السنة 16 العدد 150
2021/12/01

  

في يوم عُمان ... طلبة جامعة نزوى يسندون المواطنة لأهلها

 

 


 

آل عبدالسلام: الوطنية استقرار الفرد في مكان تربطه به المشاعر والأحاسيس

العامرية: الوطنية هي المشاركة في نهضة الوطن

الراشدية: الطفولة تربة صالحة لتنمية الذات الوطنية

العثمانية: لوسائل الإعلام دور في حفظ الوطن 

 

استطلاع: كاذية الوردية

 

يأتي يوم الثامن عشر من نوفمبر كل عام محملا بالبهجة والسرور للقلوب العمانية خاصة ومحبي السلطنة عامة؛ وذلك لاحتفالهم بهذا اليوم كونه رمز العز والافتخار لعُمان، يوم تولي السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مقاليد الحكم عام 1970، فكرّمه العمانيون بالاحتفال في هذا اليوم، إذ نجد تفاعلهم يذكر بالحسنى دوما؛ لذا يسعون جاهدين لإبراز السلطنة في أجمل صورة، فتراهم يستقبلون هذا اليوم بقلوب محبة مخلصة مقبلة على العطاء اللامحدود لهذا الوطن الذي جاد عليهم بكرمه. وقد تبيّنت إشراقة المحبة من قلوب طلبة جامعة نزوى في طرحها لاستطلاع رأي عام بينهم، فخرجت بالآتي:

 

  • سبل تنمية الوطنية لدى الطالب.

  • هل تقتصر الوطنية على فئة معينة عن غيرها؟

  • طرق ضبط الوطنية بين القول والعمل للأجيال القادمة. 

 

الوطنية إحساس!

 

ابتدأت إشراقة تساؤلاتها في كيفية تنمية وطنية الطالب؛ إذ أوضح الطالب سيف آل عبدالسلام ذلك قائلا: "إن مفهوم الوطنية يعني تلك الحالة والشعور بحب الوطن، وتكوين علاقةٍ إيجابيةٍ معه، وتكوين علاقةٍ قويةٍ تربطنا به، والوصول إلى أعلى درجات الإخلاص له، ولمعرفة مدى انتماء الطالب لوطنه، عليه أولاً أن يشعر بذلك الحس في داخله، ثم أن يترجم هذه القيمة الإيجابية لانتمائه على أرض الواقع، عبر استعداده النفسي للتماس السلوكيات الإيجابية التي تخلق فيه شخصاً منتمياً محباً مخلصاً لوطنه، مدافعاً عنه ضد أي عدوٍّ أو ضرر". وتتجلى الوطنية وحب الطالب لوطنه في أشكال وسلوكيات وممارسات متعددة، يضيف آل عبدالسلام في ذلك: "إن الوطنية لا تقتصر على العماني فقط، إنما هي شعور نابع عن استقرار الفرد في مكان معين تربطه به المشاعر والأحاسيس تجاه مفهوم الوطنية؛ تلك الحالة والشعور تعني حب الوطن؛ فتبرز الوطنية وحب الطالب لوطنه في أشكال عدة، مثل: الحفاظ على نظافة الشوارع والأماكن والمرافق العامة، والمشاركة في الأعمال التطوعيّة والخيريّة التي تخدم المجتمع، والالتزام بالقوانين والقواعد السلوكية، والانضباط في الدراسة، واحترام عادات وتقاليد وأعراف المجتمع، والالتزام بالرموز الوطنية، والاعتزاز بالوطن واسمه ورموزه في الداخل والخارج، ومشاركة أبناء الوطن في أفراحهم وأحزانهم".

 

 

  تصوير: الزهراء الرواحية

 

التربية بالقدوة

 

من المسؤول عن تنمية المواطنة الصالحة لدى الأفراد؟ يقول سيف: "إن على أولياء الأمور، آباء وأمهات ومدارس ومؤسسات دينية وثقافية ورياضية، أن يبذلوا قصارى جهدهم في تنمية قيمة الانتماء للوطن وتعزيزها؛ من طريق أساليب عدّة، مثلا: ذكر الأمثلة من السلف الصالح، والاقتداء بالعظماء من الرموز الوطنيّة والدينيّة في حبهم وانتمائهم للوطن، والاسترشاد بالآيات القرآنيّة والأحاديث الشريفة التي تظهر وتبين قداسة الوطن والانتماء له، والتربية السليمة للأطفال منذ نشأتهم؛ والحرص على مشاركتهم بالفعاليات الاجتماعية والأعراس الوطنية المختلفة، وتعزيز الثقافة الوطنية عند الطالب، والحرص على متابعة ما يتفاعل معه أبناؤنا الطلبة في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وتعزيز المفاهيم التراثية لدى الطالب، وحثّه على الاعتزاز بتراثه وجذوره". ويشير آل عبدالسلام إلى أن موضوع ضبط الوعي وصلته بأهمية المواطنة بين القول والعمل للأجيال القادة، مرتبطٌ بالانتماء والقيم الوطنية تحديدا، إذ إن له قيمة وآثارا عظيمة، تنعكس على نجاح العمل وتنفيذه على أفضل وجه، مع توفُّر فرص الإبداع والريادة في تنفيذه، وتجنُّب الوقوع في الخطأ والفشل قدر الإمكان، ويعد ذلك أيضا عنوانا للرقي الحضاري، يصل إليه المواطن في صحة تعلّقه بالقيم التي يحمل، والوظائف والواجبات المنوطة به، فلا تقدم وازدهار من غير وطنية حقيقية وقول مقرون بعمل جاد ومثمر".

 

الذات الوطنية

 

فيما ترى الطالبة سهام العامرية أن تنمية وطنية الطالب تتحقق عبر روح المواطنة التي يمكن تنميتها من طريق المحيط الأسري أولا، إذ يكرر الوالدان على مسامع الأبناء مدى كونهم محظوظين بالانتماء لهذا الوطن وتمتعهم بخيراته وعيشهم بأمان وعزة وكرامة في كنفه، وتوسيع أفق الطالب ومداركه بالتعمق في حب القراءة والاطلاع على قضايا المجتمع". وتضيف كذلك: "الوطنية لا تقتصر على العمانيين فقط، إنما كل من يعيش في هذه البقعة الجغرافية ما دام ينهل من خيرات عُمان؛ وبناء على ذلك ترى العامرية دور العلم مسؤولة عن تنمية ذات الوطنية لدى الفرد؛ بتأصيل روح المواطنة لدى الطلبة، وإثراء معارفهم تجاه الوطن تاريخا مجيدا وحاضرا مشرفا ومستقبلا واعدا؛ لأن الطالب يقضي جل وقته وزهرة عمره فيه، إضافة لذلك ضبط الوعي بأهمية الوطنية بين القول والعمل؛ لإدراك الفرد أن الوطنية قولا وفعلا وليست شعارات جوفاء يرددها؛ بل عليه أن يترجمها إلى سلوك يظهر مدى حبه وغيرته على وطنه، ورغبته في تحقيق رفعة وطنه وإسهامه بشكل فعال في تحقيق النهضة العلمية والعملية؛ وذلك كل حسب مجاله واختصاصه".

 

 

تصوير: الزهراء الرواحية

 

 

إن من أهم الأعمال التي تنمي وطنية الطالب تجاه وطنه، الجد والاجتهاد في طلب العلم وتحصيله، والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة والتطوع في سبيل خدمة الوطن والإسهام في بنائه، أبرز ما ذكرته الطالبة حسينة الهطالية في سياق حديثنا معها في موضوع الاستطلاع. بل أضافت عليه: "الوطنية لا تقتصر على فرد كونه يُسهم في عمليتي التطوير والنماء، بل المسؤولية تقع على كاهل الجميع، فيما يجب على طلبة العلم تنمية ذاتهم الوطنية؛ كونهم قدوة يحتذى بها، ليكونوا قادرين على تعليم الأجيال القادمة". وتختم حديثها قائلة: "إن ضبط الوعي بالأقوال والأفعال يلزم المشاركة في نهضة الوطن ... كبارا وصغارا، نساء ورجالاً".

 

كلكم مسؤولٌ ...

 

وللطالبة زهرة الراشدية وجهة نظر في موضوع المواطنة، تقول: "لقد حثنا ديننا الإسلامي وشريعتنا السمحة على الانتماء إلى الوطن، ومن هنا ينطلق حب الوطن، ويترسخ الانتماء، فالأسرة مسؤولة والمجتمع مسؤول والمؤسسات التربوية مسؤولة عن غرس هذا الحب في قلوب الطلبة وتنمية ذلك الحب والانتماء، ولا بد من تأصيل حب الوطن والانتماء له في نفوسهم في وقت مبكر؛ بتعزيز الشعور بشرف الانتماء إلى الوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، وإعداد النفس للعمل في خدمته ودفع الضرر عنه، والحفاظ على مكتسباته، وتعزيز الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية لهم، وبث الوعي بتاريخ وطنهم وإنجازاته". بينما خالفت الراشدية المشاركات الأخرى فيما يتعلق باقتصار الوطنية على المواطن فقط ... قائلة: "تقتصر الوطنية على أبناء الوطن فقط؛ لأن تعريف الوطنية هو انتماء الشخص لتراب بلده، أما بالنسبة لغير العمانيين حبهم للوطن يسمى مواطنة، أضف إلى ذلك أن مرحلة الطفولة مسؤولة عن تنمية الذات الوطنية؛ كونها من أهم المراحل لغرس المفاهيم والمعارف والقيم، خاصة تلك المتعلقة بالوطن، التي تجعل تنشئة الطفل عليها عنصراً أساساً في بناء شخصيته، هذا يعني أنه المسؤول الأول هي الأسرة، وبعدها تأتي المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام، إلا أن الأسرة والمدرسة تعدان من أهم المؤسسات في إعداد الأطفال، وتربيتهم على الوطنية والمواطنة؛ لأن الطفل منذ مراحل نموه الأولى يجب أن يتعلم أنه يعيش في مجتمع عنصرا مهماً فيه؛ لذا يجب أن يكون صالحاً وقادراً على تحمل المسؤولية والمشاركة في نموه وتقدمه ورقيه بالجد والعمل والكفاح، فيجب أن ينشأ منذ مراحل عمره على الولاء والانتماء وحب الوطن".

 

ترجمة الوطنية

 

ونتيجة لما قيل، تجد زهرة أن ضبط الوعي بأهمية الوطنية من طريق التذكير بإنجازات القائد الراحل السلطان قابوس بن سعيد، التي لا تعد ولا تحصى، أهمها تلبيته كافة الاحتياجات الأساسية ورفع العماني من الصفر؛ لجعله إنسانا مثقفا ومتعلما. تضيف زهرة: "كما أن غرس مفهوم الوطنية على صعيد الفرد والمجتمع يمنحهم قوة كبيرة تمكنهم من صد أي عدوان خارجي أو داخلي متمرد أو متطرف، وحماية أنفسهم وأوطانهم من شرور الآخرين، أيضا سيادة مفاهيم المحبة والود والتعاون؛ لتسهم في النهوض بكافة قطاعات الدولة، ممهدة الطريق نحو مستقبل مشرق لكافة فئات المجتمع والولاء للوطن، إضافة إلى توعية الطلبة في أن الوطنية ليست مجرد مصطلحات ومشاعر، بل هي أمر يطبق واقعيا ويمكن ترجمته بالدفاع عن الوطن وممتلكاته أو مكتسباته، وأن هذه المشاعر لا قيمة لها إن لم تطبق على أرض الواقع؛ وذلك بالمحافظة على العلم ورفعته، والاهتمام بنظافة الوطن، والحرص على استغلال فرص التعليم؛ كونها سببا في خدمة الوطن مستقبلا، والالتزام بالقوانين، والمشاركة في المبادرات المجتمعية والمناسبات الوطنية على اختلافها بما ينمي هذه القيمة ويزرع فيهم الشعور بالفخر والاعتزاز، وابتكار مبادرات تعزز الهوية الوطنية وقيادتها وتقويم أثر تطبيقها".

كما أكدت الطالبة هاجر العثمانية على أهمية تنمية الطالب لوطنيته تجاه الوطن؛ من طريق العمل التطوّعي، الذي يعد من أهمّ الأعمال التي تقدّم خدمة الوطن، لتعود بالنفع الكامل على الوطن والمواطن، وتعزز حديثها قائلة: "حرص الطالب على دراسته ليحصل على وظيفة جيدة، ويخدم بها بلده ومجتمعه، جزء بسيط من أساسات تنمية المواطنة، إلا أن الوطنية لا تقتصر على أبناء الوطن؛ فذلك الإنسان المقيم في أرض عمان الطيبة، الذي يحمل الأحاسيس والمشاعر الصادقة تجاه الوطن، له حق في تراب هذا الوطن". وفي سياق تنمية الذات الوطنية، ترى أن مرحلة الصغر أساس جيد للبناء، وتبدأ المسؤوليات من الأسرة ثم تنتقل إلى المدرسة، وكل مواطن مسؤول كذلك، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التقلديية والحديثة.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة