السنة 17 العدد 154
2022/04/01

 

في ليلة بحجم السماء والأرض

 


 

 طلال بن سليمان المعمري

 

ما أجمل هذا المساء العابق بالفرحة والنجاح، مساء زينته حلل التتويج والارتياح، فتوشح بوسام المجد، وتقلَّد تاج السعد، يشرفني أن أقف أمامكم هذه الليلة العظيمة بتجليها، الكبيرة في معانيها،  ونحن نصل إلى مرحلة الختام فرحين بما حقَّقناه من نجاحات وتفوق، بعد جهد سنين وتضحية وعرق جبين، إنها اللحظة التي تمنيناها وحلمنا بها، إنها لحظة جني الثِّمار، فالحمد لله الذي مَنَّ علينا الوصول إلى هذا المحفل، ويسَّر لنا سبل العلم والمعرفة.

 

إخواني الخريجين والخريجات، إنه لمن دواعي السرور أن نصل معًا إلى مرحلة التخرج مستعيدين مراحل دراستنا الجامعية، متطلعين إلى مستقبل زاهر، يحدونا الأمل والتفاؤل بعقيدة راسخة هي أن المستحيل لا وجود له بيننا، وأن طلب العلم والمعرفة لا يقتصر على مرحلة معينة من عمر الإنسان، وأنَّ العمل والبناء لا يتأتَّى إلا من طريق سواعد الإتقان والمعرفة، قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).

 

زملائي إن ما تحقق على هذه الأرض الطيبة من منجزات لشيء عظيم يوجب علينا حمل راية البناء لمواصلة مسيرة التقدم والرقي، ولنسعى دائما إلى رفعة شأن هذا الوطن والذود عن حياضه والحفاظ على ما تحقق فيه، متضرعين إلى المولى -عز وجل- أن يغفر لباني عمان الحديثة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيَّب الله ثراه، ومجددين العهد والولاء لمولانا حضرة صاحب الجلالة  السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه.

 

أيها الآباء والأمهات، شكرا لكم من أعماق قلوبنا، شكرا لكم على صبركم وتضحياتكم، ونعدكم أننا سنكون عند حسن الظن وكما أردتمونا أن نكون، وما هذه الليلة إلا إنجاز للوعد وتحقيق للعهد، وها هي الأحلام تتحقق بفضل الله وبفضل دعواتكم الصادقة، وها هي دموع الفرح تعلن التتويج فجزاكم الله عنا خير الجزاء، وأعاننا على رد الجميل لكم ولهذا الوطن الغالي.

 

جامعة نزوى، ها هي السنون قد مضت، فبالأمس فتحتي لنا حضنك الدافئ وشملتينا بعطفك ورعايتك، وسخرتي لنا كل أدواتك وإمكانياتك فغرفنا من فيض علمك ونهلنا من معين جودك وكرمك، وها أنتِ اليوم تتوجينا خريجين في ليلة بحجم السماء والأرض، شكرا أيها الأساتذة الأكفاء الذين ما فتؤوا يعلموننا ويرشدوننا، فلم يبخلوا علينا وكانوا بحق خير سند وعون، شكرا أيتها الجامعة الغالية، إدارة وأساتذة وفنيين وإداريين، شكرا بحجم فرحتنا هذه التي تملأ القلوب والعيون.

 

أعزائي الخريجين والخريجات، حق لنا هذا الإنجاز ودمتم في ألق وتميز وبارك الله لكم ما تعلمتم وما حققتم وكل عام وأنتم وعماننا الزاهرة في خير ورخاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة