ذكريات خريج ... الإقدام يصنع الحقيقة، والموهبة نبع ناضب
ليلى بنت خلفان الرحبية، أخصائية توجيه وظيفي في مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين في جامعة نزوى، نشأت في أسرة مكافحة علمتها الاعتماد على النفس وتحمل المسؤوليات منذ الصغر، ومواجهة الحياة بحلوها ومرها، طموحة ومتفائلة جداً؛ بيد أنها تعبّر عن سعادتها بما وصلت إليه إلى حد الآن.
فرصتك ... مستقبلك
التحقت ليلى بجامعة نزوى في العام الأكاديمي 2006-2007 في تخصص اللغة الإنجليزية والترجمة، تقول: "أتذكر تماماً اللحظة الأولى التي دخلت فيها جامعة نزوى وكأن المشهد يحدث أمامي الآن، كتبت يومها في مفكرتي أن وجودي في جامعة نزوى سيكون استثنائياً وأن الفرصة لن تتكرر مرتين؛ بتحقيق جل ما أرغب به. وقد كنت رئيسة للمجلس الطلابي في دورته الثانية، كما أسست مع زميلاتي وزملائي مجموعة اللغة الإنجليزية والترجمة، التي كانت في أوج نشاطاتها وعطائها. وقد شاركت بورقة بحثية في مؤتمر الشارقة الطلابي الرابع".
وتضيف الرحبية: "كنت عضواً فاعلاً في النادي العلمي، وكرمت من قبل الجامعة لثلاث سنوات متواصلت على الصعيدين الأكاديمي والمشاركة في الأنشطة الطلابية".
ليلى اليوم!
تتحدث ليلى عن سنوات الدراسة بقولها: "ذللت جامعة نزوى لي التحديات، أذكر جيداً الظروف المادية التي كنت أمر بها، ولكن بفضل الله تعالى وصندوق مساندة المتعلمين استطعت اجتياز هذه العثرة، فالتحاقي ببرنامج (إسناد) صقل شخصيتي الإدارية وعزز المهارات التي احتاج لأصبح ليلى اليوم، بالإضافة إلى حرية ممارسة الأنشطة الطلابية والمشاركة في البرامج والمناشط الثقافية داخل وخارج المؤسسة؛ كله أسهم في تعزيز هويتي وثقتي بنفسي، الحقيقة أن جامعة نزوى أسهمت بشكل مباشر وغير مباشر في اكتشافي لذاتي والمهارات الكامنة لدي، حتى الخوف الذي كنت أشعر به وأنا أقف لأقدم عرضاً في الفصل بين زملائي تلاشى مع الوقت؛ بسبب التجارب التي خضتها خارج قاعات الدراسة، التي صقلت لدي مهارات التحدث ومخاطبة الجمهور وعززت الثقة بالنفس. في جامعة نزوى كان الجميع بلا استثناء بمثابة الأخ الداعم".
ذاكرة توّاقة
يمر الحنين لمقاعد الدراسة على ذاكرة ليلى ربيعاً تتمنى لو أن تعود زهرة تنمو فيه، إذ تقول: "عندما ألتقي بإحدى زميلات الدراسة أو بأحد معلميّ يأخذني الحنين مباشرة للصف الدراسي والكرسي والسبورة والنقاشات التي تحدث داخل الفصل، نتذكر المواقف بتفاصيلها وتستعيد معنا الذاكرة تفاصيل، تقول بعدها آآه لو أعود طالبة مرة أخرى".
تقول الرحبية: "أتذكر جيدأً أول معلم لي في السنة التأسيسية اسمه (روبرت) بريطاني الجنسية، كان يقول اسمي روبرت واختصار اسمي روب وروب بالانجليزي يعني “yogurt”، وأتذكر أستاذ مادة علم الاجتماع عراقي الجنسية كان معلماً حازماً فطناً حتى خطواته وهو قادم للفصل عالقة في ذهني من شدة ارتباكنا حتى من حضوره، حصلت على “A” في مادته ليس حباً في المادة ولكن خوفاً من الأستاذ، حقيقة أكاد أتذكر جميع من قابلتهم في مشواري طالبة جيداً سواء من المعلمين أم الإداريين".
لم تنقطع علاقة ليلى بجامعة نزوى؛ بل تعمل الآن فيها، تعبّر عن امتنانها للجامعة بقولها: "أكن لها خالص الامتنان والتقدير حتى في السنوات التي تخرجت فيها من الجامعة، ولم أكن أعمل بها لم انقطع عن زيارتها البتة، كانت وما زالت مولد الطاقة التي أشعر فيها بأنني شخص قابل للعطاء. أتمنى لجامعة نزوى أن تصل لمرتبة نفاخر بها نحن الخريجين".
موهبتك مصدرك
اليوم بفضل الله أصبحت ضيفة حوارنا أما عاملة حاملة لشهادة الماجستير، ولديها الشغف في مواصلة تعليميها. تقول: "أنا لست بمكان للنصح ولكن ما أستطيع قوله أن من منّ الله عليه بالموهبة فعليه الاعتزاز بها واستثمارها خير استثمار، فكله يعود عليه بالنفع ويخدمه مستقبلاً، كما أن المواهب قد تتحول لمصدر دخل للفرد إن حسن استثمارها".
وتضيف: "نحن الطلبة نتذمر أحياناً كثيرة من الجداول الدراسية أو سلوكيات بعض المعلمين أو الوحدات السكنية أو ضغوطات ومتطلبات المساقات، لكن ما أود التأكيد عليه أن كل ذلك سيمر؛ ولكنك ستكسب العديد من المهارات التي ستهيأك بلا شك للمستقبل، اعتبر كل ما تمر به تحدٍ أنت قادر على تخطيه بأقل الخسائر، القليل من الصبر مع تقديم المبادرات والسعي الحثيث ستصل لغايتك".