السنة 17 العدد 154
2022/04/01

لحظات متباينة الشعور


 

 

كوثر الحارثية

 

"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"

 

 اليوم هو يوم جني الثمار والحصاد عن تلك الأعوام التي قضيناها في أروقة الجامعة اليوم تغمرنا مشاعر الفخر، والاعتزاز بالانتماء إلى هذه الجامعة التي تعلمت بها الكثير... أتذكر حين قررت استكمال دراساتي العليا، وحين قررت نقل مكان العمل لأكون يوماً ما بينكم الطالبة والزميلة، لقد شهدت مرحلة الدراسة أحداثاً كثيرة تخللتها لحظات متباينة الشعور، كانت نقطة تحول بالنسبة لي. منذ اليوم الأول وأنا أتطلع لهذا اليوم الذي لطالما ذكرني به والداي حينما كان ينتابني شعور اليأس.

 

 لا زلت أتذكر ذلك اليوم الذي قُدت فيه إلى مسقط لأكون بجانب والدي العزيز لحظة خضوعه لعملية جراحية بعد أن قدمت دروسي للطلبة، ذهبت لأوفي حق والدي والكراسة بيدي أحضر نفسي للاختبار في اليوم الآتي وأنا في غرفة الانتظار، مشاعر القلق على صحة والدي ممزوجة بالإصرار على النجاح. 

 

الحمدلله استطعت تحقيق تفوق سواء على مستوى الدراسة أم على مستوى الأنشطة والمسابقات المحلية والدولية التي شاركت بها لتطوير ذاتي، ولرفع اسم عمان عالياً واسم جامعة نزوى على وجه الخصوص؛ وذلك بمشاركتي في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامعة فيينا. فشكراً لك جامعتي. 

 

ما كان لي أن أقوم بكل ذلك دون توفيق من الله، وتوفير التشجيع اللازم والدعم الدائم الذي يقدمه لنا رئيس الجامعة والأساتذة الأفاضل، الذين لم يبخلوا يوما في تقديم أي معلومة أو حتى دعم معنوي في سنوات الدراسة، ولا أنسَ فضل عائلتي في وقوفها بجانبي، وتشجيعها اللامحدود.

 

هنيئا لكل مجتهد ... فما كان لنا أن نصل لهذا اليوم لولا الصبر والإخلاص والمثابرة والحرص على بذل أقصى درجات الاجتهاد. 

 

وفي الختام أتمنى لجميع الأصدقاء والزملاء التوفيق والنجاح في الحياة المستقبلية، فاليوم نغلق صفحة، ونفتح صفحة جديدة نسطرها بخطوط من نور، وآمال، وأحلام ما زالنا نسعى جاهدين لتحقيقها. أرجو من الله تعالى أن يحفظنا ويبارك في أعمارنا، وأن يجعلنا صالحين، ونعمل من أجل تطوير أنفسنا ومجتمعنا، ويسعدني أن أختتم كلمتي هذه باقتباس من الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه قائلا: "إن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلّم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة".

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة