في يومهم العالمي ... أطفال الحاضر قادة المستقبل
كاذية بنت أحمد الوردية
ترى الدول العربية أن الأول من أكتوبر كل عام يوم للتذكير بحادثة استشهاد الطفل محمد الدرة، إذ سمي بيوم الطفل العربي ليستذكر العالم العربي حجم المعاناة التي يتعايش معها الطفل الفلسطيني يوميا في أرض فلسطين المحتلة.
وانطلاقا من ذلك، اعتادت الدول العربية على الاحتفال بيوم الطفل العالمي، الذي وقَّعت عليه الأمم المتحدة عام 1949م، المتمثل في اتفاقية حقوق الطفل، التي تهدف إلى توفير الدعم والحماية للأطفال، وتتكفل أيضا برعايتهم وتوفير حقوقهم الكاملة؛ لأن الطفل -بنظرهم- أساس لبناء مستقبل أفضل في جميع دول العالم. من هنا أضحى تاريخ 20 من نوفمبر من كل عام (يوم الطفل العالمي)، إلا أن بعض الدول يختلف فيها تاريخ الاحتفال بهذا اليوم، إذ تكمن فكرة الاحتفال به لغرس التآخي والتآزر في مجتمع الأطفال من مختلف بقاع العالم؛ بناء على ذلك تم عقد كثير من الاتفاقيات الدولية التي تنص على حقوق الطفل.
وترتب على ذلك عقد 54 مادة لحقوق الطفل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، أضف لذلك أن حقوق الطفل تنص على توفير الحياة الكريمة لهم والصحة الجيدة؛ سواء نفسيا أم جسديا، يتبعه عدم التميز بين الأطفال، وهذا حق أساس من أجل تنشئة جيل واعٍ بعيدا عن العنصرية. ويلزم توفير سبل التعليم لهم؛ كي يتم حمايتهم من الاستغلال والقسوة والإهمال بكافة أشكاله، وتنص أيضا الاتفاقية على عدم إجبارهم على العمل، خاصة الأعمال الشاقة والخطرة التي قد تؤدي بحياتهم للهلاك، كما أسهم يوم الطفل بالعديد من التغيّرات في حياة الأطفال، منها: انخفاض معدل وفيات الأطفال تحت سن الخامسة بشكل كبير وملحوظ في كثير من البلدان، خاصةً بعض دول قارة إفريقيا ودول الشرق الأوسط، مثل: النيجر، والصومال، وأنغولا، إضافة لذلك انخفاض مستوى سوء التغذية في بعض البلدان، مثل: أفغانستان، واليمن، وبروناي، والصومال، والكونغو، وكوريا، كذلك انخفاض مستوى الفقر في العالم؛ كون الطفل المتضرر الأول منه، إذ يموت طفل واحد كلّ ثلاث ثوانٍ في العالم؛ أيّ حوالي 30,000 طفل كلّ يوم بسبب الفقر؛ ممّا يجعل من القضاء عليه أولويةً لدى جميع دول العالم. فيما انخفضت عمالة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-14عاما في بعض البلدان، مثل: أوغندا، ومدغشقر، والنيجر بشكل بسيط، وانخفاضه بشكل ملحوظ في دولتيّ كمبوديا وبنين.
إن أهمية هذا اليوم قد تتركز في أن الطفل كيان المستقبل الذي تقوم عليه الأمم، فلابد من تنشئته في ظروف بيئية آمنة للحد من الظواهر العكسية التي قد تنشأ بسبب البيئة العدوانية والسوداوية التي من الممكن أن تحوّل المجتمع من أمن إلى كارثة.