تطوير القدرات والابتكارات في التعليم الإلكتروني عبر استخدام تقنية التنقيب عن البيانات وأمن المعلومات بمدارس التعليم الأساسي في سلطنة عمان
الكاتب 1: سعيد بن محمد بن علي الراشدي – أخصائي نظم معلومات – وزارة التربية والتعليم – ماجستير في نظم المعلومات – طالب دكتوراة في علوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا IIUM saidrashdi@unizwa.edu.om - زائر بجامعة نزوى.
الكاتب 2: عبدالله بن سعيد بن علي العامري – أخصائي أمن معلومات - ماجستير في نظم المعلومات – طالب دكتوراة في علوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا IIUM bustan2005@yahoo.com
يعد قطاع التربية والتعليم من أهم المجالات التي تساعد في صناعة تكنولوجيا المعلومات وربطها بالعملية التعليمية؛ وذلك بتنمية القدرات في بناء وابتكار موارد منظومة الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وأمن المعلومات (Information Security) عبر الاستفادة من تقنية التنقيب عن البيانات (Data Mining) من طريق تطبيق خوارزميات مرتبطة بهذه التقنية.
وتقوم وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بتوظيف استخدام التقنيات الحديثة والاستفادة من البيانات في العملية التعليمية وتأمين استمرارية الاختراعات والابتكارات في مواكبة التطورات التقنية والمعرفية؛ تحقيقاً لرؤية عمان 2040م، وهو من أولويات التوجه الحكومي في تطوير التعليم وربطه بالتكنولوجيا؛ عبر بناء مشاريع تعليمية في تقنية التنقيب عن البيانات ووضع إطار الأمن المعلوماتي لها؛ بما يسهم في ديمومة واستمرارية الإنتاجات العلمية في هذا المجال وجودتها. كما أن تعويد المستخدمين على إيجاد البدائل السريعة وقت الأزمات وتفعيل التكنولوجيا في استمرارية الحياة العلمية والعملية من حيث تحديد البديل المناسب وفقا لما تقتضيه الحالة الناتجة في تلك اللحظة بما يضمن استمرارية تقديم المحتوى التعليمي والحلول المرتبطة به من طريق التعلم الإلكتروني في حال تعليق الدراسة في المدارس (لأي سبب كان)؛ ليكون بديلا مؤطراً بإطار تنظيمي وتفاعلي وأمني يوفر خصائص التقييم والمتابعة المستمرة للأعمال المنجزة من قبل الطلبة في العام الدراسي.
تقدم هذه الدراسة مؤشرات تحليلية تسهم في تطوير القدرات، وتشجع على الابتكارات عبر استخدام تقنية التنقيب عن البيانات والضوابط الأمنية الداعمة لاستمرارية التعليم الإلكتروني بمدارس التعليم الأساسي في سلطنة عمان؛ عبر تبنّي أدوات وموارد تطويرية تدعم المنصة التعليمية الحالية eportal.moe.om (المنصة التعليمية منظرة)، وتكون عبر نموذج تفاعلي متكامل يشرح الطريقة والآلية التي سيتم ربط مكوناته بها، ومتابعة مراحل التصميم والإنجاز خطوة بخطوة؛ بالاستفادة من التجارب والابتكارات المرتبطة بالتعليم؛ مما يساعد على اتخاذ القرارات المتعلقة بالتخطيط والتنبؤ عن مستقبل المدارس والمحتوى التعليمي في مجال التنقيب عن البيانات والأمن المعلوماتي لها.
لقد أثبتت هذه الدراسة أنه لابد من تفعيل المنصات التعليمية التفاعلية واستغلالها الاستغلال الأمثل في التعليم عن بعد؛ حتى تكون مساندة في الأزمات والحالات الاستثنائية، وأوضحت الدراسة أيضاً أن نسبة 85.88% من الاستجابات كانت راضية بتفعيل تقنية التنقيب عن البيانات في التعليم؛ وذلك لجعل التعليم أكثر فاعلية وإنتاجية، كما كانت إجابات 69 فرداً من أصل 85 استجابة من الجنسين تعد استخدام المنصات التعليمية من مقومات الابتكار في التعليم؛ لما لهذه المنصات من فوائد في هذا المجال، وكانت نسبة 58% من الاستجابات تخص تأمين الأجهزة والتطبيقات التعليمية التفاعلية قبل وفي أثناء استخدامها؛ مما يضمن سلامة وأمن المعلومات التي تُطلب من المستخدم عند التعامل مع المنصات التعليمية التفاعلية.
كما يمكن تمكين الابتكارات والاختراعات العلمية، التي تسهم بشكل كبير في تطوير التعليم والعمل على التحول الرقمي والتكنولوجي وتضمين التعامل مع البيانات؛ باستخلاص البيانات والتنبؤ بمستقبل التعليم والعمل على تحسين التقنيات وتطويرها بما يتناسب مع تحولات وتغيرات الحياة، كما أن للحماية وأمن المعلومات أهمية كبرى في تأمين بيانات وأدوات وأجهزة المستخدمين للمنصات التعليمية والتكنولوجيا المتطورة؛ حتى يكون هناك تكامل بين النظام التعليمي ومتطلبات الحياة ومخرجات سوق العمل لضمان استمرارية وجودة الحياة، والإسهام في تطوير التعليم ومواكبة التحولات الرقمية في شتى المجالات.
لذا فإن هذه الدراسة خلصت إلى أن هنالك ترابطا وثيقا بين البيانات عبر استخلاصها بتقنية التنقيب عن البيانات لضمان الاستدامة واستمرارية التطوير والعمل على الاختراع والابتكار في التعليم وأمن المعلومات وحماية البيانات وتأمينها، كما أن للمنصات التعليمية التفاعلية دورا كبيرا في تطوير التعليم ومواكبة التغييرات وتأسيس البدائل التي تساعد على مواصلة العلم والتعلم في أثناء الأزمات والحالات الاستثنائية التي تمر بها دول العالم المختلفة. وقد بينت الدراسة أهمية تفعيل ومتابعة آلية التعامل مع تقنيات التنقيب عن البيانات المرتبطة بالتعليم، وتوجيهها التوجيه الأمثل والصحيح في المنصات التعليمية التفاعلية، ومدى مواءمتها للمحتوى الرقمي وترابطها للنظام التعليمي الحالي. وحثت الدراسة أيضاً على تشجيع كل من له صلة بالتعليم (معلم – طالب – ولي أمر) على الاختراع والابتكار في التعليم، وضمان التوسع في تنفيذ وتطبيق هذه الابتكارات والاختراعات على أرض الواقع؛ حتى تقدم الفائدة والأهداف الموضوعة لأجلها. كما أوضحت الدراسة كيفية تضمين وتفعيل أمن وحماية البيانات والتعامل بسرية تامة معها؛ وذلك من طريق الجهات المخولة للتعامل مع أمن المعلومات وحماية المنصات والأنظمة التي لها صلة وترابط بمبدأ التعليم عن بعد والتعليم التفاعلي المرتبط بالتقنيات الحديثة.