السنة 17 العدد 152
2022/02/01

من أجل عمان

 

 


مصطفى بن خميس المعمري

 

يكتسب مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى أهميته ومكانته العلمية، من حيث قدرته على إحداث نقلة نوعية في مجالي البحوث والدراسات، التي أثبتت بفضل الله وجهود القائمين عليه علو كعبه؛ كونه أحد المراكز البحثية المعروفة التي سجلت حضورها المشرف محليا ودوليا، لينال بما قدمه من مبادرات وإسهامات في مجال إنتاج ونشر المعرفة تقدير وامتنان المجتمع العلمي العالمي.

لم تكن النتائج والنجاحات التي سجلها المركز في مسيرته مفروشة بالورود، بل بالتأكيد كان هناك عمل وجهد مضني امتد لسنوات، إذ سخرت من أجلها الجامعة كل القدرات والإمكانات المادية والبشرية التي تمكنه من احتضان هذا العدد الكبير من المشاريع البحثية التي يشهدها العالم، ودعم جهود الدولة والمؤسسات المختلفة في ترسيخ المفاهيم البحثية، والعمل على إيجاد جيل من الشباب القادر على النهوض بالعمل البحثي وغرس المفاهيم والأسس البحثية بين الجميع أفراد ومؤسسات.

الأستاذ الدكتور أحمد بن سليمان الحراصي، رئيس مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى، قدم على هامش زيارة معالي الدكتور رحمة المحروقية، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لجامعة نزوى عرضا تضمن مجموعة من النتائج والمشاريع البحثية والدراسات التي نفذها المركز، وما حصده من نجاحات أكدت على مكانته ودوره ورسالته، فقد أشار الدكتور الحراصي إلى نشر المركز أكثر من ألف بحث علمي محكم، منها 160 بحثا منشورا في عام 2021 بمعامل تأثير تجاوز 2000 وبواقع أكثر من 22 ألف استشهاد، منها 5000 استشهاد في عام 2021م؛ مما يدلل على حجم الجهد الذي يبذل وقيمته للدفع بمسار البحث العلمي بجامعة نزوى، والعمل على الاستثمار الفعلي للمكنات والفرص والموارد الحيوية والطبيعية المتنوعة التي تمتلكها سلطنة عمان، إذ وظف لأجلها الطاقات، وعمل عليها بمهنية وحرفية عالية، أخذ بعضها الكثير من الوقت، لكن النتائج بفضل الله كانت مبهرة ومشرفة.

إن المتتبع لمسيرة التطوير والتحديث التي حققها مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية وما تبعها من نجاحات، مستفيدا من وجود 15 معملا بحثيا وأكثر من 100 من الباحثين والمتعاونين، يدرك أن هناك فريقا من العلماء والباحثين يمتلك من القدرات ما تمكنه من تحقيق هذا الفارق الكبير في عدد البحوث والدراسات، وهو أيضا يعي حجم المسؤوليات الوطنية والمجتمعية المترتبة عليه، وأهمية العمل على مواصلة تلك الجهود عبر استقطاب الخبرات والكفاءات الوطنية والدولية التي بمقدورها أن تحدث التغيير الفعلي اقتصاديا واجتماعيا ومعرفيا، هذا إذا ما وجدت الرعاية والاهتمام والتوجيه الحكومي والدعم المطلوب من قبل شركات ومؤسسات القطاع الخاص.

وتراهن سلطنة عمان في هذه المرحلة المهمة التي يشهد فيها قطاع البحث العلمي على مستوى العالم ذلك الاهتمام الواسع من الرعاية والدعم، وضرورة تمكين المؤسسات المتخصصة الحكومية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي تفعيل أدوارها عبر مجموعة من البدائل والخيارات التي تعزز دورها ومكانتها، في مقدمتها تفعيل الشراكة فيما بين المؤسسات البحثية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وشركات القطاع الخاص، وتبني المشروعات ذات القيمة المضافة التي يمكن أن ترفد الاقتصاد الوطني بمشاريع نوعية قابلة للاستدامة والتصدير، وتوجيه المؤسسات الراعية والداعمة للعلماء والباحثين، وتقديم الدعم المناسب لها، وتشكيل لجان متخصصة بين هذه الجهات التي تعمل على وضع الخطط والبرامج المستقبلية وإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة التحديات والصعوبات.

وسيستمر مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى في توظيف طاقاته للاستمرارية في رفد مؤسسات الدولة بالبحوث العلمية المختلفة؛ وفق أهداف ورؤى تستشرف المستقبل بخطى ثابتة تقوم على مرتكزات وتوجهات تتواءم مع الخطط الوطنية الاستراتيجية للبحث العلمي في سلطنة عمان التي تهدف إلى وضع عمان على الخارطة البحثية العالمية، ودعم مبادرات تحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد مبنى على المعرفة من طريق تنمية فرص الاستثمار، وتوظيف نتائج هذه الأبحاث في خلق منتجات ذات قيمة مضافة، وإنشاء شركات محلية تنافس بمنتجاتها الأسواق المحلية وصولا إلى العالمية، ودعم جهود شباب الوطن في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم من أجل عمان.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة