السنة 16 العدد 150
2021/12/01

الأعياد الوطنية مناسبة لإذكاء روح الوطنية ومراجعة المنجزات والتخطيط للمستقبل

 


 

د. سليمان بن سالم الحسيني

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، جامعة نزوى.

salhusseini@unizwa.edu.om

 

واحد وخمسون عاما تعني لعمان والعمانيين نقلة نوعية في حياة شعب ومسيرة وطن وتاريخ أمة. في هذا العيد الوطني تتذكر عمان أول خطوة خطتها على طريق المعاصرة عام 1970، فكانت نتيجة تلك الخطوة الرائدة الإنساني العماني المقبل على الحياة بالعزيمة والإخلاص والعلم والعمل، ووطنا مباركا زاخرا بالخير والسلم والسلام. لقد حقق العمانيون في الواحد والخمسين عاما الماضية مسيرة ناجحة ووحدة وطنية ونموا مطردا في العمران، وتطورا مشهودا في جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ومكانة عالمية حميدة، وانفتاحا على معطيات العصر، ورغبة واضحة في الدفع بالحضارة البشرية إلى مزيد من الازدهار والمنجزات.

عمان؛ أرضا وشعبا، قادرة على مواصلة مشوار العطاء والمكاسب؛ فالاستحقاقات الوطنية كثيرة ومتعددة ومتنوعة، والعالم يخطو خطوات واسعة نحو التقدم والاستثمار في العقول والمعرفة والتقنية. وقد وضحت عمان طريقها إلى المستقبل في (رؤية عمان 2040)، التي تعد بوابة للولوج إلى مستقبل أكثر ازدهارا وعطاء ومواكبة لمتطلبات العصر واستحقاقاته. كما تؤسّس رؤية عمان 2040 "لمجتمع معرفّي ممكّن، إنسانه مبدع، معتز بهويته وثقافته، ملتزم بمواطنته وثقافته، ينعم بحياة كرمية ورفاه مستدام، عماده رعاية صحية رائدة وحياة نشطة، وتعليم شامل يضمن منظومة تعلم مدى الحياة، لينمي مهارات المستقبل، ويسهم في تعزيز البحث العلمي وبناء  القدرات الوطنية، محققا  النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي، في دولة  أجهزتها مرنة ومسؤولة، وحوكمتها شاملة، ورقابتها فاعلة، وقضاؤها ناجز، وأداؤها كفؤ، وإعلامها فاعل متجدد، يعضدها مجتمع مدني،  ممكّن ومشارك في مناحي الحياة كافة، وصولا إلى  مستويات متقدمة من التنمية الإنسانية".

جاء العيد الوطني الواحد والخمسون، وقد مرت عمان بامتحانين من قدر الله سبحانه وتعالى وقضائه، وضعاها على محك الاختبار، الأول تمثل في وباء كوفيد 19 الذي ضرب العالم كله، والثانية في الأنواء المناخية التي ضربت بعض أجزاء عمان في شهر أكتوبر. خرجت عمان من التجربتين أكثر وحدة وتماسكا، وأثبت الشعب العماني القدرة على الثبات في وقت الشدائد والمحن، وأظهر لحمة وطنية ورحمة وحبا للخير والعمل والعطاء. وأظهرت القيادة العمانية قربها من الشعب والسهر على رعايته. وأظهرت مؤسسات الدولة وأجهزتها انضباطا ومهنية وكفاءة عالية. 

خلد جلالة السلطان هيثم بن طارق، حفظه الله ورعاه، الملحمة الوطنية في تلك الأثناء بخطابه السامي في 11 أكتوبر 2021 الذي قال فيه "كشفتْ لنا الأيامُ الماضيةُ، عن ملحمةٍ وطنيةٍ سطّرها أبناءُ عُمانَ الأوفياء بثباتِهم، وصبرِهِم، وتماسُكِهِم، وتعاضُدِهِم، وسيظلُ ذلك شاهدًا على قوةِ هذا الوطنِ، وقدرتِهِ على الصمودِ، في مواجهةِ الظروفِ والمتغيرات، ولقد كان ذلك امتداداً لما بذله أبناءُ عُمانَ، من تضحياتٍ على مرِّ العصور".

تلج عمان العام الثاني والخمسين من مسيرتها المباركة، وهي أكثر تبصرا وبصيرة، وأكثر رغبة في الرقي والازدهار، وشعبها الكريم المعطاء أكثر رغبة للإسهام في بناء وطنه ورفع رايته عالية خفاقة، وقيادته الحكيمة أكثر إصرارا على السير به نحو المعالي ووضعه في مكانته المرموقة بين دول العالم المتقدمة وشعوبها المتحضرة الراقية. حفظ الله عمان أرضا وشعبا وقيادة.

إرسال تعليق عن هذه المقالة