بطاقة الأداء المتوازن في المنظمات التعليمية المعاصرة
خيار استراتيجي لإنجاز الأعمال
د. محمد الجرايدة
أستاذ مشارك في الإدارة التعليمية
من بديهيات القول إن التخطيط الاستراتيجي يعد من العمليات الأساسية التي تقوم بها المنظمات التعليمية المعاصرة، ومحور الارتكاز الذي تعتمد عليه هذه المنظمات في أثناء قيامها بوظائفها الإدارية من اتخاذ قرارات ورقابة ومتابعة وغير ذلك.
تعد بطاقة الأداء المتوازن إحدى أدوات التخطيط الاستراتيجي التي تسهم في ضبط أداء المنظمات التعليمية وتقييم أنشطتها واستراتيجياتها وترجمة استراتيجياتها إلى أهداف ومبادرات تسهم في تحسين أدائها وتقدمها. يشار هنا إلى أن بطاقة الأداء المتوازن تتضمن أربعة أبعاد، هي: بعد المستفيدين، وبعد العمليات الداخلية، وبعد التعلم والنمو، والبعد المالي. وتختلف الأهمية النسبية لهذه الأبعاد من منظمة إلى أخرى باختلاف أهدافها التي يتطلب تحقيقها وجود توازن بين الأبعاد الأربعة، وهي بمثابة خارطة استراتيجية تهدف إلى مساعدة المنظمات في ترجمة رؤيتها واستراتيجيتها إلى مجموعة مترابطة من مقاييس الأداء والمؤشرات بشكل يسهم في إنجاز أعمالها وأنشطتها عبر التنسيق بين الأداء الفردي والتنظيمي، وهذه المقاييس متوزعة على أبعاد متوازنة، وهي أن يتلاءم بعد المستفيدين في بطاقة الأداء المتوازن مع الخدمات التعليمية والتعلمية التي تقدمها المنظمة، وأن تتلاءم بعد العمليات الداخلية في بطاقة الأداء المتوازن مع الأنظمة والإجراءات التي تتبعها المنظمة لتحسين كفاءة أدائها، وأن تكفي الأبعاد الأربعة لبطاقة الأداء المتوازن لقياس الأداء الاستراتيجي، وأن يتلاءم بعد التعلم والنمو في بطاقة الأداء المتوازن مع التدريب والتطوير للموارد البشرية والمادية وتبني الأنظمة الحديثة، وأن تعد أبعاد بطاقة الأداء المتوازن ملائمة لمتطلبات الشفافية والمساءلة في المنظمة، وأن يتلاءم البعد المالي في بطاقة الأداء المتوازن مع توجه المنظمة نحو تحسين ورفع كفاءة الإنفاق.
وأخيرا يمكن القول إن لبطاقة الأداء المتوزان العديد من الفوائد؛ لعل من أبرزها: مساعدة المنظمات التعليمية المعاصرة في تحقيق أهدافها في ضوء رؤيتها ورسالتها، وإسهامها في إدارة الموارد البشرية بفعالية عبر تحفيزهم على أساس أدائهم، كذلك إسهامها في تطوير عملية الاتصال الإداري وفهم العمل من قبل العاملين فيها، وتوفير وسائل لقياس النتائج مع تقديم تغذية مرتدة عن إجراءات سير العمل فيها.