السنة 17 العدد 153
2022/03/01

في تجربة امتدت أكثر من نصف قرن في اللغة...

 

أ.د سعيد الزبيدي ... كما لم تقرأ له من قبل

القراء النقاد الحقيقيون لكل ما يكتب

عزوف القراء والدارسين عن النسخ الورقية

للعمانيين نتاجا مبدعا في جانبي النحو والأدب

أحد كتبي سيترجم إلى الإيطالية

ننتظر برنامج الدكتوراة!

 


 

 

إشراقة: حوار العدد

 

تكثر الشخصيات المهمة في المجتمع العربي التي يجب أن نسلط عليها ضوء المعرفة؛ لما لها من دور بارز في تحقيق قيم العلم الدراسية، ومن أهم هذه الشخصيات التي ينبغي علينا أن نتعرف عليها عن كثب الأستاذ الدكتور سعيد بن جاسم الزبيدي، أستاذ الدراسات اللغوية في قسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب بجامعة نزوى.

 

حصل الدكتور سعيد الزبيدي على درجة الدكتوراة من جامعة بغداد عام 1985م في النحو العربي، وحصل على درجة الماجستير أيضا من جامعة بغداد عام 1975م في مجال علوم اللغة، أما درجة البكالوريوس في آداب اللغة العربية أيضا حصل عليها من جامعته الأم جامعة بغداد عام 1968م.

 

منذ أول إصدار

صرح الدكتور سعيد الزبيدي بعد أن تساءلت إشراقة عن الأسلوب الذي يتّبعه في كتابة مؤلفاته ... مجيبا أنه يتمحور في الإحاطة بجميع المؤلفات قديما وحديثا؛ حتى يتسنى له إبداء رأيه بطريقة جديدة ومختلفة، وظهر ذلك جليا في مؤلفاته التي تجاوزت الثلاثين مؤلفا، من بينها سبعة دواوين شعرية؛ أما عن أول مؤلفاته فكان بعنوان: (مصطلحات ليست كوفية)، كما أَفصح عن أن القراء هم النقاد الحقيقيون لكل ما يكتب، وقد كُتبت عن جهوده في اللغة والنحو والشعر رسائل في جامعات إيرانية وعراقية، وهذا ما حثه لمواصلة الكتابة ليقدم تجربته التي امتدت نصف قرن، التي تجلّت في كتابه الجديد (في النحو العربي أزمة منهج) الذي صدر مؤخرًا. 

 

 

 

 

1. صدرت لك 7 كتب في عام 2021، حدثنا عنها وعن الظروف التي اختلجت تحريرها ونشرها؟

رب ضارة نافعة وهكذا كان الأمر مع كورونا التي ألزمتنا بيوتنا فاستثمرت ذلك في التأليف.

وقد كان نتاج هذه المرحلة منقسماً إلى شقين، الشق الأول عبارة عن الكتب التي انفرد بتأليفها، هي:

  • نظرات لغوية في كتب معاني القرآن -استقراء ومنهج: عرض هذا الكتاب كل كتب معاني القرآن المطبوعة التي بلغت عشرة كتب، وبيان ما فيها من جديد يغني الدرس اللغوي؛ مما يستدعي أن يشكل إضافة إليه.

  • في النحو العربي أزمة منهج: قدم هذا الكتاب تجربة خمسين عاما ونيف في تعليم العربية، عارضا مناهج النجاة منذ كتب سيبويه حتى عصرنا؛ لينتهي إلى الدعوة إلى نحو النص الذي يعتمد المنهج الوصفي التحليلي؛ لكي يتبعه الباحثون والدارسون فضلا عن المعلمين.

  • قطرب النحوي رؤية جديدة.

  • المشكل في القرآن الكريم من وجوه الإعجاز البياني.

  • لملم حروفك- ديوان شعر.

أما الشق الثاني فعن الكتب التي تم إصدارها بالاشتراك:

  • تحقيق ديوان الجواهري بستة أجزاء مع مجموعة من الزملاء كلفتهم وزارة الثقافة والآثار والسياحة العراقية.

  • تحقيق مذكرات الجواهري بجزأين.

  • كتاب علي جواد الطاهر دراسات واستذكارات.

 

2. كيف نستطيع تذليل العقبات التي تواجه المؤلف تجاه دور النشر في الوطن العربي؟ وهل آن الأوان ليطرق المؤلف باب دور النشر الرقمية بدلا من التقليدية؟

تجاوزت العقبات بدفع مستحقات النشر كاملة ولكن ما زلت لم أتجاوز الطباعة الورقية. ولكن لو بحثنا عن الخلل في قضية تيسير وتعسير إجراءات النشر مقابل جودة المحتوى المنشور، سنجد أنه يكمن في العنصر التجاري الذي تسعى إليه أغلب دور النشر ورفعها أجور الطبع إلى ما لا يستطيع المؤلفون الإيفاء به، فضلا عن عزوف القراء والدارسين عن النسخ الورقية.

 

3.نرى أن مؤلفاتك في النحو العربي في ازدياد متصاعد ... ما سبب ذلك؟

أجد نفسي قد بلغت من التجربة التي امتدت أكثر من نصف قرن في اللغة، لا سيما النحو؛ إذ منحتني رؤية متكاملة في استيعاب التراث النحوي، والدرس اللغوي الحديث، فكان ذلك عونا إلى التأليف في هذا الحقل، كما أنني أجد أن للعمانيين نتاجا مبدعا في جانبي النحو والأدب: 

  • ما يتعلّق بالنحو: أسجل إعجابي بما قدمه الأستاذ الدكتور إبراهيم الكندي من جهد إذاعة وتأليفًا، والنظرات الدقيقة التي تتخلل أحاديث سماحة الشيخ الخليلي، ومؤلفاته ففيهما غناء. أما في البحث العلمي فلدينا باحثون واعدون في الدراسات النحوية أشير إلى قسم منهم، د. محمود الكندي، د. مسعود الحديدي، د. يعقوب آل ثاني، د. سيف المسكري، د. محمد الجامودي، د. علي الريامي، والباحث سامي الكندي والباحثة قمرية الكندية. 

  • أما ما يتعلق بالأدب شعرًا ونثرًا: وهذا يطول به الحديث فقد ملأ الساحة العربية ما أبدعه العمانيون والعمانيات، كسروا حاجز الجغرافية والتعتيم الإعلامي وهذا مدعاة للفخر.

 

 

 

 

 

 

4.حدثنا عن تجربتك في تدريس أجيال مختلفة على مدار ربع قرن أمضيته في السلطنة؟

قدّمت لي سلطنة عمان على مستوييها الرسمي والشعبي فرصة نادرة امتدت أكثر من عشرين عامًا تفرّغت فيها لبناء كادر عماني تدريبًا ومنهجًا، ومنحتني جوًّا رائعًا للتأليف والإبداع، ولم انتهِ من جديد ما عندي إشرافًا على رسائل واقتراحًا لموضوعات وتأليفًا وتدريبًا، والفضل كلّه أولًا لله، ولجامعة نزوى التي حظيت منها بتقدير كبير شكّل عندي تحدّيا وحافزًا لكل ما هو جديد في دائرة العربية وخدمة قرآننا العزيز.

 

لعلني أضيف هنا ما رأيته من تجربة رائدة تمثلت في دور الشعراء العمانيين في القصيدة الوطنية؛ مما يعمّق الإحساس في الناشئة بحب الوطن، والتأمل بكل ما يربطه به، وأخصّ بالذكر الشاعرين: حمود الحارثي وسعيد الصقلاوي. وقد كنا قد اقترحنا على جامعتنا المباركة أن تفتح قسما لتحقيق المخطوط ولا سيما في الشعر ونشره وتقديمه للقراء؛ وذلك لننشئ جيلا من المحققين والمنقحين قادرا على شرح دواوين الشعر العربي.

 

5. ما رأيكم لو أتيحت لمؤلفاتكم الفرصة للترجمة إلى لغات أخرى؟

فعليا هناك توجه نحو ترجمة كتبي، فقد تمت عدة ترجمات، منها:

  • ترجمة إلى الفارسية:

  • قراءة جديدة في كتاب سيبويه.

  • البنفسج الحزين -مجموعة قصائد.

  • ديوان أفق يمتد.

  • وأنتظر أن تتم ترجمة كتابي الأخير: "في النحو العربي أزمة منهج" إلى اللغة الإيطالية.

 

6. نصيحة توجهها إلى الكتاب والأدباء في زماننا المعاصر؟

أوجه الدعوة إلى المؤسسات كالجامعات والجمعيات أن تتبنى طباعة كتب المبدعين في جميع الحقول، أما الكتاب والأدباء فعليهم المبادرة في إبراز ما أبدعوا بأي شكل. وأرى أن ما قدّمته جامعتنا المباركة فرصة كبيرة للباحثين العمانيين وما زال الطموح أن تعزز هذه الفرصة بطرح برنامج الدكتوراة في اللغة العربية الذي أنجز منذ أربع سنوات.

إرسال تعليق عن هذه المقالة