السنة 16 العدد 148
2021/10/01
غربة الموطن أتحسسها في خطوات مشيه المخزونة بالصبر، فقد كان يستثقل تلكَ الخطوات التي تلامس ذلك الممر الترابي الضيّق، ويحاول إنكار ذلك الإحساس الصادق الذي يدفعه للعودة، فيحبس أنفاس حروف الشوق ويبتلعها حتى لا ينطق بها لسانه، ولكن كيف يخفيها وتعابير وجهه تحاصره وتفضحه؟! فكلما سمع اسم موطنه تنبسط الدموع في عينيه، وتضفي عليه ملامح الإنسان الذي تاق لرؤية أحبابه، لا أدري من هم، ولكن قد تكون أم يقبلها كل صباح، أو زوجة يسند رأسه على كتفها الأيمن فيهدأ أيّ شعور يربكه، أو ابنة تحكي له عن رفاق المدرسة وربطة شعرها الجديدة، أو قد يكون ابنا بارا يخبره عن جاهزيته للعمل في إجازة الربيع؛ كي يساعده في دفع مصاريف المنزل، أو أصدقاء تؤلّف بين قلوبهم الهموم فيتشاركونها في سهرة طويلة، ويطلقون القليل من الضحكات الحرة.