الموارد الاستشارية في جامعة نزوى
كتب: د. أحمد بن سعيد البوسعيدي - المدير التنفيذي للمركز
مروة بنت مسعود العدوي - طالبة في كلية العلوم والآداب
نعلم أن للجامعات ومؤسسات التعليم العالي دور كبير في خدمة المجتمع ودعم الحركة الاقتصادية والفكرية؛ ذلك لما يتوفر فيها من خبرات بشرية مؤهلة وموارد وأجهزة عالية التقنية يمكن أن تقدم الكثير من الخدمات والتحليلات الفنية لفئات مختلفة من قطاعات صناعية وحكومية وأجهزة مهمه في البلاد وخارجها.
من هذا المنطلق، عمل مركز خدمات الاستشارات وتوطين الابتكار في الفترة السابقة على معرفة وتحديد الإمكانيات البشرية والخبرات والإمكانات والموارد والأجهزة، التي يمكن أن توجه لتقديم حلول عملية لمختلف الإشكالات والتحديات التي تواجه الكثير من المؤسسات الصناعية بشكل يومي. وقد أنشئت استبانة في الصيف السابق ووزعت بين جميع منتسبي الجامعة من أساتذة وموظفين إداريين، هدفت هذه الاستبانة إلى:
أ. تحديد ومعرفة الخبرات والتخصصات الأكاديمية والبحثية التي يمكن أن تقدم خدمات استشارية للقطاعات الصناعية المختلفة.
ب. تحديد الخبرات السابقة للقطاع الصناعي لجميع الموظفين في الجامعة.
ت. تحديد ومعرفة الخبرات الاستشارية التي قام بها الموظف في الفترات السابقة، وأي عمل أو خبرات استشارية يقوم بها حاليا.
ث. تحديد الموارد والأجهزة التي يمكن أن توجهها الجامعة لتقديم خدمات استشارية للمجتمع الخارجي.
ج. معرفة الدعم المتوقع من الجامعة والمركز حتى يمكن دفع عجلة الاستشارات بشكل أسرع وتحقيق تنمية اقتصادية للجميع.
نتائج الاستبانة:
من أجل حصر الخدمات والموارد البشرية التي يمكن أن توجه لعمل الخدمات الاستشارية، قام مركز الخدمات الاستشارية وتوطين الابتكار بعمل استبانة لتحديد الإمكانيات والموارد الاستشارية في الجامعة، وقد شارك فيها أكثر من 170 من أعضاء هيئة التدريس والطاقم الفني والإداري من مختلف الكليات والمراكز في الجامعة كما يظهر في الشكل رقم (1). إذ يوضح الشكل مشاركة فاعلة من مختلف الكليات والمراكز في الجامعة.
الشكل رقم (1) بيانات المشاركين في الاستبانة
وقد شملت الاستبانة كذلك تحديد الخبرات الأكاديمية -التخصيصية والفرعية- لدى أعضاء هيئة التدريس، وأظهرت الكثير من الكفاءات بنسبه تزيد على 75% لديهم خبرات أكاديمية فوق خمس سنوات في الكثير من التخصصات الدقيقة والمهمة، وهذا يشجع على نقل هذه الخبرات من الصفوف الدراسية الأكاديمية إلى الحقل الصناعي. كما يظهر في الشكل رقم (2).
الشكل رقم (2) توزيع الخبرات الأكاديمية حسب سنوات الخبرة
لذلك؛ فإن توفر هذه النسبة المرتفعة من الخبرات الأكاديمية والبحثية يجب أن يوجه بشكل كبير نحو تقديم خدمات تخصصية تخدم المجتمع، ويمكن أن يسهم في دعم الاقتصاد بشكل كبير.
كما شملت الاستبانة دراسة وتحديد الخبرات الصناعية السابقة في مختلف التخصصات لدى الأكاديميين قبل الالتحاق بالجامعة، إذ أظهرت النتائج وجود نسبة كبيرة تقرب من 40% ممن لديهم خبرات صناعية في مختلف التخصصات، وهذا ما يثير التساؤل! أين تأثير هذه الخبرات والموارد البشرية في المجتمع وكيف يمكن تعزيز هذه الموارد البشرية لتقديم خدمة أفضل للمجتمع؟
الشكل رقم (3) توزيع الخبرات الصناعية السابقة حسب سنوات الخبرة
كما أظهرت الاستبانة وجود عدد جيد من الموظفين يقومون بتقديم خدمات استشارية حالياَ، وهذا مؤشر جيد لثقة المجتمع والقطاعات المختلفة في كفاءات الجامعة كما هو واضح في الشكل رقم (4) . ويوضح كذلك أنه يمكن لفئة جيدة أن تعمل على تقديم الخدمات الاستشارية؛ على الرغم من وجود الحمل الأكاديمي وغيرها من الارتباطات الإدارية الأخرى.
الشكل رقم (4) نسبة الموظفين الذين لديهم أعمال استشارية حالياً
توصيات مهمة:
كما هو واضح من تحليل الاستبانة، فإن جامعة نزوى تمتلك الكثير من الكوادر البشرية المؤهلة في مختلف التخصصات الحيوية، وكذلك الكثير من الموارد والأجهزة المتقدمة التي يجب توجيهها نحو تقديم الكثير من الحلول الفنية والتقينة عبر الخدمات الاستشارية المعتمدة؛ لذا فإن مركز الخدمات الاستشارية وتوطين الابتكار بجامعة نزوى يوصي بالآتي:
1- يمكن الاستفادة من الموظفين الذين لديهم خبرات صناعية سابقة في الآتي:
أ. معرفة نوعية التحديات الصناعية التي تواجه القطاعات الأقرب لتخصصاتهم؛ لتسهيل عمل المركز في البحث عن فرص لخدمات استشارية مختلفة.
ب. عمل شبكات تواصل وتعاون محلية ودولية.
ت. تدريب الموظفين أو بقية الأكاديميين لعمل استشارات فنية.
ث. تقديم خدمات تدريبية تخصصية للكثير من القطاعات الصناعية المختلفة.
2- يمكن استغلال توفر الكثير من الأجهزة الفنية التخصيصية والإمكانات المختلفة في عمل فحوصات وقياسات دقيقة للكثير من الشركات والقطاعات المختلفة في البلاد وخارجها.
3- العمل على إيجاد تراخيص معتمدة رسمياً لتأسيس مراكز قياس تخصصية في الجامعة لتقديم خدمات تحليلية معتمدة.
ختاماً سيسعد مركز خدمات الاستشارات وتوطين الابتكار في تواصلكم وتوضيح مقترحاتكم لما فيه تقدم للجامعة ودفع عجلة الخير في البلاد.