إشراقة تستطلع أبناء الجامعة في يوم تخرجهم ... مشاعر ومواقف وذكريات وتطلعات
الإنجاز الحقيقي إنجاز المسيرة الدراسية
جامعة نزوى جزءٌ من مجتمع مزهر
أعظم مسرَّات الطالب أن يُصدح بِاسمه خريجاً أمام الملأ
استطلاع العدد
منذ مطلع شهر مارس عام 2022م، ترقّب الطلبة والطالبات بجامعة نزوى خبر حفل تتويجهم بعد مسيرة دراسية تضمنت تحديات هائلة، فقد توقفت مؤسسات التعليم العالي عن إقامة احتفالات التخرج منذ أن حدثت جائحة كورونا؛ وذلك للحد من تفشي وانتشار الجائحة. وبعد الإعلان عن إقامة حفل تخريج الدفعات الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة. وتمثل هذه القطعة الأدبية التي تقرؤونها سعيًا من دائرة الإعلام والتسويق إلى استطلاع آراء الطلبة من مختلف الكليات بالجامعة في شأن هذا الموضوع.
انتصارٌ عظيم
أكد محمد بن غصن الهنائي -خريج في كلية الهندسة- أنه حقق إنجازات عدة على الصعيدين الأكاديمي والأنشطة الطلابية التنموية، وأعظمها تخرجه من الجامعة بعد مرور خمس سنوات ونصف من الانتصار والنضال والمحاولات غير المتوقفة، إذ أكد في حديثه على أن جامعة نزوى هي الشعلة المضيئة التي تنير دروب السعي وتوسّع مدارك طلبتها وأفقهم ... فكريّا وميكانيزميًّا.
وجاء رأي سهام بنت عامرالرواحية -خريجة في كلية العلوم والآداب- متوافقا مع رأي محمد، إذ أكدت على أن الإنجاز الحقيقي هو إنجاز المسيرة الدراسية، والتخرج بمعدل امتياز مع مرتبة الشرف. وتضيف الرواحية إلى أن هذا الإنجاز أهّلها للالْتحاق بوظيفة المستقبل -معلمة لغة عربية- وأنها تمارس وظيفتها في ميدان العلم والمعرفة.
أما رأي سارة بنت سيف الهاشمية -خريجة في كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات- ذكرت فيه أن أعظم إنجاز هو الإقدام على إكمال المسيرة التعليمية في الدراسات العليا، متمثِّلًا بكونه تحدٍّ كبير يحتاج إلى إرادة وعزيمة لخوض التجربة العلمية العميقة. وعلى حد قولها عندما تكون خريجا في جامعة نزوى تصبح جزءا من مجتمع مزهر، يتسم بالتميز والابتكار والإبداع، كما صرحت بأن الطالب قد لا يدرك ذلك في بادئ الأمر؛ ولكن بعد الانتهاء من المشوار الدراسي سيرى الإنجازات التي تم تحقيقها على الصعيدين الشخصي والوظيفي.
ويؤكد إسلام بن أحمد بن علي -خريج في كلية الهندسة والعمارة- أنه حقق إنجازات كثيرة من طريق الأنشطة الطلابية وبرامج التدريب في مسيرته الدراسية، إذ قال: "كان لي العديد من الإنجازات في السنوات الماضية، منها: حصولي على جائزة أفضل ممثل خمس مرات دوليا ومحليا، كما أنني أسست جماعة البرمجيات الحرة، وبعدها أصبحت رئيسا لجماعة المسرح لسنوات عدة، ورئيسا لنادي الطلبة المتطوعين التابع لجوجل، بالإضافة إلى مشاركتي في المؤتمرات البحثية وحصولي على مراكز متقدمة". وجاء رأي سعادة بنت سيف المقيمية -خريجة في كلية الهندسة والعمارة- متوافقا مع رأي إسلام، إذ ترى أن إنجازها تمثل في انضمامها إلى أسرة مسالك التعلم بالإضافة إلى فريق العمل التطوعي وخدمة المجتمع وتحقيقها لدرجة الامتياز في تخصص الهندسة البيئية.
مواقف خالدة
هناك مواقف تبقى خالدة في الذاكرة مهما امتدّ الزمان واتّسع المكان، من هذا المنطلق قالت سارة: "معظم المواقف الدراسية تبقى عالقة في الذاكرة." واستنادًا إلى قولها... فقد تنشأ ضغوطات وصعوبات كثيرة إثر التعلم المستمر، وهنا تكمن أهمية التعرف على آلية الموازنة؛ لكي لا تؤثر المواقف على الأداء الدراسي. أما إسلام فقد قال إنه لم ينسَ اللحظة التي شارك بها في أول سنة دراسية بمسابقة أفضل مبرمج هندسي، وقد حصل على المركز الأول وكان لذلك أثر كبير على مواصلة مشاركاته الأخرى، وانتصاره المستمر فيها.
"الدقيقة لا تساوم بثمن باهض"... هذا ما قالته سهام بعد أن تأخرت في الوصول إلى قاعة الاختبار؛ نتيجة لظرف طارئ فبدأت بالهرولة للوصل سريعا، وكان يعتري قلبها التوتر والقلق، واختتمت قولها بـ "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك".
واتفق كل من سعادة ومحمد على أن موقف عرض درجات الاختبارات لا ينسى، إذ قال محمد: "لا أنسَ ذلك الدكتور الذي فتح لنا باباً آخر للبحث والمعرفة حين قال: "هذه الدرجات لا تمثل مستوى فهمكم للمادة التي لا تحمل إلا جزءا بسيطا من بحر عميق لتخصصكم الممتلئ بتتطور السريع على مستوى الأبحاث والتقنية والتطبيقات التي يوم عن يوم تختلف وتتقدم وتتجدد".
بعد خمس سنوات من الآن
إسلام أحمد يطمح لأن يكون لديه مكتبه الخاص وتصاميمه المميزة في مجال الهندسة، أما نور فقد أشارت إلى أنها أصبحت ممرضة في العناية المشددة بمستشفى نزوى، وتطمح لإكمال مسيرتها التعليمية في الدراسات العليا، توافق معها في طموح إكمال الدراسات العليا كل من سعادة المقيمية وسهام الرواحية.
أما الهاشمية فقد نوهت لأهمية إعداد خطة مستقبلية، وهي بصدد عمل خطة لتطوير ذاتها في المجال الأكاديمي خصوصا في طرق التدريس وارتباطها بالتكنولوجيا الحديثة.
بين الأمس واليوم
أكدت سهام أنها ستكون بتلك الهمة العالية والشمعة المنيرة التي لا تنطفئ، لكن بتصغير الصعاب وتذليلها، أن أدرك بأن الأشخاص الذين التقيتهم في الجامعة كانوا نسمة مرت فعبرت بكل سلام، فعلينا ألّا نبخل بطيب الأثر، فكلنا راحلون، وقد نال من وضع بصمة خير في كل زاوية من زوايا جامعتنا العريقة.
أضاف الهنائي قائلا: "لو عاد بي الزمن لشاركت بفعالية داخل الجامعة سواء على مستوى الأنشطة الطلابية أم على المستوى العلمي؛ لأصنع لنفسي طريق النجاح الخاص بي". أما الريامية فقد قالت: "سأصاحب الكتب ورفوف المكتبات كونها من الأشياء المُبهِجة للقلب، المفرحة للنفس والمغذية للعقل. كنت لأكثر من مجالسة الكتب والأدباء، وكنت لأطور من مهاراتي الكتابية، وأيضًا سأشرك نفسي في البحث والتقصي العلمي من البداية".
اتفقا سعادة وإسلام في رضاهم التام عما قدموه في مسيرتهم التعليمية.
النور في خط النهايات
تعددت مسرات الحياة ومباهجها، وأعظم مسرات طالب العلم أن يُصدح بِاسمه عاليا أمام الملأ معلَنًا عنه أنه خريج، ذلك بعد مسيرة لا تقل عن أربع سنوات من الكفاح والسهر وبذل الجهد بشتى أنواعه، ففي هذه الأيام المفرحة تتوشح الجامعة بلباس التخرج، ويمتلئ المكان بضحكات الخريجين. من هذا المنطلق ترى إشراقة أن كفاحهم لابد أن يخلد في صفحاتها، فتوجهت نحو طلبتها النجباء الساهرين في إكمال مسيرتهم العلمية، الذين ما زالوا على مشارف التخرج، تستطلع فرحتهم من منابر العلم.
هواجس الآداب
استفتحت إشراقة حوارها عن مدى رضا الطلبة عن تخصصاتهم؛ فأجاب الطالب إبراهيم الرواحي -طالب تربية لغة إنجليزية- قائلًا: "حقق لي الانغماس في التدريس الميداني شعورًا بالرضا عن تخصصي، إذ جعل من النظريات التي درستها سابقًا ذات معنى حقيقيا وواقعيا وقابلة للتطبيق"، أما بالنسبة عن الرغبة في المواصلة للدراسات العليا، وتأثيرها على المستوى الوظيفي، يجد الرواحي أنه يطمح لإكمال دراساته العليا؛ لأنها توفر له آفاقا معرفية رحبة في اكتساب العلم والمعرفة، كما يجدها وسيلة فعالة لنموه الفكري والتعليمي، كما أن سبب شعلة الحماس لديه لإكمال دراسته العليا أنها بوابة العبور نحو التدريس في التعليم العالي.
كما عبّرت الطالبة الزهراء الهاشمية -طالبة في تخصص الإحصاء- أنها ممتنة ومتقبلة تخصصها الذي تدرسه حاليا، كما أضافت أنها تجد الرغبة الملحة في إكمال مسيرتها الدراسية ويعود ذلك لتوقها لتلقي العلم والمعرفة بشكل أكبر وأوسع في رحاب الدراسة وتعدد المناهج العلمية التي ما تلبث يوما إلا وتتجدد المعارف بها.
مستقبل التجارة
وهنا نجد عبد الله العامري -طالب في كلية الاقتصاد- يشير إلى أنه في أتم الرضا عن تخصصه الجامعي، ذلك لأن تخصصه الذي يدرسه حاليًّا هو من التخصصات الرئيسة في المجال اللوجستي ومجالات التسويق. وتكمن الأهمية في الحاجة الماسة لإدارة العمليات من بداية إنتاج المنتج إلى مراحله النهائية بالتسويق والترويج له. وأشار مضيفًا: "بعد فضل من الله وجهود مكثفة منا ... سوف نطبق -جميع أو معظم ما درسناها واستفدنا منه من الدراسة- في حياتنا العملية القادمة بعد التخرج؛ وذلك سيكون إما بالالتحاق بإحدى المؤسسات الحكومية أو الخاصة، أو بمزاولة مجالات التجارة الخاصة دخولًا في سوق التجارة المحلي والعالمي". كما عبّر عبد الله لإشراقة أن لديه الرغبة الملحة في مواصلة دراسته، مشيرا إلى ذلك في حديثه: "إذ إن هذا التخصص الذي أدرسه له أهمية بالغة لدى سوق العمل من حيث ارتباطه المباشر وغير المباشر به. فإذا نظرنا له من ناحية الارتباط المباشر، لوجدنا أن تخصص إدارة العمليات يكون في عمق الارتباط من حيث التوريد والتصدير والأمور اللوجستية وطرق التعامل معها، وكذلك ملامسة ومعرفة رغبة المستهلك للمنتج وغير ذلك. أما إذا تطرقنا للارتباط غير المباشر... فسوف نرى أن الأمور غير الملموسة في التخصص تكمن في طرق زيادة الإنتاج ومدى رغبة المستهلك وتتبع النظرة المستقبلية لكل منتج والدراسة الخاصة به؛ لهذا السبب نطمح ونرغب في مواصلة الدراسة العليا لإيجاد كافة الطرق المسهلة والمسرعة في تنمية عجلة التطور الخاص بهذا التخصص".
يتبعه رأي محمود البوسعيدي -طالب في تخصص إدارة العمليات- معبِّرًا عن رضاه التام بتخصصه؛ لِاقتناعه أن من يريد النجاح يستطيع الوصول. فالتخصص الجامعي ما هو إلا نقطة انطلاقة للإبداع والتميز في مجال الدراسة التي يتبعها العمل. وجهة نظره -التي تبرهن رضاه عن التخصص الذي يدرسه- تمثلت في قوله: "التخصص يشغل الدور الفعال والعمود الفقري لدى المؤسسات، فمدير العمليات الذي يتمتع بهذا التخصص الفريد من بين قريناته الأخرى هو المحرك الذي يقود مسيرة المؤسسات من طريق الخطط والإنتاج والمتابعة والتدقيق وقياس الأداء، وبما يعني وضع الحروف في مكانها الصحيح، فحق لنا أن نفخر ونفاخر به وبمن تبناه ليكون رافدا لقطاع الأعمال وكذلك في المجال العلمي، اللاتي تسهم جميعها في بناء الأوطان وازدهارها، كما أنني أؤكد الدور العظيم الذي تقوم به الجامعة، فإنني أتوجه إلى إدارتها الموقرة بطلبي في طرح التخصص لحملة الماجستير ليكون عونا لنا جميعا في مواصلة المسيرة جنبا إلى جنب؛ بما يسهم ويخدم رفعتها وتقدمها؛ لتكون مقصدا لكل طالب علم يسعى إلى انتقاء الأجود من الأداء والمعرفة". ولأن الطالب محمود مهتم بإكمال المسيرة العلمية، لابد لإشراقة من التطلع نحو هدفه المستقبلي في المجال العلمي، إذ يرى أنه قد يواصل الدراسات العليا في نفس تخصصه الحالي أو بما يتناسب معه من تخصص، وبرهن ذلك قائلا: "كما أسلفت آنفا فإن العالم يشهد تقدما نوعيا في مجال الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال، هذا مرتبط ارتباطا جذريا بالجاهزية والكفاءة العلمية، إضافة إلى أن الدراسات العليا لها دور كبير والإسهام الفعال في دفع عملية تقدم وازدهار الأمم والأوطان؛ إلا أن الأمر مرهون أيضا بالعمل في استثمار الأصول غير الملموسة، مثل الملكية الفكرية التي نجدها في البحوث والرسائل العلمية المقدمة، التي تشكل ما نسبته 80% من العوائد على المؤسسات، ونأمل أن تقطع هذه التخصصات شوطا كبيرا في سد الفجوة التي تنقص قطاع الأعمال العامة والخاصة".
أهل الزوايا والأرقام
قال سليمان الريامي -طالب في كلية الهندسة-، إنه مسرور بتخصصه الذي يجعل من المرء مبدعا؛ فالتخطيط على الأوراق يتحول لأمر ملموس. كما ذكر اكتفاءه بالمؤهل الحالي ويتطلع للبحث عن وظيفة في الوقت المقبل.
بينما قالت مرام السليمية -طالبة في تخصص هندسة تصميم داخلي وديكور- إنها تحب تخصصها؛ كونه حلم الطفولة الذي سهرت الليالي الطوال من أجل الحصول عليه والوصول إليه. وقالت إن ساعات العمل مهما طالت فإنها تصبح هينة أمام النتيجة التي ترضيها. علاوة على ذلك... من أهدافها -التي تخطط لتحقيقها- أن تكمل مسيرتها العلمية بدرجات أكاديمية أعلى؛ فتشجيعات العائلة تمثّل أكبر داعم لها لإكمال المسيرة الدراسية بشغف متجدد.
ملائكة الرحمة
عبّرت موزة القمشوعية -طالبة في تخصص التمريض- عن امتنانها العظيم للتخصص؛ كونه أضاف لها معارف كثيرة في مجالها العلمي والمعرفي، فمهما كانت معارفها -السابقة التي مرت عليها في مرحلة الدبلوم- كثيرة، إلا أنها تجد الشغف في اكتساب المعارف، إضافةً إلى ذلك... فهي تسعى لاكتساب المعرفة بشكل أوسع، إذ إنها تجد الدراسة ملاذًا آمنًا للتطوير والنجاح، مشيرة إلى ذلك قائلةً: "كوني ممرضة وطالبة... فإن مواصلة الدراسة له تأثير على أدائي الوظيفي والتطور المهني في المستقبل، ووظيفتي تحتاج دائما إلى تحديث المعلومات؛ لما هنالك من تغيرات وتطورات تحدث في مجال الطب بشكل عام".
ويجد ناصر الريامي -طالب في تخصص التمريض- أن شعور السعادة رفيق مرحلة المشارف على التخرج؛ كونها مرحلة الختام التي يرى منها الفرد نتاج حلمه أمام عينه بعد عناء المسير، والسبب الذي يعود لشعور الفرحة وحماس النهايات واصفًا إياه: "نسعى لحمل مسؤولية تقديم رعايةٍ صحية جيدة، سواء كانت على المستوى الفردي أم الجماعي، وأن أكون جزءًا فعالًا من الطواقم الطبية في القطاع الصحي التي تسعى لزرع تلك البذور (خلاصة المعرفة والمهارات المكتسبة) لتسقى بماء الإخلاص والإتقان، فتُجنى ثمارها بمجتمع صحي". أما بالنسبة لإكمال المسير العلمي لدى الشغوف ناصر، فيرى أنه سيكمل دراسته العليا حتى وإن لم ترتبط ارتباطا مباشرا بسوق العمل، فتخصصه يقدم الخدمة الإنسانية، وكلما كان الفهم الجوهري للتخصص جليا، يتشجع على المضي قدما لمزيد من العطاء والتفاني في المجالات العلمية والعملية التي تعود بالنفع للمجتمع.
أخيرا قارئي الحذق، تذكر أن مسيرة العلم تحتاج لكفاح لتعيش حلاوتها مدى الدهر، مهما لعقت من مرِّها مرارا وتكرارا في سنوات طلب العلا، سائلين المولى أن يفرحكم جميعا في يومكم المنتظر الذي تتوجون به على منصة التخرج بشهاداتكم التي هي فخر الوطن وفرحة الأهل قبل أن تكون إنجازا خاصا بكم فقط.