ذاكرة تحتفظ بمسيرة اعتزاز وعطاء رغم الصعوبات
إشراقة - ذكريات خريج
أميرة بنت سعيد العبرية، ممرضة في مستشفى جامعة السلطان قابوس بقسم الطوارئ، خريجة في جامعة نزوى عام 2019، التحقت بجامعة نزوى في ربيع 2014، بعدما خاضت تجربة جيدة في جامعة البريمي مدة فصل واحد. بعد تخرجها من الثانوية العامة، قُبلت في ثلاثة برامج في القبول الموحد: الأول الفنون التشكيلية في جامعة السلطان قابوس، الثاني هندسة بيئية في الجامعة الألمانية، والثالث التمريض بجامعة البريمي.
اختبار واختيار
تقول أميرة: "هنا وقفت حائرة بين أن أسعى لطموحي، أم لموهبتي، أم إنني أقبل بتخصص لا خلفية واضحة عنه بالنسبة لي … وقتها خضت اختبار القبول لتخصص الفنون التشكيلية، وكذلك اختبار التمريض، لكن الرغبة ملحة والتفكير الأكبر في أن أسعى لطموحي، أسعى لتحقيق ما رسمته مخيلتي: أين ستكون أميرة في المستقبل؟".
وتضيف: "كنت أطمح للعمل في المستشفى، تحديداً المستشفى السلطاني في قسم الأورام؛ هذا الهدف الذي كنتُ أسعى لتحقيقه مُذ بدأت مرحلة الثانوية بمدرسة أم الخير، وبعد توفيق من الله، اجتزت اختبار القبول في التمريض بجامعة البريمي، ودرستُ فصلًا واحدًا، بعدها أتى قرار انتقالي إلى جامعة نزوى، وتوفقت في ذلك الحمدلله".
أصعب مجال
لقد أصبحت جامعة نزوى بيتا ثانياً لأميرة، أحبتها رغم بساطة مبانيها، فأول فصل لها بالجامعة انضمت فيه إلى جماعة جسور اللغة الإنجليزية، وبعدها انضمت إلى جماعة خدمة المجتمع؛ كونها محبة للعمل التطوعي، وكذلك أصبحت عضوة في جماعة التمريض. وشاركت في المواسم الثقافية بالجامعة والعديد من الأنشطة، كل هذه المشاركات كان لها الأثر الإيجابي في صقل شخصيتها.
تتحدث العبرية عن تحديات الدراسة قائلة: "تكاد لا تخلو حياة أي طالب علم من صعوبات في الدراسة، بالنسبة لأميرة، الصعوبات التي واجهتها في مرحلة دراستي في الجامعة هي الاختبارات النظرية؛ وذلك لأسباب وقناعات شخصية راسخة مذ كنت في المدرسة، فأنا لا أحبذ الاختبارات النظرية؛ كوني لا أعدها مقياسا للمعرفة، وإنما هي مجرد وسيلة لنيل التفوق ودرجات الامتياز من طريق الحفظ. أعلم أن هناك من يختلف معي في الرأي، لكن هي قناعة شخصية، إذ إنني أواجهه صعوبات في الاستذكار خاصة في المواد التي تعتمد على الحفظ أكثر من الفهم والمهارة، لكن أؤمن من جانب آخر أنّ لكل مشكلة مخرجا وحلا، ولابدَّ من الصبر الكثير لنيل الهدف الذي يسعى له الفرد".
إن جامعة نزوى ورئيسها الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي كانت داعما مباشرا لأميرة العبري وإشهار المالكية في الابتكار الذي حقّقاه معاً؛ وذلك بعدما عَلمت الجامعة بما حققناه من نجاح في مسابقة البحث العلمي بالسلطنة وكذلك في دولة الكويت الشقيقة؛ فقد حصلنا وقتها على الميدالية الفضية على مستوى الشرق الأوسط في مجال الاختراعات الطبية. تضيف: "لا ننسى الفضل والدعم المباشر في نجاحاتنا في مجال الابتكار، فالجامعة تدعم البحوث وتعزز مهارات الطالب وتصقلها كلٌ في مجاله. وهذا الاهتمام بما وصلنا إليه من أفكار ومستوى ونجاحات له من الأثر الإيجابي في مسيرتي العلمية والعملية الحالية والقادمة بحول الله".
إصرار مدعوم
الحنين إلى جامعة نزوى ومرافقها وأساتذتها وزميلات الدراسة، مرحلة من حياة أميرة يستحيل نسيانها على حد وصفها، تقول: "لي مواقف كثيرة وذكريات جميلة في الجامعة، لكن الموقف الذي لا أنساه، كان مع عميدة كلية التمريض السابقة، فقد كان من ذلك الموقف انطلاقتنا الحقيقية ... فقد ذهبنا أنا وزميلتي إشهار لطرح فكرة الابتكار الذي حصل على الميدالية الذهبية على المستوى الدولي في مجال الاختراعات الطبيبة بسويسرا عام 2018م، قابلتنا وقتها بالرفض، لكن رفضها وردت فعلها وقتها شكل لنا عائقًا للمشاركة في إحدى المسابقات المطروحة بين الجامعات، إلا أن اقتناعنا التام بالفكرة وإصرارنا الشديد أنا وزميلتي كان بدايتنا لإثبات أنه سيكون لها صدى وإقبالا من الفئة المستهدفة قبل كل شيء، نعم كان من هذا الموقف البداية التي شحذت همتنا في السعي لإنجاح الفكرة". وتضيف: "هناك شخوص كثر لا أنسى فضلهم، منهم الأستاذ محمود الرواحي مسؤول العلاقات العامة بالجامعة -رحمة الله عليه- فقد كان ناصحا وداعما لنا في جميع اللحظات و المحطات حتى في آخر يوم قبل وفاته، غفر الله له وأسكنه الله فسيح جناته".
أمّا بعد
بتوفيق من الله وفضله قُبلت أميرة العبرية في مستشفى جامعة السلطان قابوس في نهاية 2019م، وقد باشرت عملها في يناير 2020م، تشير في هذا السياق: "بكل فخر أعتز أنني خريجة في جامعة نزوى. ونصيحتي لجميع طلبة جامعة نزوى أن تكونوا فخورين أنكم من منتسبي أفضل جامعات السلطنة، واسعوا دائما لتحقيق أهدافكم، سواء أكانت على الصعيد الأكاديمي أم فيما يتعلق بصقل مهاراتكم ومواهبكم، فالجامعة تحتضن وتسهم في دعم أفكاركم ومهاراتكم بشتى الطرق وفي مختلف المجالات، خاصة في مجال البحث العلمي، كما أن الصعوبات لابد من وجودها في كل مكان؛ لكن الذكي هو مَن يعرف المخرج … وفقكم الله جميعًا".