محطات الحياة نمر عابري سبيل في كل محطة نطمح دائما أن نترك الأثر الطيب والذكر الحسن عند كل الوجوه التي عبرتنا وفي كل محطة من محطات الحياة ننسج رواية تذهل السامعين؛ لذا فمن المؤكد أنني أحن كثيرا لتلك الصباحات في أروقة الجامعة، أحن لمقاعد الدراسة مجددا، أحن لضحكات الأصحاب، تلك الأيام لها وقع خاص على قلبي وقد قيل: "وإن أعادوا لك الأماكن القديمة فمن يعيد لك الرفاق؟".
شخصيات ما زالت عالقة في ذهنك حتى اليوم ومواقف لا تنسى يمكنكِ سردها لنا؟
وجوه كثيرة عبرتني، ووجوه كثيرة أسدت لي النصح والإرشاد، ووجوه كثيرة وقفت معي حتى وإن أعطوني جزءا من الثانية من وقتهم أوجه لهم كل الشكر والتقدير، ودائما الإنسان يظل طفلا في هذه الحياة وفي كل يوم جديد يتعلم ومن خلف كل تجربة مريرة يصعد للأعلى … وهكذا هي الحياة أخص بالذكر في هذا المقام مع امتناني العظيم له أستاذي الفاضل وملهمي الأستاذ سعود بن ناصر الصقري، مدير دائرة الإعلام والتسويق بالجامعة، تقف كل الأبجديات عاجزة عن شكره، تعرفت عليه منذ أن كان مديرا لمركز التميز الطلابي؛ ذاك المركز المفعم بالنشاط والحيوية والحركة الدائمة المذهلة، الذي احتضنني في كل الأوقات وفي كل الأيام، احتضن مواهبي البسيطة ورفع من قدري عاليا.
كيف علاقتُك بالجامعة حاليًا؟
ما زلت أكن للجامعة كل مشاعر الود و الاحترام، جذور متأصلة تربطني بالجامعة، مجلة إشراقة الإلكترونية هي الرابط المتين بيني وبين الجامعة؛ فجزيل الشكر والتقدير أقدمه إلى القائمين على هذه المجلة.
أين وصلتم في نتاجاتكم اليوم؟
حصاد اليوم هو غراس الأمس، و هنا أتنفس الصعداء، تنهيدة الفرح بعد التعب، هنا أحدثكم عن مشاعر معلمة ملهمة شغوفة، معلمة رياضيات بمدرسة صفية أم المؤمنين ومنسقة إعلامية بالمدرسة، في البداية الحمد لله رب العالمين على لذة الإنجاز ولذة الوصول التي لا تضاهيها أي لذة، لذة الوصول إلى مرادك أو هدفك الذي لطالما كافحت وتخطيت كل الصعاب لكي لتصل إليه؛ لذا من المؤكد بما أنك وصلت لهذا المراد سوف تبدع وتنجز، ولهذا أمسكت وظيفتي في تاريخ الخامس والعشرين من أكتوبر العام المنصرم وكلي فخر بهذا وأنا أحمل على عاتقي هذه الرسالة العظيمة رسالة الأنبياء التي أسأل الله تعالى أن يعينني على تأديتها على أكمل وجه، فدائما في قوة البدايات تكمن روعة النهايات، ولهذا حفاوة التكريم الذي نلته من المديرية العامة للتربية والتعليم منذ أول سنة من تعييني كان الدافع الأكبر والداعم الأعظم لأنطلق نحو العطاء بروح ملؤها التفاؤل والأمل والإصرار والتحدي من أجل رفع اسم العلم عاليا ومن أجل أن نربي أجيالا نطمح في أن نراهم في المستقبل الزاهر في أعلى الرتب.
ما نصيحتك لزملائك في الجامعة؟
دائما أضع نصب عيني هذه المقولة "أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا" … سر نحو الدرب ولا تقف مهما بدا لك من تحديات كدت أن تغرق في الوحل بسببها تذكر أن الله معك وكل ما يحدث لك يمهدكَ للمستقبلِ المشرق، وأن هناك بصيص نور في خط النهايات سيشرق في حياتك ولا تقبل بأقل ما تستحق وأنت تستحق الأفضل والأعظم، اجعل اسمك المتواضع يلمع في سماء الكون مرصع بنجاحات مبهرة عظيمة يشهد لها كل من حولك.
من أقصى نقطة في القلب شكرا للقائمين على مجلة إشراقة الإلكترونية على هذه الالتفاتة الرائعة لي ومنحي الفرصة لأنثر مسيرتي الجامعية هنا .
وفي هذا المقام أزجي كل التبريكات والتهاني لكل زملائي الخريجين وزميلاتي الخريجات متمنية لهم كل التوفيق في مسيرتهم العملية. وأخيرا نحن أبناء عمان فخورون أن نكون من ضمن كوكبة الخريجين في هذا الصرح الشامخ، مستعدون لتلبية نداء الوطن الغالي تحت ظل القيادة الحكيمة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم _ حفظه الله ورعاه.