السنة 16 العدد 147
2021/09/01

 

 

شُكراً جامعتي ...

 


 


بقلم الخريجة : وفاء بنت أحمد الحضرمية

 

 

من أجمل ما يصنعه الإنسان ما يزرعه في عائلته من فرح وفخر في أن يحقق جميع أهدافه ويحقق طموحاته التي انتظرها سنوات عديدة بعد جد واجتهاد. وبفضل من الله حققت بعض طموحاتي وأحلامي التي تمنيتها منذ الصغر، وما كنت أستطيع أن أحققها لولا عائلتي التي ستبقى السند الأكبر في هذه الحياة. دعواتهم وتشجعيهم الدائم لي كانا سببين فيما أنا عليه الآن.

 

ولن أنس جامعتي التي أفتخر كوني طالبة فيها؛ إذ تمنيت أن أكون أحد طلبتها ذات يوم، وقد تحقق لي ذلك. بذلت قصارى جهدي كي أكون أحد طلبتها المتميزين، وبفضل الله تحقق الحلم. ولا زلت أذكر كيف اتجهت خطواتي إليها واتجهت إلى التخصص الذي كنت أحلم به، فعلمت حينها أن مستقبلي زاهر في جامعة نزوى.

 

لقد جعلتني جامعتي فرداً نافعاً لخدمة المجتمع وعضوة فعالة في الجامعة، إذ أنني انضممت إلى جماعة العمل التطوعي، وجماعة البحث العلمي والابتكار، ثم عضوة في المجلس الاستشاري الطلابي لتحقيق طموحات الطلبة والأخذ بملاحظاتهم ومقترحاتهم وإيصالها للمعنيين. كما أنني شاركت في مسابقة إنجاز عمان، وكان الفضل لمركز ريادة الاعمال بجامعة نزوى؛ فقد كنا مجموعة من الطلبة مكونين من ثلاثة عشر عضواً ابتكرنا جهازا لتتبع الجمال. وقد كُنتُ مديرة الموارد البشرية في الشركة، واستضافت في برنامج قهوة الصباح، وأنا جداً فخورة بنفسي وبجامعتي التي تتيح الفرصة لطلبتها لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم في سماء حياتهم، ثم العمل والأمل المستمر للتمكن والوصول إلى النجاح وتحقيق الأماني.

 

وبحكم رغبتي الأكيدة في تحقيق وجودي طالبةً؛ لم تقتصر مشاركاتي على الفعاليات التي تقام في الجامعة، بل حتى خارج الجامعة، فقد شاركت في برامج كثيرة. وها أنا اليوم أصبحت أحد خريجي جامعة نزوى بعد تعب وجهد سنوات. واختلطت مشاعري بين الفرح الكبير وبين الفخر الذي أراه في عيون والدي وأفراد أسرتي.

 

كما لا أخفيكم أن مشاعري متناقضة ... فأحيانا أشعر بالفرح كوني خريجة؛ باعتباره اليوم المنتظر الذي يتمناه جميع الطلبة، وأحياناً أشعر بالحزن لأنني سأفارق مكاناً اعتبرته منزلي الثاني. هذا المكان الذي جمعت فيه أحلامي وطموحاتي ووضعت فيه العديد من الذكريات التي لا تنسى. هُنا وفي هذه اللحظة أدركُ يقينًا أن مراحل الدراسة هي أجمل مرحلة يمر بها الانسان. قد نشعر ببعض التعب والأرق وهذ أمرٌ طبيعي، ولكن وبمجرد الوصول إلى نهاية المطاف نرى كل التعب تحول إلى فرح ... شكراً جامعتي.

 

 

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة