السنة 16 العدد 148
2021/10/01

عُدتم من حيث بدأتم

 

سعود الصقري

دائرة الإعلام والتسويق

 


 

 

نحبُّ صخبهم والفوضى البريئة التي يخلفونها بين زوايا الجامعة المختلفة وأروقتها. حين أرهقنا كوفيد 19 بكل تحولاته البغيضة، التي جعلتنا نفتقدُهم دون سابق إنذار، كنا -رغم كل شيء- ننتظرُ عودتهم بفارغ الصبر؛ إيمانًا ويقينًا أن الجامعة لا تكتمل فصول قصتها الجميلة إلا بهم. 

قرابة عام ونصف العام ونحنُ هُنا نفتقدُ طلبتنا الأعزاء، نفتقدُ حضورهم في فصولهم الدراسية التي نمرُ عليها وهي ترنو لجدهم وهزلهم، لضحكاتهم  وحديثهم العذب مع معلميهم، تفتقد حتى قلقهم الذي كان علامة بارزة فيهم؛ كون أنهم يسعون لتحقيق أهدافهم بأفضل المستويات والمعدلات. 

الأنشطة الطلابية والفعاليات والبرامج الكثيرة التي كانوا فيها، ونحنُ معهم، نجد متعة بكل عزفٍ منفردٍ من إبداعاتهم وسمو أفقهم وحروفهم التي تتراقصُ بين إبداعٍ وآخر. الشهباء و الحزم وغيرهما؛ جميعهم كانوا يبحثُون عن حضورهم ونقاء سريرتهم بين الحين والآخر.

عامٌ أكاديميٌّ جديدٌ بعد عاصفة كوفيد 19 التي سنتغلبُ عليها بإيماننا الشديد بحب الله لنا وحب أوطاننا. سنتغلبُ على تلك الجائحة التي أرهقت الجميع، وستعودُ الحياة كما كانت، وسنعودُ معها أجمل، وسنكتبُ أننا خُلقنا لنحيا وسنحيا لنعبد الله بكل قوانا ومفرداتنا التي نحملها لغدٍ أجمل.

أتعبنا دون شك (فيروس كورونا) وأتعبنا بُعد طلبتنا عن جامعتهم طوال تلك المدة. نعم طويلةٌ كانت بكل المقاييس؛ لكن ها هي الأمور تعودُ من جديد شيئاً فشيئاً. الحياةُ تدبُ من جديدٍ في شرايين هذا الصرح العلمي الشامخ بطلبته الأعزاء. نعيشُ البدايات الأولى للعودة، وسنستمرُ بالبحثِ عن التفاصيل الأخرى والعودُ أحمد.

بعودتهم بدأت الحياة مختلفة، حضور وزحام ولكن بحذر، سنبقى محافظين عليه حتى ينتهي هذا الوباء. حديثٌ هُناك وابتساماتٌ وضحكاتٌ وأمنياتٌ متسارعة. الكلُّ يهرول نحو قاعات الدراسة شوقًا لكل شيء متجدد وفريد. جميعهم يحملون أمنيات وأحلام رائعة، يسعون إلى تحقيق بداياتها من هُنا من جامعة نزوى مروراً إلى سوق العمل والحياة التي ينشدونها بعد ذلك. 

بالنسبة لي هذه المشاهدُ تسعدني كثيراً جداً؛ لأنني أرى فيها أبنائي وبناتي وهُم يكبرون أمامي؛ ينتقلون من مرحلة دراسية إلى أخرى إلى أن يصلوا إلى ذلك اليوم الذي سأراهم في ليلة تخرجهم والسعادة تملأ وجوههم المشرقة ولسانُ حالهم يقول: 

بذلنا كُلّ  جهدٍ والأماني  ... تُعانقنا ونحنُ بها نسيرُ

سائرون أيها الطلبة الأعزاء معكم جميعًا. نهيئ لكم عناوين الحياة الجامعية بكل مقدراتها. يدنا تمتدُ لكم لنصل بكم ومعكم إلى الأهداف والغايات لبناء الأوطان. بكم تكتمل المشاهدُ الجميلة، وبكم تكتملُ القصيدة في بحورها المتنوعة وعزفها الجميل.

 

عُدتم والعودُ أحمد ...

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة