جامعة نزوى تتبنى مشاريع ريادة الأعمال وتتجه لافتتاح مشروع حاضنات الأعمال
الجامعة تضع التوجيهات السامية لجلالة السلطان بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال في قائمة أولوياتها وأهدافها
إشراقة
استطاع مركز ريادة الأعمال التابع لجامعة نزوى وعلى مدى ثلاث سنوات من مسيرته الحافلة بالإنجازات أن يوجد له مكانا وحضورا مشرفا بين المؤسسات المعنية بريادة الأعمال؛ نظير ما يقدمه من مبادرات ورؤى ومشاريع أسهمت في غرس مفهوم ريادة الأعمال بين مختلف مؤسسات المجتمع وأفراده.
وعمل المركز، الذي يتخذ من جامعة نزوى مقرا له، على رعاية ودعم المبتكرين والمبدعين من أصحاب المشاريع الطلابية، وقد أسهمت جهود القائمين عليه بدعم جهود الحكومة للنهوض بقطاع الأعمال، في مقدمتها المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إذ بلغ عدد الفعاليات التي نظمها المركز منذ تأسيسه أكثر من 150 حلقة عمل ولقاء، كما استضاف ما يزيد على 80 رائد عمل ضمن برنامج "قصص النجاح"، وبلغ عدد الشركات الطلابية التي استفادت من الخدمات التي يقدمها المركز في السنوات الثلاث الماضية 72 شركة طلابية، وأكثر من 40 مستفيدا من برنامج التوجيه والاستشارات "العيادة الاستشارية لريادة الأعمال"، وسجل عدد المستفيدين من أنشطة المركز في العام الأكاديمي 2020 ـ 2021 أكثر من 5163 مستفيداً، وتمكن المركز من مساندة كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات بالجامعة في تدريس مقرر "ريادة الأعمال إبداع وابتكار"، إذ بلغ عدد المسجلين سنويا أكثر من 1000 طالب.
وتضع جامعة نزوى التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـحفظه الله ورعاهـ والحرص السامي لجلالته ـرعاه الله- ودعوته الدائمة والمستمرة لدعم ريادة الأعمال في مقدمة الأولويات التي تبنتها الجامعة منذ بدايتها في عام 2004م؛ لتتكلل تلك الجهود بإنشاء مركز ريادة الأعمال في عام 2019م، وهو أحد المشاريع التي احتضنتها الجامعة ووفرت له وسائل الدعم المختلفة التي تمكنه من القيام بالدور الوطني في رفد ريادة الأعمال بالمشاريع والأفكار والدراسات والفعاليات والمناشط المختلفة، في مقدمتها أسبوع ريادة الأعمال الذي تنظمه الجامعة بشكل سنوي، وتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال الذي دشنت الجامعة النسخة الثالثة منه في شهر نوفمبر من العام الماضي.
وفي ضوء تلك الرعاية التي وضعتها الجامعة لتمكين ريادة الأعمال، وتعظيم الفائدة المرجوة منها، تستعد الجامعة ممثلة في مركز ريادة الأعمال لافتتاح مشروع الحاضنات الذي يعد أحد المبادرات التي تبنتها الجامعة، إذ يتيح المركز -مرحلة أولى- احتضان مجموعة من المشاريع الطلابية المتميزة ورعايتها بالشراكة والتعاون مع المؤسسات المعنية، في مقدمتها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما تتجه الجامعة في الفترة القادمة لدعم مشروعين من المشاريع الطلابية بتخصيص مواقع لها في الحرم الجامعي على أن تتوسع هذه الخطوة في المرحلة القادمة فيما إذا كانت الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع ذات مردود اقتصادي جيد .
هذا ما أكده الدكتور عبدالله بن محمد الشكيلي، المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال بالجامعة، الذي تحدث لـ "إشراقة" عن خطط وبرامج المركز في المرحلة القادمة، إذ أشار في بداية حديثه إلى الهدف الرئيس من تأسيس مركز ريادة الأعمال في عام 2019م، فقال: الهدف من إنشاء المركز هو تقديم خدمات تعليمية وتدريبية وبحثية في مجال ريادة الأعمال، وقد تبنت جامعة نزوى إقامة المركز ضمن الأهداف الرئيسة الأربعة التي قامت عليها الجامعة، هي: التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، وريادة الأعمال، التي تعد أحد الأهداف والتوجهات الرئيسة للكثير من الجامعات داخل السلطنة وخارجها ومنها جامعة نزوى.
رؤية طموحة لاحتضان رواد الأعمال
وقال الشكيلي: "مركز ريادة الأعمال بالجامعة، بناء على الرؤية التي قام عليها، يعمل على بلورة مفهوم ريادة الأعمال بين الطلبة وأفراد ومؤسسات المجتمع، وتعزيز روح المبادرة لدى الطلبة، واحتضان المشاريع الطلابية، وتبني المركز لثقافة الابتكار والإبداع ، وغرس القيم المثلى لريادة الأعمال لدى الطالب الجامعي بما يمكنه من التخطيط والتنفيذ لمشروعه، وأهمية أن يكون رجل أعمال ناجح لديه القدرة على تطوير وتسويق منتجه. والمركز لا يتبنى الجانب العلمي والنظري فقط، إنما تمكين الطلبة من تملك مهارات حياتية تتلاءم مع توجهات المرحلة ومتطلباتها، في فن القيادة والابتكار وتحمل المخاطر والتعامل مع الوسائل التقنية الحديثة، والتفاوض، والتسويق، وغيرها من الوسائل الأخرى الحديثة التي يتم الاشتغال عليها لبناء جيل من رواد الأعمال القادرين على الإبداع والإنتاج والاستمرارية".
وأوضح المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال: "نعمل في المركز -بجانب ما أشرنا إليه- على تسويق المنتجات والمعارف وتحويلها إلى مشاريع ناشئة فاعلة في الاقتصاد، كما نتشارك مع كلية الإدارة والاقتصاد ونظم المعلومات في مجال إدارة الجانب النظري والعملي في مادة ريادة الأعمال، التي أصبحت متطلبًا جامعيا، وهي مادة فصلية يدرسها 500 طالب في كل فصل؛ أي ما يربو 1500 طالب يتم تدريبهم سنويا على المهارات الأساسية في ريادة الأعمال، أما الجانب البحثي فإن مركز ريادة الأعمال بجامعة نزوى يمثل السلطنة في المرصد البحثي العالمي لريادة الأعمال، وهي المؤسسة التي تعنى بتوفير قواعد بحثية في مجال ريادة الأعمال، إلى جانب رعاية الجامعة للكثير من البحوث المتعلقة بريادة الأعمال، وهو ما يعزز دور السلطنة ومكانتها في دعم ريادة الأعمال والبحث العلمي".
وتحدث الدكتور عبدالله عن أسبوع ريادة الأعمال والكتاب الخاص بـ "المرصد العالمي لريادة الأعمال"، الذي نظم للمرة الثالثة بمشاركة واسعة من قبل مجموعة كبيرة من الشركات الطلابية ورواد الأعمال والمؤسسات الحكومة المعنية، إذ قال: "أسبوع ريادة الأعمال أحد المشاريع التي أولاها المركز جل عنايته، فقد احتضنت الجامعة على مدى الثلاث السنوات الماضية هذين المشروعين النوعيين بالشراكة مع الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الراعية والداعمة للمركز".
أسبوع ريادة الأعمال.. شراكة وتميز
وأكمل الشكيلي: "أسبوع ريادة الأعمال تم تصنيفه في سلطنة عمان أحد عناصر بيئة ريادة الأعمال، وهو أسبوع يهدف إلى غرس ريادة الأعمال، والتعريف بالمشاريع الطلابية، والاحتفاء مع العالم بأسبوع ريادة الأعمال الذي يصادف عادة نهاية شهر نوفمبر من كل عام .الهدف الآخر من الأسبوع يتمثل في تنمية العلاقات مع المؤسسات الداعمة، وعرض مشاريع الطلبة والمساعدة في تسويق منتجاتها، وإيجاد شراكات تعاون فيما بين هذه المؤسسات والمؤسسات الخاصة، وتعريف المجتمع بهذه المشاريع، والبحث عن مصادر تمويلية لهذه الشركات، والحمد لله تمكنا وبتعاون وتضافر جميع الجهود من تحقيق هذه الأهداف، مؤكدا حرص المركز على تطوير الأسبوع بشكل أكبر في المرحلة القادمة؛ بما يتواكب مع معطيات المرحلة، ويفتح المجال لمشاركة أكبر للشركات الطلابية ورواد الأعمال والمؤسسات التمويلية والجهات المختصة؛ بحيث نهدف إلى التوقيع على مذكرات تفاهم وتعاون فيما بين هذه الشركات والشركات الأخرى التي نستهدف مشاركتها في المرحلة القادمة وفي مقدمتها الشركات الكبيرة".
شراكة وتعاون
وأكد المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال بجامعة نزوى على أهمية الشراكة التي تربط مركز ريادة الأعمال بهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ كونها الجهة المعنية بموضوع ريادة الأعمال؛ لذلك جاءت الفكرة لتوقيع مذكرة تفاهم مع الهيئة بغرض تعزيز هذه الشراكة وتنميتها وتطويرها؛ خاصة في ظل ما تجده بيئة ريادة الأعمال من اهتمام حكومي ومؤسسي، وبناء على اتفاقية مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها مع الهيئة ركزنا على ستة مجالات، هي: دعم مرصد ريادة الأعمال الذي يصدره المركز بشكل سنوي، إعداد برامج لتبادل الزيارات والخبرات، تنظيم حلقات عمل تدريبية مشتركة، مساعدة رواد الأعمال في المحافظة على تقديم الدعم والتوجيه، احتضان أحد المشاريع الناجحة بالمحافظة داخل الحرم الجامعي، والتعاون في مجال بناء القدرات والجوانب الأكاديمية والبحثية وخدمة المجتمع ودعم الأنشطة البحثية التي يقدمها المركز. وهنا نشيد بالدور الذي قامت به الهيئة في دعم مشروع مرصد ريادة الأعمال العالمي، فقد دشنت النسخة الأولى منه في عام 2019م.
ونوه الدكتور عبدالله الشكيلي بالقول: "لدى الجامعة توجه في الفترة القادمة لرفع الساعات المعتمدة في مجال التدريب إلى 12 ساعة معتمدة، ونأمل في حال تم ذلك تقسيم التدريب إلى ثلاثة أقسام، هي: قسم نظري داخل مركز ريادة الأعمال بالجامعة، وقسم عملي في المؤسسات والشركات وهو ما يسمى بالتدريب المقرون بالتشغيل، وجانب آخر يتعلق بتبني الجامعة أحد المشاريع الناجحة وتوفير الدعم والتوجيه المناسب له، وهذا يحتاج إلى عملية تسريع وهو ما نحاول أن نعمل عليه في الفترة القادمة بالبحث عن شركات تستطيع مساعدتنا في تسريع وتنفيذ المشروع من طريق تقديم الدعم المالي المناسب من قبل مؤسسات القطاع الخاص.
توجهات وأهداف
وعن التوجهات التي يعمل المركز في الفترة الحالية، خاصة بعد النجاحات التي حققها على مدى السنوات الثلاث الماضية، قال المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال: "أحد المشاريع التي نعمل عليها في الفترة الحالية تفعيل وحدة الحاضنات، وهو المشروع الأبرز للمركز في هذه المرحلة، إذ بلغت نسبة الإنجاز في المشروع ما يقارب من 80 بالمائة، ويتضمن سبع حاضنات في المرحلة الأولى، على أن نتوسع في هذا المشروع مستقبلا بحسب الحاجة، وهذا مرهون بطبيعة الحال بحسب توفر الإمكانيات المالية المناسبة لإكمال مراحل المشروع متوقعا أن يتم افتتاح مشروع الحاضنات بمبنى المركز مع نهاية شهر فبراير الجاري".
وقال الشكيلي: "نطمح، في ضوء برنامج التطوير والتحديث، إلى فتح منافذ بيع للطلبة بالحرم الجامعي، إذ سنعلن قريبا عن مشروعين نوعيين ضمن هذه المبادرة، أحد هذه المشاريع مشروع قائم وهو عبارة عن علامة تجارية "لقهوة" مسجل باسم إحدى طالبات الجامعة، والثاني مشروع طلابي سيتم الاستفادة من بعض الأرفف الموجودة في المركز التجاري بالجامعة لعرض منتجات إحدى الشركات الطلابية التي وقع عليها الاختيار، وسوف يتم تقييم هذين المشروعين ودراستهما بهدف الوقوف على الإيجابيات والسلبيات، ثم الاشتغال بالمشاريع الأخرى في حال وجود جدوى اقتصادية لها، موضحا أن المبنى الجديد للجامعة سوف يفتح مجالات أكبر للتوسع في المشاريع الطلابية، وقد عقدنا لقاءات مع الفريق المختص بالحرم الجامعي الجديد؛ بحيث يتم توفير بعض الأماكن المناسبة لإقامة المشاريع الطلابية التي تتناسب مع احتياجات الجامعة أو بالنسبة لرواد الأعمال من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة".
وتقدم الشكيلي بالشكر للجامعة على جهودها المستمرة والمقدرة بدعم مركز ريادة الأعمال وعلى رأسها الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، الذي وجه إلى تخصيص مبلغ سنوي من صندوق النشاط الطلابي يعنى بدعم أنشطة ريادة الأعمال، وهذه واحدة من المبادرات العديدة التي تقدمها الجامعة للطلبة ولريادة الأعمال، كما تقدم بالشكر لهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة على دعمها لمشروع المرصد السنوي، والمبادرات المقدمة من قبل القطاع الخاص.
مستقبل واعد لريادة الأعمال
وجاء رد المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال في سؤال عن الدور الذي تلعبه الحكومة في دعم ريادة الأعمال، خاصة أن التوجيهات السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـحفظه الله ورعاهـ أكدت في العديد من المناسبات على أهمية العمل على دعم ريادة الأعمال والنهوض بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة فقال: "مستقبل ريادة الأعمال في سلطنة عمان مستقبل واعد ويبشر بالخير؛ في ضوء ما تجده ريادة الأعمال من اهتمام سامٍ لجلالة السلطان ـأعزه الله- أو رعاية مؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص، وهو ما يدفع بكل هذه التوجهات إلى تحقيق الأهداف المرسومة في برامج وتوجهات الحكومة، الجانب الآخر رعاية الشباب العماني لريادة الأعمال والتوجه العام لدى الأغلبية اليوم في ظل عدم توفر فرص العمل في القطاع الحكومي إلى إقامة مشاريعهم الخاصة، وهو ما يكسب ريادة الأعمال في السلطنة مكانتها وحضورها"؛ موضحا أن النسبة الأكبر من المشاريع بدت حاضرة وبقوة في مشاريع ومجالات مختلفة يشكل طلبة الجامعات الأغلبية العظمي منها، كما أن للتاريخ العماني المشرف دوره في غرس قيم العمل الحر، وهو ما دفع بالعمانيين منذ سنوات طويلة لامتهان مهنة التجارة، هذا غير البحوث والدراسات والبرامج التي يتم طرحها بين فينة وأخرى.
توصيات للنهوض بريادة الأعمال
وقال الدكتور عبدالله الشكيلي في سؤال فيما إذا كانت هناك تحديات مازالت تواجه رواد الأعمال لإقامة مشاريعهم: "مرصد ريادة الأعمال الذي تم تدشينه مؤخرا تناول الكثير من مؤشرات ريادة الأعمال بحسب توصيات تقرير مسح مرصد ريادة الأعمال 2020 ـ 2021، التي شارك فيها 36 خبيرا، منها: أهمية أن تقدم الحكومة سياسات خاصة لدعم وتنمية الأعمال التجارية الجديدة، كما يجب التركيز على رواد الأعمال ذوي النمو المرتفع من أجل بناء جيل من رواد الأعمال الأقوياء الذين سيسهمون في الدفع بالمنظومة الاقتصادية للبلاد والنهوض برؤية عمان 2040م، وتعزيز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاستثمار بالقطاعات غير النفطية التي من شأنها أن تدعم تطلعات رؤية عمان 2040م، خاصة في مجال الاستثمار والأمن الغذائي والسياحة واللوجستيات وقطاعات الصناعات التحويلية والإنتاج وقطاعات خدمة المؤسسات ودعم تحويل مجالات المشاريع الريادية من مشاريع تهتم بالاستثمار في المجال الاستهلاكي إلى المجال الإنتاجي.
نهج جديد لتمويل الشركات
وقال: "ينبغي على الشركات والمستثمرين والحكومة أن تتبنى نهجا جديدا لاستثمار وتمويل الشركات الجديدة من أجل تحفيز النشاط الريادي، فهم بحاجة إلى دعم رواد الأعمال وتشجيعهم على الاستمرار والمحاولة، وإيجاد برامج تمويلية ذات تشريعات قانونية واضحة في مجالات التمويل الجماعي وتمويل الأسهم والتمويل الملائكي لرواد الأعمال، مع تركيز استثماراتهم والسماح بتأسيس شركات التمويل التي تدعم هذه البرامج، كما أنه من المهم أن تزيد الحكومة والقطاع الخاص الاستثمار في برامج التعليم والتدريب في مجال الأعمال التجارية وريادة الأعمال، ويجب تقييم البرامج بانتظام وتحسينها باستمرار لمراعاة التغيرات في الظروف الوطنية الدولية مع الأخذ بنتائج البحوث والدراسات".
وطالب الشكيلي بدراسة واقع مؤسسات شركات القطاع الخاص، في مقدمتها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حيث الوقوف على التحديات والصعوبات التي تعترض بيئة الأعمال، أهمها: البيروقراطية، ووسائل الدعم والتمويل، ومراجعة الرسوم والضرائب، وتسهيل الحصول على الأيدي العاملة، وتقديم تسهيلات تمويلية محفزة وغيرها من الجوانب التي ما زالت تمثل عائقا أمام الكثير من رود الأعمال.
وأكد الشكيلي في ختام حديثه على صناعة رجال أعمال لديهم القدرة على إحداث نقلة نوعية في ريادة الأعمال، عبر الانتقال من المفهوم التقليدي للمشاريع الصغيرة، إلى مشاريع لديها القدرة في إحداث حراك فاعل في المشهد الاقتصادي، وهذا الجانب يمثل أحد التوصيات التي أكد عليها التقرير السنوي؛ أما لتحقيق أهداف رؤية 2040م، فمن الأولوية الوقوف على جوانب عديدة في مسألة النهوض بريادة الأعمال، وإيجاد مؤسسات لديها القدرة على الإنتاج والتسويق والتصدير والتشغيل، وهذا عمل يستلزم أن تتوحد من أجل تحقيقه جميع الجهود.
الشراكة مع القطاع الخاص
أما فيما يتعلق بالشراكة مع القطاع الخاص، قال محمد بن سالم المعولي، المدير الإداري لمركز ريادة الأعمال: "هناك تعاون محدودة مع مؤسسات القطاع الخاص، خاصة الكبيرة منها؛ لذلك نأمل في المرحلة القادمة أن نتوسع في ترجمة هذه الشراكات لمستويات أكثر حضورا وتفاعلا مع توجهات مركز ريادة الأعمال، بما يمكننا من تحقيق الاستفادة المطلوبة من تجارب وخبرات الشركات المختلفة، سواء على مستوى المحافظة أم الشركات الأخرى المنتشرة في ربوع السلطنة، فطلبة الجامعة أو الطلبة المنتسبين للمركز هم من مختلف المحافظات وطموحنا أن نوجد تعاونا بناء مع هذه الشركات، بما يتيح للطلبة فرصا أكبر للاستفادة من تجارب الشركات في المرحلة القادمة من حيث الإدارة والتسويق والإدارة المالية والحد من المخاطر" .
وأوضح المعولي بالقول: "هناك تعاون كما أشرنا مع هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومع مؤسسة (مدائن)، ومركز صناع عمان بجامعة السلطان قابوس، ومؤسسة إنجاز عمان، وغرفة تجارة وصناعة عمان وغيرها من الشركات الأخرى، وكانت لنا عدد من اللقاءات مع المؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن) بمحافظة الداخلية، وتم التباحث معهم في إمكانية التعاون في مجال تدريب الشباب من أصحاب الشركات الطلابية في المصانع التابع لمدائن، ونأمل أن نصل معهم لاتفاق قريب بهذا الخصوص، كما بحثنا مع (مدائن) فكرة إنشاء حاضنة داخل الجامعة تهتم بموضوع الصناعات، وتحديدا فيما يتعلق بالصناعات التحويلية والنفط والغاز والصناعات الغذائية.
وقال المعولي: "من ضمن التوجهات المستقبلية للمركز السعي للحصول على دعم مالي لضمان استدامة أنشطة المركز في المرحلة القادمة، فأغلب أنشطة المركز عبارة عن مبادرات وابتكارات وأفكار، وبسبب ضعف الموارد المالية لن نتمكن من الدفع بهذه المشاريع إلى أرض الواقع؛ أملا أن تسهم المبادرات التي تعمل عليها الجامعة مع المؤسسات والشركات في تحقيق الأهداف المرجوة، في مقدمتها الحصول على الدعم المالي المطلوب بما يضمن تفعيل دور المركز والنهوض به".
وأكد محمد على أهمية التعليم في غرس مفاهيم العمل الحر، وتبني المؤسسات التعليمية لمفهوم ريادة الأعمال ووضعها مسارا تعليميا، إذ أوجد ثقافة لدى الطلبة بريادة الأعمال من حيث الأسس والأهداف والمسارات والتوجهات.