السنة 16 العدد 148
2021/10/01

إشراقة تستطلع آراء المجتمع الجامعي بعد عودة الدراسة حضوريًا


 

استطلاع: دائرة الإعلام والتسويق

 

عمل الطالبات:

فاطمة الشهومية

كاذية الوردية

روان الهاشمية

جهينة الحارثية

 

مرت أيام عصيبة على الكوكب أجمع دون استثناء أي بقعة جغرافية منه؛ مما أدى إلى توقف الحضور الشخصي لتلقي العلم أو إلقائه من منابره المعتادة والاكتفاء بالدراسة الرقمية -التعلم عن بعد- التي امتدت لما يقارب السنة والنصف؛ ولفرحة انقضاء مدة البعد والعودة لمنابر العلم؛ أبصرت إشراقة بضرورة خَوض زمام الحوار مع مختلف المجتمعات داخل جامعة نزوى، إذ استهدف الحوار الجهات الإدارية، ومجموعة من الأكاديميين، وبعض الطلبة بمختلف التخصصات العلمية، مما تحقق في الحوار:

  1.  استعدادات الجهات المختصة في الجامعة لتلقي الطلبة.
  2.  مدى تقبل الأكاديميين للدراسة عن بعد.
  3.  مشاعر وآراء الطلبة.

  إن المؤسسة التعليمية قائمة على نظام إداري فذ، لا يمكن التهاون في هذا النظام بأي جوانبه، ومن أهم الجوانب الإدارية التأهب لأي تحديات أو معيقات تتعرض لها المؤسسة التعليمية ومن هذا المنطلق، وخير دليل على تأهب الجامعة تفشي وباء كورونا، الذي أظهر مدى وعي المجتمع الإداري داخل الجامعة بأهمية العمل على السلامة لمرتاديها كما عملت على اكتساب الخبرة من المحيط بها.

 وأهم ما نبتدأ به التعرف على مدى استعداد الجامعة لتلقي الموظفين والطلبة المشتعلة بداخلهم مشاعر الحماس للعودة.

 

 

 

 

 

نحو الوقاية

طرحت إشراقة السؤال الأهم الذي يرتجي الجميع معرفة الجواب عليه، وما الإجراءات التي اتخذتها المراكز الإدارية في الجامعة؟

 صرح معهد التأسيس على أنه اهتم بالتواصل المباشر مع القبول والتسجيل لمعرفة أعداد الطلبة المقبولين وخطة التسجيل، وهذا من أجل توفير الكتب الدراسية والعمل على توفير المختبرات والقاعات الدراسية الكافية التي تحقق التباعد الاجتماعي، أما عن المكتبة فأعربت على لسان مديرها جمال السالمي عن استعدادها التام لاستقبال الطلبة عبر وضع كامل الإرشادات التعليمية والوقائية في جميع مرافق المكتبة، أيضا الالتزام بخلق بيئة صحية من طريق الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وأخيرا التنويه بأهمية استعمال جهاز الإعارة الذاتية.

 

 

الدكتور جمال السالمي - مدير مكتبة الجامعة

 

  ولا ننس نصيب الطلبة المهتمين بدراسة اللغة العربية لغير الناطقين بها، أنهم على أتم التأهب لاستقبال المنتسبين لهم من طريق توفير قاعتين دراسيتين مجهزتين بما يلزم؛ للحفاظ على السلامة الشخصية، وأيضا للحد من انتشار جائحة كورونا، بتعقيم غرف الصف والالتزام بارتداء الكمامة، وأيضا أضاف مركز ريادة الأعمال باهتمامهم بالتفعيل الإلكتروني، إذ أضاف ميزة الحجز المسبق للاستفادة من خدمات المركز، كما التزموا بالتقليل من الطاقة الاستيعابية داخل المركز من أجل الالتزام بالتباعد الجسدي.

 

لما هو قادم

  وبما أن الوضع الحالي متذبذب، لا بد من وضع خطط لأي تغيرات ومجريات قد تحدث في العام الدراسي الحالي، فكانت إحدى أهم النقاط التي أضافها معهد التأسيس؛ كون أن دراسة اللغة الإنجليزية على نظام جامعة كامبردج؛ لذلك وفرت التعليم المدمج لمنتسبيها لتكون المخرجات أكثر كفاءة. وفي المقابل إن مكتبة الجامعة وضعت قائمة التعامل مع الجائحة في جميع أرجاء المكتبة أيضا، فقد تم توفير مصادر مرجعية يستطيع الفرد التوصل لها؛ سواء أكان خارج الجامعة أم داخلها، كما أنها تسعى لتحقيق البيئة المناسبة لحضور المحاضرات المدمجة، وبالنسبة لمعهد الضاد، فقد وفر دورات لاكتساب الخبرة للعاملين في المعهد؛ إذ وفر دورات عن بعد لجامعات من خارج حدود السلطنة، مثل: جامعة كوبنهاغن 2020، وجامعة فيرجينيا تك الأمريكية 2021، ودورة خاصة لطالبة من إيطاليا.

وكانت هناك أيضاً دورات بالحضور المباشر، مثل: دورة جامعة كوبنهاغن الدنماركية 2021، ودورة جامعة آرهوس الدنماركية 2021، ودورة خاصة لطالبة من هنغارية.

ولأن الجامعة مهتمة للعودة إلى المقاعد الدراسية، فإن الفترة القادمة مهمة نظرا لأي طارئ قد يحدث، فجميع الجهات تأهبت لأي طارئ، فمعهد التأسيس يستمر في تطوير منظومته التعليمية واستكمال مسيرته الرائدة في تقديم خدمة تعليمية متميزة يشار لها بالبنان، وبالمقابل نجد مكتبة الجامعة مهتمة بمتابعة المستجدات الحديثة وتهيئة المكتبة لها، كما تهتم في توسعت الخدمات الإلكترونية المتاحة للطالب في مختلف التخصصات الأكاديمية، أما معهد الضاد فأشار إلى أنه ما من شكّ في أن انتشار مرض كوفيد19 كان سببا في ابتعاد كثير من الطلبة عن الدراسة لارتباطها بالسفر؛ لذا قد يكون هناك إقبال متزايد من الجامعات والطلبة الذين لهم عناية بدراسة اللغة العربية بعد فتح المطارات وعودة حركة المسافرين كما كانت. وقد دأب المعهد على نشر إعلانات الدورات باستمرار، ويُسَخِّر كل إمكاناته لاستقبال الطلبة الجُدد من أي دولة، وبالنسبة لاهتمام مركز ريادة الأعمال بالفترة السابقة، فقد حثّ على الاهتمام أيضا بالفترة القادمة، فمن أهم الوسائل التي فعلها مركز الريادة تقليل عدد الطلبة الحاضرين، والاكتفاء بالتواصل معهم من طريق البريد الإلكتروني أو برامج التواصل الاجتماعي، كما وضعت خطة تعليم الجانب النظري عن بعد والجانب العملي حضوريا، كما وفرت برامج ومنصات المحاكاة وتطبيقات البرامج الالكترونية، أيضا لديهم توقعات لأي طارئ في أثناء هذه الجائحة، فقد هيئ معهد ريادة الأعمال لتقيدم كافة خدماته مستقبلا حضوريا أو عن بعد 100%.

 

 

الدكتور أحمد الرحبي - مدير معهد التأسيس

  

عين هنا وأخرى هناك!

  ونظرا لمجهود الإدارة الجامعية، لابد أن عمداء الكليات أيضا مهتمين لعودة الطلبة، ولهم آراء سديدة في عودة التعلم، فقد أكدت كلية العلوم والآداب كما حدثنا الدكتور عيسى العامري –عميد كلية العلوم والآداب-، بحرصه على مرتاديها بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية المدرجة في قائمة الحد من انتشار فايروس كورونا، كما تم التنسيق بين كلية العلوم والآداب ودائرة التسويق والإعلام من أجل التواصل مع الطلبة والأكاديميين لإعلامهم بضرورة أخذ اللقاحات والتحصينات اللازمة شرطا لدخول المؤسسة، وتعاونت الكلية مع مكتب السلامة العامة على تجهيز القاعات الدراسية لاستقبال طلبتها الشغوفين، والتزمت كلية العلوم والآداب بقرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المتمثل بالتدريس الوجاهي بما لا يقل عن 70%، إذ قامت الكلية بتحويل المساقات ذات الكثافة العالية، خاصة ممن تزيد فيها أعداد الطلبة على (50) طالباً، إلى التدريس عن بعد وبما لا يزيد على 30%. وفيما يتعلق بأعضاء هيئة التدريس، فقد قامت الكلية بالتنسيق مع الموارد البشرية بالتواصل مع أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية وخاصة ممن يقضون إجازاتهم الصيفية خارج سلطنة عُمان، وحثهم على أخذ اللقاحات والتحصينات بأسرع وقت ممكن، والتأكد من التحاقهم ومباشرتهم لعملهم قبل بدء العام الأكاديمي؛ لضمان البدء في التدريس في الوقت المحدد، كما أن الكلية استعدت لأي طارئ قد يحدث مستقبلا، فوضعت بنسبة 20% من التعليم الإلكتروني وبنسبة 80% التعليم الوجاهي، وتنسق الكلية بشكل مستمر مع مركز نظم المعلومات لعقد ورش تدريبية مستمرة؛ بهدف إكساب أعضاء هيئة التدريس المهارات اللازمة في التدريس ومواكبة التطورات الحديثة للتقنيات التعليمية.

 فيما أشار الدكتور أور كوسامي –عميد كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات- إلى أن الكلية حرصت على تحديد الفصول الدراسية المبنية على التباعد الجسدي خطة أساسية في عمل الجداول الدراسية لطلبتها والمساقات المدرجة في خطتها الفصلية، ثم بدأ عملية تعقيم الفصول الدراسية وأجهزة الحاسب الآلي المستخدمة في عملية التدريس، كما نشرت ثقافة التعامل مع الجائحة عبر الملصقات المعلقة على جميع أرجاء الجامعة، وصرح كذلك أن الخطة التعليمية هي خطة متطورة يجب ألا تتوقف في التطوير، سواء في وجود الجائحة أم دونها، كما أن آراء الكلية لا تأتي من فرد واحد، إنما من جميع الطاقم التدريسي والإداري في الكلية؛ من أجل سهولة التكييف والتعامل مع المتغيرات، كما أن خططهم المستقبلية للفترة القادمة تتراوح ما بين الترصد لأي أخبار تخص الجائحة وتثقيف الطلبة بشأن التطعيم والتعامل معه؛ تحسبا لأي موجة جديدة وبين فوائد التعليم من شبكات المعلومات.

 

 

الدكتور أوركوسامي - عميد كلية الإدارة والاقتصاد ونظم المعلومات

 

استجابة سريعة

قال الدكتور حسين علي آل عبد القادر -عميد كلية الهندسة والعمارة-: "إن من أهم الإجراءات المتخذة لعودة الطلبة، الذي زاد من فاعليتها، شعور الحماس المتبادل بين الطلبة والأكاديميين في الكلية، فاتخذت أول خطوة بتعقيم المختبرات والفصول الدراسية وتهيئتها لاستقبال الطلبة، كما أنه تم التعاون مع عمادة القبول والتسجيل على حصر أعداد الطلبة في القاعة الدراسية الواحدة، وتفعيل التعليم المدمج، والتأكد من صلاحية أجهزة القسم". كما أضاف أن تقديم الإرشاد والنصح للطلبة، وحثهم على اتباع التعليمات الصحية الصادرة عن الجامعة ضمانا لسلامتهم مهم من أجل استمرار العملية التعليمية داخل الحرم الجامعي بالشكل الذي يتم منه تحقيق مخرجات التعلم لكافة المقررات المطروحة. ولأن كلية الهندسة والعمارة أكثر اعتمادها على الشق العملي؛ تطلب منها أن تكون من السباقين للاستجابة للتغييرات السريعة في أنظمة التعليم والتعلم، وكذلك مواكبة التطور التكنولوجي في المجال الأكاديمي والتطبيقي، وبسبب الفترة السابقة الطارئة التي مرت بها الدراسة فالآن نستطيع قول إن جميع الكادر الأكاديمي والطلبة لديهم القابلية في التعامل مع التعليم الإلكتروني، ومن المجريات التي تهتم بها الكلية في جانب العودة، نظرتها لعدم انقطاع الطلبة عن الحضور أو الاستمرار بالتعلم عن بعد، واستعمال المنصات التعليمية المختلفة، والاستفادة من كفاءتها وتوفرها إضافة إلى التعليم حضورياَ داخل الجامعة، إذ يتم الاستفادة من الوقت والمكان وكذلك كمية ونوعية المقررات التي سوف يتم تدريسها للطلبة.

 ولأن كلية الصيدلة والتمريض يطغى فيها الجانب العملي على الجانب النظري، فاهتمام الكلية واسع في مجال عملية توزيع الطلبة على المساقات العلمية حسب الإجراءات المتبعة من قبل مكتب الصحة والسلامة بالجامعة، وقد توجهت الكلية بالتنسيق مع المؤسسات الصحية في السلطنة لاستيعاب طلبة التدريب العملي، وإصدار المراسلات والجداول الخاصة بالتدريب الميداني، وفي اجتماع مجلس كلية الصيدلة والتمريض الأول لهذا العام الأكاديمي، عرض الأعضاء استعداد كافة الطلبة بشأن تلقي اللقاح، خصوصا الطلبة المسجلين في مساقات التدريب الميداني، وكذلك التأكد بأن كافة مشرفي التدريب قد تلقوا جرعتي اللقاح، ولعملية استمرار الدراسة في كلية الصيدلة والتمريض التزمت الكلية بإدراج بعض المساقات العلمية عبر التعلم الشبكي؛ لسهولة التعليم والانتقال السلس بين المواد الدراسية دون تعقيد، أما بالنسبة للفترة القادمة فالكلية تتوقع الاستمرار في حال الاستقرار في الخريطة الوبائية وعودة أكبر للحياة الطبيعية.

 

 

 

 

ولأن عملية التعليم أيضا كانت واحدة من المتغيرات التي تغيرت باستمرار طوال الجائحة، إذ إنها مرّت بفترات مبهمة نوعا ما، وفترات تجارب لحين إيجاد وضع يتناسب مع كل من يشكلون جزءا من هذه العملية التعليمية، ويتناسب مع وضع الجائحة المتقلب، و بحديثنا مع الدكتور حسين الحارثي - أستاذ مساعد في قسم التربية والدراسات الإنسانية ومساعد العميد لبرامج الإنماء الطلبةي- عن تجربته مع نظام التعليم عن بعد، أكد على أن الوضع في بداية الأمر كان مليئاً ببعض الأفكار المبدئية بشأن الحياة بشكل عام، التي تجمع ما بين الأمل بنهاية فترة الجائحة في القريب العاجل - خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة - والخوف من استمرار الجائحة، وعن تجربته لهذا النوع من التعليم، فقد استعمل ولا زال يستعمل المنصات، مثل: الجوجل ميت منصةً للمحاضرات، والتقنيات المعتمدة من الجامعة، مثل: الموديل والمنظومة التعليمية؛ لرفع المواد التعليمة وإرسال الإشعارات للطلبة والمعنيين بالأمر. وحث الجميع ليكونوا جاهزين بوسائل العرض، ووسائل نقل المعلومة منذ بدء العملية التعليمية. ومن المواقف غير المألوفة التي قد تثير الحرج في نظام التعليم عن بعد، انقطاع شبكة الإنترنت والاضطرار للدخول مرة أخرى؛ مما سبب بعض المعوقات في وتيرة التعلم؛ كون أن الشبكات الأرضية ضعفت، أما عن المواقف السلبية التي قد حدثت في أثناء تطبيق هذا النوع من التعليم، فيستذكرها معنا بأن هنالك بعضا من الطلبة بمجرد الانضمام إلى المحاضرة يغلق ناقل الصوت ويذهب للنوم أو لإنهاء أعمال أخرى، و يؤكد لنا الدكتور حسين الحارثي أن الأمر لا يخلو من الجوانب الإيجابية، فيرى بأن الجلوس في المنزل مع الأسرة في تلك الفترة وتناول الغداء في وقته، ومعرفة ما يدور في المنزل في حينه له دور في زيادة الألفة والترابط، إضافة إلى تجنب مخاطر الطريق ذهابا وعودة من وإلى العمل أو لغيرها من الأعمال، و يرى بأن التعليم المباشر هو أفضل الخيارات، ولو خير فسيختار التعليم المباشر؛ وذلك لأمور عدة، منها: يتيح التعليم المباشر المجال للتعرف على الطلبة عن بعد وتقييم أدائهم، وأنه مرتبط بمتابعة حضور وانضباط الطلبة في أثناء المحاضرات، وأن التعليم الوجاهي والمباشر يساعد على التعرف على مشاعر الآخرين (الطلبة) والتفاعل معهم.

 

رُب ضارة ...

  وفي حديثنا مع الدكتور محمد فيصل - أستاذ مساعد في كلية الهندسة والعمارة ورئيس قسم العمارة والتصميم الداخلي -، يرى أن لا  عن التعليم المباشر في حرم الجامعة، إذ إن لهذا النوع من التعليم الأثر الكبير لفهم وإدراك الطالب لمساقاته التعليمية، كما أنه حرص على أن يتم تعليم طالب السنوات الأولى من تخصصات قسم العمارة بنظام التعليم المباشر؛ كي يتأسس جيدًا في تخصصه الدراسي، ويرى الدكتور فيصل أن جائحة كورونا في بدايتها قد سببت القليل من الإرباك في العالم بأسره؛ خاصة أنه كان وضع مفاجئ للجميع، ومع مراعاة الفروقات في مهارات استخدام الحاسب الآلي والمنصات التعليمية ووجود شبكة الإنترنت من عدمها، خاصة أنه في بعض المساقات العملية تتطلب التفاعل الدائم بين الطالب والمحاضر، وحدوث المناقشات في أثناء عملية التعليم؛ لذلك كان التحدي الأكبر في كيفية إيصال المعلومة للطالب، هذا وقد حدثت بعض التغييرات في طريقة تقييم المساق واستبدال بعض طرق التقييم بأخرى وتغيير نسب تقسيم العلامات.

كما استذكر معنا الدكتور فيصل أن فترات تقييم بعض المساقات العملية بقسم العمارة والتصميم الداخلي مُددت إلى شهر سبتمبر؛ لإعطاء الوقت الكافي للطالب للعمل من جديد بنفس نهج نظام التعليم الجديد، وقد كان لهذا الأمر الوقع الجيد للجميع، ومن المواقف التي حدثت معه رئيسا لقسم العمارة والتصميم الداخلي، أن الطلبة الخريجين للقسم اضطروا إلى المكوث في الحرم الجامعي في أثناء الجائحة مدة قد تصل لقرابة الشهرين من أجل الانتهاء من مشاريع التخرج بشكل كلي، خاصة أن بعض الطلبة قد تختلف قدرة تحمل أجهزتهم عن أجهزة الحرم الجامعي التي تكون مؤهلة لهذا النوع من الأعمال.

  وعند حديثنا مع الدكتور ماجد السلماني –أستاذ مساعد في قسم علوم الأحياء الطبية – عن آلية التعليم الذي اتبعها عند بدء الجائحة، فقد بادر بالتواصل مع شركات عدة تختص بالعلوم الإحيائية الطبية؛ لتوفير نظام يساعد الطلبة على إكمال تجاربهم العلمية بنظام التعليم عن بعد، كما أنه اهتم بتوظيف مهارات البحث لدى الطالب في العملية التعليمية طوال فترة نظام التعليم عن بعد. ويرى أن كل طالب يجب أن يطور هذه المهارة لديه لأهميتها في المرحلة الدراسية، وقد كان الدكتور ماجد من الأشخاص الذين استطاعوا أن ينجزوا الكثير في هذه الجائحة، إذ إنه استغل فترة التعليم عن بعد بحضور العديد من الورش والمؤتمرات التي كانت سابقا تأخذ من وقته الكثير وتكلف الكثير، أيضا في الجائحة استطاع الفرد أن يحضر أحداثا عدة في نفس الوقت بأقل التكاليف، وهذا يساعد المرء بتوسيع نطاق معرفته، كما نوه بأهمية استمرار عملية التطوير لنظام التعليم عن بعد، وتوسعت أكثر؛ لما كان لها من الفائدة للجميع. كما أن أبرز أساليب التقييم الذي اعتمدها كانت أن تتحول جميع المُقيمات للمساقات الدراسية إلى مُقيمات تتطلب فهم الطالب من أجل الإجابة عليها، لضمان فهم الطالب فعليا للمادة العلمية.

 

مآرب أخرى

  وبحديثنا مع الدكتور ممدوح زكي – أستاذ مساعد في قسم العمارة والتصميم الداخلي بكلية الهندسة والعمارة – عن تجربته لنظام التعليم عن بعد، أوضح لنا بأنها لم تكن التجربة الأولى له في هذا النوع من التعليم؛ إذ إنه قد سبق له أن خاض في هذا المجال، لذلك كان من السهل عليه التأقلم سريعا مع كل التغيرات التي حدثت، كما أنه استطاع أن ينجز في عملية تعليم المساقات العملية بسرعة من طريق استخدامه لطريقة مشاركة كل طالب لعمله على الشاشة والبدء بالمناقشة لكل خطوة تم عملها، وبذلك ضمن بأن الطالب ما زال يعمل على مشروعه العملي ولم يتوقف، ولكن من أبرز التحديات التي حدثت له في بادئ الأمر، صعوبة التوصل إلى الطلبة بعد رجوعهم إلى المنازل، ولكن تم التغلب على هذه المشكلة في أسرع وقت، واستذكر لنا مشكلة الإنترنت التي كانت تنتشر بين الجميع، وكيف أنه في بعض الأوقات يجد الطالب نفسه غير قادر على الدخول لمحاضرته بسبب ضعف شبكة الإنترنت أو انعدامها، وقد حاول إيجاد طرق أخرى لإيصال المعلومة للطالب؛ مثل: استخدام المقاطع المرئية والمقالات المتعلقة بالمساق الدراسي وغيرها من الطرق التي سهلت توصيل المعلومات للطلاب، ويرى الدكتور ممدوح أن التعلم عن بعد نظام جيد ولكنه بحاجة إلى نشر ثقافته للجميع وتطويره باستمرار لما له من وقع جيد على مستويات عديدة.

 ويشاركنا الدكتور عيسى الحوقاني – أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم – تجربته مع نظام التعليم عن بعد، إذ إنها لم تكن التجربة الأولى، فقد مارس هذا النوع من التعليم في إحدى المؤسسات التعليمية بالسلطنة قبل الجائحة، ويرى الدكتور عيسى أن نظام التعليم عن بعد قد وفر الكثير على الطالب من حيث المسافات المقطوعة، أيضا أسهم نظام التعليم عن بعد في تشجيع الآخرين من خارج المؤسسات التعليمية لإكمال دراستهم إن كانت في الشهادات الأولى أو الشهادات الخاصة بالدراسات العليا، ويرى الدكتور عيسى بأن نظام التعليم عن بعد قد شكل بعض الصعوبات على الطلبة الذين يصنفون من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهنا يستذكر معنا موقفا قد حدث له مع أحد الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي كان يضطر للسفر إلى ولاية أخرى من أجل الحصول على شبكة انترنت كافية، ناهيك عن أن بعض الطلبة لم يكونوا يمتلكوا أجهزة حاسب آلي؛ مما شكل لديهم بعض المعوقات لتسليم المقرر عليهم، وأكد الحوقاني على أن نظام الاختبارات يجب أن يتغير في نظام التعليم عن بعد، إذ إنه يجب أن تكون آلية التقييم مبنية على التأكد من فهم الطالب للمساق الدراسي لتجنب حالات الغش التي قد تحدث، كما تمنى الاستمرار على نظام التعليم عن بعد، وأن لا يتوقف بتوقف الجائحة؛ لأن من الصعب أن تذهب كل المبادرات والإنجازات الخاصة بهذا النظام دون الاستفادة منه جيدا؛ بل يجب العمل على تطوير هذا النظام من التعليم بشكل مستمر.

 

 

 

 

 أما عن الدكتور وائل خضير – أستاذ مساعد بقسم العمارة والتصميم الداخلي والديكور بكلية الهندسة والعمارة- فقد استغل نظام التعليم عن بعد بإيجاد برامج تسهل من إنجاز المقررات العملية للطلبة بأسرع الوقت، ويرى أيضا أن نظام التعليم عن بعد قد عاد بفائدة خاصة للأشخاص الذين يسلكون سلك العمل، ولكن في الجانب الآخر، يرى الدكتور وائل أن التعليم المباشر هو الأفضل دوما؛ لأن الحياة الجامعية وما يحدث من مناقشات وطرح بداخل القاعات التدريسية لا يمكن تعويضها بنظام التعليم عن بعد، وأكد على أن نظام التعليم عن بعد بحاجة للكثير من الإمكانات؛ أهمها: القدرة في التعامل مع الحاسب الآلي وحل المشاكل التي ممكن أن تواجه الفرد في أثناء استخدامه، وإمكانية توافر المنصات التعليمية التي توفر بيئة مقاربة لبيئة القاعة التدريسية.

وأشار الدكتور وائل أيضا إلى إمكانيات برنامج الـ Moodel  الذي أسهم في تسهيل العملية التعليمية للجميع؛ إن كان عبر ميزة عمل اختبارات الاختيار المتعدد، أو إمكانية تحميل تسجيلات المحاضرات بداخله، وإمكانية تحميل المادة الدراسية المكتوبة أيضا بداخله، ويرى الدكتور وائل أنه يجب الاستفادة من كل مميزات نظام التعليم عن بعد، وتوظيف هذه المميزات في نظام التعليم المباشر حتى وإن انتهت الجائحة لاحقا.

 

مشاعل العلم

وينظر الأغلب إلى أن العودة للدراسة حضوريا أشبه ببدء الكرة الأرضية في الانتعاش من غيبوبتها التي دامت عاما ونصف؛ ما بين صحو مفاجئ ونوم مفاجئ وركود عارم في مجرياتها؛ لذا ترجم طلبة العلم بجامعة نزوى أحاسيسهم الفَرِحة وهواجسهم جراء تلك التحديات.

فقد ذكر الطالب أيوب بن يعقوب الراشدي -طالب ماجستير- أن العودة للدراسة بالنسبة له هو العودة للحياة، وأضاف أنه سعيد بالحضور لما لاقاه من صعوبة في التعلم عن بعد؛ موضحا إحداها وهي الصعوبة في تلقي الاستفادة الكاملة من المناهج العلمية، كما أنه أعرب عن تقبله للدراسة الحضورية كونه أكثر المؤيدين لها لمتطلبات مرحلة الماجستير في المناقشة المستمرة مع المحاضر والطلبة، كما أنه وصف مشاعره بالسعادة جراء العودة للمقاعد الدراسية والالتقاء بالزملاء الذي لم يستطع رؤيتهم منذ بداية الجائحة، واعتبر أن العودة للدراسة بداية مبشرة لزوال الجائحة بإذن الله، وأضاف أن عودت الدراسة تقتضي مجابهة بعض التحديات التي يعد تحور الوباء بكثرة من أهمها.

 

 

أيوب الراشدي

 

  كما قال الطالب أمجد بن سيف الرواحي إن العودة إلى الحياة كان أمرا محتوما؛ فرحمته جل شأنه غيرت جميع المقادير؛ لذا آن أوان الأُمنيات واللهفة، وأضاف أنه كان يترقب قرار العودة على بصيص الأمل والدعاء الدائم، مؤكدا على أن الدراسة الحضورية أفضل لتوفر السبل اليسيرة والوافرة التي تساعد الطالب على التلقي والمشاركة، كما أنّ الوسيلة التعليمية كلما كانت أقرب إلى حواس الطالب نتج عنه سرعة الاستجابة والدافعية، وتمتزج المشاعر بين السرور والبشاشة وبين الارتباك والحيرة، فالعودة بعد غياب طويل كهذا يعد نقطة تحول محفوفة الصعاب؛ لأن الفايروس ذا نفوذ عالي وتحور مستمر، فلابد من التحديات في التعامل معه. وأردف أن أكبر التحديات الممكنة صعوبة التأقلم على الحياة التي كادت أن تختفي ملامحها بعد مدة من التباعد والتواصل الذي بات محكوما بالحديث دون الاقتراب والوجوه الملثمة.

 وذكرت الطالبة أماني بنت عبد الله العويسية أن في لحظة قرار إعلان العودة للدراسة حضوريا انتابتها مشاعر التحفيز والهمة ممزوج بالفرحة العارمة للالتقاء بزميلات الدراسة في رحاب الجامعة، كما أنها ترى أن العودة للدراسة الحضورية مجدية أكثر من التعلم عن بعد؛ وذلك للتجاوب السريع مع المحاضرين وسهولة تلقي المعلومة، ممزوجا بمشاعر الفرح وتجديد الهمة والنشاط. ولأن الوضع المتذبذب يرعب الطلبة، فمن وجهة نظرها أن أهم التحديات التي تواجه الطالب الانتقال من مستوى إلى مستوى آخر وبعض التحديات الجامعية، كما ترى أن قرار التعليم المدمج يعد أهم تحدي تواجهه لتساؤلها عن مدى قدرة الموازنة بين مواد التعليم الحضوري ومواد التعليم المدمج.

 

أمجد الرواحي

 

 وبالنسبة للطالبة سارة بنت سليمان الساعدية، رأت أن القرار أتى مفاجئا ولكن اتخذته بأريحية محفوفة بالاحتراز من أجل التفاعل مع القرار ومحاولة مواكبة التجهيزات للعودة بحماس، وتجد أن الدوام الحضوري هو الأنسب لتلقي المعلومة بشكل مباشر، ومشاعر الحياة الجامعية وما تصنعه من شعور مختلف في نفوس الطلبة، وترى أن تحمل المسؤولية وأمان وسلامة الطلبة ليس تحديا؛ إنما واجب على الجميع، ومن التحديات التي تعتقد أنها ستواجهها في إكمال مسيرتها العلمية حضوريا هو الضبط الذاتي للالتزام بالوقت والشروط التي وضعتها الجامعة.

 وذكرت الطالبة نور بنت ناصر التميمية، أنها إيجابية كثيرا من ناحية قرار العودة كونها على مشارف التخرج، وتفضل الدراسة حضوريا لتساعدها أكثر على فهم الدروس بشكل ممتاز. كما أنها تتيح فرصا أكبرا للمشاركة والنقاش، أيضا تتيح لهم نطاقا معرفيا أوسع من المعرفة والتطلعات الثقافية مقارنة بالطرق الأخرى للتدريس. وقد انعكس هذا الأمر على مشاعرها التي باتت تنم عن السعادة والفرح لعودتها؛ وذلك يتيح لها المناقشة وتبادل الحوار والمعارف مع فئة أكبر ومن فئات عمرية مختلفة، وترى أن الكثير من التحديات ستواجه الطالب؛ مثل تنظيم الوقت بين مراجعة الدروس وتحضيرها. وهنا نجد أن إدارة الوقت تصبح مشكلة يعاني منها الطلبة بشكل عام، والطلبة الجدد خاصة، إذ يواجهون فترات ضغط دراسي لا يترك لهم وقتاً كافياً لأداء الواجبات والالتزامات الدراسية الأخرى، وبين الفترات التي يقضونها خارج أوقات المحاضرات، وأيضاً الصبر لتحمل صعوبة بعض المواد الدراسية وكيفية التواصل مع أستاذ المادة.

 

سارة الساعدية

 

 وبالمناسبة قال الطالب كاظم بن خصيف الزكواني: "إن العودة للدراسة من الأخبار المبهجة له كونه طالبا جامعيا؛ لأنها تتيح له فرصة اللقاء مع الأصدقاء، والرجوع للتعلم في البيئة الجماعية". كما أنه متشجع بكثرة للعودة حضوريا لإتاحة بيئة العمل الجماعي، وأجاب أنه يفضل الدراسة حضوريا كون أن تخصصه -التمريض- يتميز بالطابع الاكلينيكي؛ ويعتمد كسب المهارة في تخصصهم من طريق الشق العملي، ولكون تخصصهم يعتمد على التدريب صرح بدراستهم الحضورية في فترة تعليق الدراسة المستثنى منها تخصصهم فقال: "وجودنا نحن فقط فالجامعة كان مختلفا"، وهذا مما يميز طابع الدراسة حضوريا، وأضاف بوجود التحديات التي تواجه الطالب والجامعة بما أن الجائحة لم تنته إلى الآن، ومن ضمن هذه التحديات الالتزام بالاحترازات الوقائية، متمنيا عدم إصابة أحد بهذا الفيروس.

 وقالت الطالبة ميثة بنت خميس الخنبشية: "إن القرار كان مفاجئا لذا اختلفت الأولويات، فقد كان القرار فرصة لإعادة ترتيب طرق المذاكرة"، معبرة هن أنها تؤيد الدراسة الحضورية؛ فمهما تطورت التكنولوجيا يبقى وجود الدراسة الحضورية طابع خاصة لها من طريق الفهم والمعرفة، إذ تحس بفخر العودة كون أن السلطنة استطاعت أن تتخطى الذروة وتخطو خطوة جادة في العودة للدراسة الحضورية، مع أهمية الالتزام بالوقاية مهما رأينا أن الحياة تعود للحياة.

  وأشار أيضا الطالب عدنان بن عبد الله التوبي، مع صدور قرار العودة إلى الجامعة حضورياً بعد الأزمة التي مرت بها البلاد والعالم بسبب جائحة كورونا، إلى أنه كان شعوراً لا يوصف؛ بعدما ظللنا باقين في المنازل لما يقارب السنة والنصف، كما أضاف أنه مهما تعددت أشكال التعلم يبقى التعلم التقليدي الحضوري أنجح أشكال التعليم، كما أنه يرجح الدراسة حضوريا لزيادة الفاعلية بين الطالب والمحاضر، وتطور مهارات التحدث والإلقاء أمام الجمهور، وبالنسبة للتحديات التي يرى أنها ستواجه الطالب كيفية تقبل العودة للدراسة حضورياً بعد الاعتياد على الدراسة عن بعد لسنة ونصف، وأيضا مسح التباعد الاجتماعي الذي ترسخ لدى الجميع بسبب الجائحة وأصبح عقبة للبعض بشأن العودة. ولا ننس الفجوة التي خلفتها هذه الجائحة في نفوس الكل والأمراض النفسية التي تبعها اكتئاب وخوف ملازم غير متحكم به.

في الختام يتضح لنا أن البيئة الجامعية مهيأة لاستقبال الجميع، كما أنها تعمل على توفير كافة سبل الأمان لمرتاديها، وتسعى جميع الوحدات الإدارية والأكاديمية والطلبة للالتزام وعدم التهاون في التعامل مع الجائحة، رغم ترف المشاعر التي يكنوها لبعضهم بعضا.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة