السنة 16 العدد 147
2021/09/01

مشروع القرية المتعلمة بنيابة

 

بركة الموز- ولاية نزوى

 

 

 

       

 

     د. صالح بن منصور العزري 

عميد شؤون الطلاب وخدمة المجتمع

 

 


 

 

 

إيماناَ من جامعة نزوى بأن التنمية المعرفية عماد التنمية البشرية وأساس رفاه المجتمع ونمائه، وتحقيقا لمحور خدمة المجتمع في مناشط الجامعة الأساسية المحققة لرسالتها وغايتها العظمى المتمثلة في الإسهام الجاد لتعزيز مسيرة تنمية الوطن، وبمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية والذي يصادف الثامن من شهر سبتمبر من كل عام، نسرد لكم في السطور القادمة تجربة الجامعة في هذا الجانب:

 ففي أكتوبر من عام 2005م تبنت الجامعة رعاية تنفيذ مشروع القرية المتعلمة بنيابة بركة الموز في ولاية نزوى، مؤكدة بذلك شعلة المعرفة التي تشع من منارة العلم والرشاد وتأبى إلا أن تدحر ظلام الأمية أينما كان، وتسهم في شتى الأصعدة للارتقاء بسائر فئات المجتمع وأبنائه، 

حيث جاءت رؤية المشروع في: تنمية قدرات المتعلم من خلال إتقان مهارات التعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة، وكانت رسالته في: تمكين الأمي من إتقان مهاراتي القراءة والكتابة، فيما كان المشروع يهدف إلى: 

- تعليم أهالي نيابة بركة الموز الذين فاتهم قطار التعليم للوصول بالقرية إلى قرية شعارها (قرية بلا أمية). 

- ترجمة فلسفة وزارة التربية والتعليم (التعليم حق لكل مواطن) وصولا إلى محو الأمية الأبجدية والحضارية. 

- مشاركة المجتمع المحلي والمؤسسات العامة والخاصة في الدولة للعمل الجماعي. 

وقد تولت جامعة نزوى الجوانب الإدارية والمالية وتقديم بعض الإسناد الفني للمشروع بما يحقق أهدافه وتطويره، في حين تولت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية الجوانب الفنية للمشروع.

استهدف المشروع كل فرد من نيابة بركة الموز ذكورا وإناثا من سن (10) سنوات لا يجيد القراءة ولا الكتابة ولا مبادئ الحساب والمعرفة الأساسية، شرط ألا يكون منتظما في أي مؤسسة تعليمية، وتم حصر 300 أمي وأمية يرغبون في التعليم وتم انتظام 166 دارسة و15 دارس في الفصول التي تم افتتاحها، حيث استمر تنفيذ المشروع تسع سنوات، من أكتوبر 2005 إلى يونيو 2013.

هذا وقد بلغت تكلفة المشروع ما يقارب من (117000) ريال عماني خلال سنوات التنفيذ بواقع (13000) ريال سنويا، توزعت على الكتب والأدوات القرطاسية والوسائل ومكافئات المعلمات والنقل وإقامة الحفلات والرحلات وغير ذلك.

أما عن نتائج المشروع فقد تمثلت في الجوانب الآتية:

- محو أمية (200) أمي وأمية بنيابة بركة الموز.

- مواصلة بعض الدارسات في القرية المتعلمة إلى الصف (12)، واستطعن إكمال المسيرة التعليمية وتحصيل شهادة دبلوم التعليم العام.

- رفع مستوى الوعي الاجتماعي والاقتصادي والبيئي إزاء كل الظواهر التي يعيشها المجتمع خلال فترة زمنية محددة. 

- العناية والاهتمام بالمرأة والرجل ورفع كفاءتهما وزيادة حجم مشاركتهما في المجتمع المحلي. 

وقد كان للمشروع إيجابيات واضحة خلال مراحل تنفيذه وذلك من خلال:

- تعتبر القرية المتعلمة نموذجا رياديا يمكن أن يحتذى به في المواقع والتجمعات الأخرى محليا ودوليا.

- ارتفاع معدلات الكفاية الخارجية وتحسين نوعية الحياة للمتحررين من الأمية.

- زيادة رأس المال البشري الذي يتمثل في المتعلمين المتحررين من الأمية، متمكنين من تطوير أنفسهم وقادرين على تحمل أعباء التنمية. 

- تفعيل دور مؤسسات المجتمع المحلي في نشر ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع وتعميق روح التعاون والمشاركة الجماعية. 

- يمثل المشروع حشد ايجابي لطاقات المجتمع الذي يسعى لإضافة بعد آخر للجهود المبذولة من المؤسسات المعنية في هذا الشأن.

ومن المعلوم أن كل مشروع لا بد أن يواجه صعوبات وتحديات خلال مراحل تنفيذه، وهنا نجمل أهم تحديات مشروع القرية المتعلمة: 

- قوة أساليب الضبط الاجتماعي الخاصة بالعادات والتقاليد التي تحول دون التحاق الإناث بالمشروع. 

- ضعف النظر الشديد لدى بعض الدارسين من كبار السن يعوق قدرتهم على قراءة حروف الكتب المقررة، مما استوجب تأليف مادة علمية جديدة تتناسب واحتياجات الدارسين الأمر الذي استغرق وقتا على الرغم من بدء المشروع في خطواته التنفيذية. 

- نظرة المجتمع إلى تعليم كبار السن لا زالت تحتاج إلى مراجعة. 

- عدم مناسبة الطريقة التقليدية للتعليم الأساسي للكبار القائمة على حشد الدارسين في فضول تعليم الصغار والاعتماد على مقرر محدد سلفا، في الوقت الذي نجد فيه عدم وضوح فنيات الطرق الحديثة لتعليم الكبار. 

- صعوبة توفير المعلمات المتطوعات للتدريس.

- تناقص الدارسين في كل عام دراسي جديد.

 

 



                                                                                  



إرسال تعليق عن هذه المقالة