كلماتي
د. عيسى بن سعيد بن عيسى الحوقاني
أستاذ النقد والأدب بجامعة نزوى
حممٌ تلظّى غيظُها متـــــــــــــوقدًا بكياني
وصــــــواعقُ الإعصارِ تَقذِفُ نارَها بجَناني
ألمٌ يُمزقُ داخليْ قهـــــــــــــرًا بكُلِّ سِنانِ
غضبٌ تأجّجَ في الفــــؤادِ وقودُه أشجاني
أوكلّمَا انطلقَ الجوى عقدَ الهـوانُ لساني
خُنقتْ بناتُ الشعرِ بالأغـلالِ في أعماقي
كمْ قُيِّــــدتْ في سجنِها ظلمًا بكلِّ وثاقي
في داخلي حــربٌ بلا شبهٍ على الإطلاقِ
تتصارعُ الكلماتُ كيْ تسمُـــو إلى الآفاقِ
بلهيبِها تقضي على الرَّمقِ الأخيرِ الباقي
قدْ قلتُ للزّمنِ الخــــــــؤونِ وقدْ تنكّرَ هاتِ
دُرْ كيفَ شئْتَ فلنْ أعودَ لغَفْوتي وسُباتي
كمْ قدْ ملأتَ الأرضَ بالبســـــمَاتِ والآهاتِ
إنِّي ألمُّ شتاتَ هذا الكـــــونِ في كلماتي
وأشتّتُ الجمــــعَ الذي يسعى لوأْدِ بناتي
حُلِّي وثاقكِ حطمي الأغـــــــلالَ بالأقلامِ
أو تتركينَ الليـــــــــلَ يفني صبحَنَا بظلامِ
بلْ وجّهي أنوارَ آمـــــــــــــالٍ على الآلامِ
ولْتملئي الآفــــاقَ بالألحانِ والأنغـــــــامِ
ليظلَّ صبحُكِ مشرقًا يجـــلو صدى الأيامِ
هيَّا اتَّحدْنَ فإنّنِي مِنْ دونِكنَّ أمـــــــــوتُ
خـــــــوفًا وأمنًا دائمًا في حُضْنِكُنَّ لقيتُ
فسهامُكُنَّ أَصبْنّنِي وبجُــــــنْدِكُنَّ حُميتُ
إنْ حلَّ بي داءُ اللسـانِ بمصْلِكُنَّ شفيتُ
أنتُنَّ مائي في الحيــــاةِ ولحنُكُنَّ القوتُ