السنة 17 العدد 155
2022/05/01

قراءة في مستقبل الموضة


 

 

الدكتورة / نجلاء عبد المجيد محمد فرج الشاذلي

أستاذ تصميم الأزياء

 

يعد 2015 عامًا بارزًا في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء، إذ تمكن العلماء من دمج التكنولوجيا المتطورة والتقنيات الحديثة في الملابس، كما برزت الطابعات ثلاثية الأبعاد وتمكنت من صنع العديد من الأشياء المبتكرة والمتعددة. واستطاع مؤخرا المهندس ومصمم الأزياء أنوك ويبرشت، المتخصص في تصميم الأزياء الإلكترونية، أن يطور فستانًا جديدًا مصنوعًا بالكامل من الطابعات ثلاثية الأبعاد، ومزودًا بعدد من التقنيات التي تجعله قادرًا على تحمل ملايين فولت من الكهرباء وأطلق على هذا الثوب اسم Spider Dress وهو مزود ببعض الروبوتات الصغيرة التي تمكنه من أن يبدو كالعنكبوت. 

 

ويوفر الفستان للمستخدم خواص ذكية حديثة مستخدماً أجهزة استشعار متطورة توفر مساحة شخصية لمرتاديه، كما أنه ينير ويتوهج بشكل خلاب، كما أن الفستان الجديد تمت طباعته باستخدام الليزر وبه أكثر من 20 جهاز استشعار يتتبع الحالة الصحية والبدنية، مثل: ضربات القلب وضغط الدم والتنفس، وتم عرضه في معرض CES الخاص بالأجهزة التكنولوجية في لاس فيجاس بالولايات المتحدة الأمريكية في شهر يناير من عام 2015.

 

الثوب العنكبوتي تصميم أنوك ويبرشت

 

كما قدم أيضا ثوب مراقبة الموجات الدماغية المعروف بثوب Synapse (الخلايا العصبية)، بالإضافة إلى الثوب الدخاني وملابس متعددة مكسوة برسوميات متنوعة ثلاثية الأبعاد لـ Cirque du Soleil.

 

ولطالما اشتهر المصمم بهذا المزيج الجريء من الأناقة التامة والتكنولوجيا المتطورة.

 

يقول وبريشت: "غالباً ما ترى أزياء إلكترونية تصدر أصواتاً وتومض فقط، يروق لي التفكير في ابتكار عوامل ذكية تعيش معنا، استناداً إلى مفهوم الحدود القصوى، على أمل أن نجد طرقاً جديدةً للتواصل مع العالم حولنا".



لباس Synapse (الخلايا العصبية)

 

وعالم الموضة دائما يبحث عن العناصر التي تحدث صدمة وإلهاما للناس على المنصات، فهناك دائما الكثير من الاهتمام على كل ما هو غريب وجديد من الملابس والمنسوجات والمطبوعات، إذ ظهر لباس جديد بتقنية طباعة 4D  المطبوعة تصدر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم لأسباب مختلفة، أهمها أنه "يجمع بين التصميم والمحاكاة والتصنيع الرقمي".

 

وهنا لابد من طرح تساؤل … ما تقنية 4D' Printing؟

 

مع التقدم السريع في صناعات الطباعة في البعد الثالث 3D Printing، وجد العلماء أن البعد الثالث ليس كافياً! فبدأ مفهوم البعد الرابع في الطباعة 4D Printing بالظهور. وهذه الأجسام ذات البعد الرابع لا زالت تُصنَّع طبقة تتبع الأخرى بطابعات البعد الثالث. لكن بإدخال الوقت -البعد الرابع- هذا البعد يتم عندما نرى موادا تتغير إلى أشكال أخرى بتغير الوقت، وهو مبدأ البعد الرابع هنا (تغيير الشكل بتغير الوقت).

 

إلى الآن، طوّر الباحثون بعض الأدوات المطبوعة التي يتغير شكلها مع الوقت باستخدام موادّ يتمّ حثها بالماء أو الحرارة. وهذا يساعد جداً لأن المخرجات تكون قابلة للاستخدام فور خروجها من الطابعات؛ ولكن حتى الآن النماذج التي تم إخراجها من العملية محدودة جداً للاستخدام لبطئها، وهي أيضاَ حتى الآن ضعيفة للاستخدام بسبب تركيبتها من المواد المرنة وتعتمد على تغيير شكلها.

 

 

شكل توضيحي بشكل بسيط يظهر الفرق بين التقنيات المستخدمة ( 1D – 2D – 3D – 4D )  في التصميم 

 

ثم استخدمت هذه التقنية في مجال الأزياء شركة (Nervous System) من قبل جيسيكا ، روزين كرانتز، وجيسي لويس روزنبرغ، التي تأسست عام 2007م، إذ تشغل جيسيكا حاليا منصب المدير الإبداعي وجيسي رئيسا تنفيذيا للعلوم، فقد بدأوا في استخدام هذه التقنية في صنع الإكسسوارات أولا حتى ابتكروا لباسا يطلق عليه 4D dress أو كينماتيكا اللباس - KINEMATICS DRESS   المستخدم في صنعه مسحوق النايلون.

 

مفهوم كينماتيكا اللباس - KINEMATICS DRESS :

 

يمثل اللباس الكينماتيكا نهجا جديدا للتصنيع الذي يجمع بين التصميم والمحاكاة والتصنيع الرقمي، ويتكون من آلاف العناصر المتشابكة الفريدة من نوعها، كل ثوب يتم طباعته 3D قطعة مطوية واحدة لا يحتاج إلى تجمع من طريق مسح الجسم مباشرة وتصميمه بواسطة الحاسب . 

 

التصميم الأولي للباس بتقنية 4D

 

تصميم توضيحي لخطوات تنفيذ التصميم 

 

وهي مطبوعة باستخدام عملية تسمى التكلس بالليزر الانتقائي (Selective Laser Sintering)، الذي يستخدم الليزر لالتحام مسحوق النايلون مع بعضها، وترك بين كل المساحات فجوة، ثم يتحول هذا اللباس من جسم مضغوط إلى شكله المقصود، إذ يستخرج اللباس من كتلة من مسحوق النايلون ثم يعرض للهواء الشديد لإزالة غبار النايلون الزائد واستخراج التصميم منه.



 

 

 

المراحل النهائية لتنفيذ اللباس باستخدام مسحوق النايلون

 

الشكل النهائي للباس الذي يمتاز بالمرونة العالية

 

ويمتاز هذا التصميم بالمرونة العالية والقدرة على التكيف مع حركات الجسم المختلفة، وتستغرق عملية صنعه 48 ساعة ويكلف حوالي 1900 يورو، ويضم 2279 من الألواح المطبوعة المترابطة بواسطة 3316 من الفواصل. ومازال على مصممي الأزياء الوثب بقوة ولحاق التطورات التكنولوجية المتسارعة وتوظيف نتاجها في مبتكرات ملبسية تحقق الغرض منها.




 

إرسال تعليق عن هذه المقالة