السنة 16 العدد 147
2021/09/01

وجد متعة العلم والعمل في آنٍ واحد

 

 


 

حوار إشراقة

 

بدأ مسيرة حياته التعليمية في مدرسة عمر بن الخطاب للتعليم العام بولاية إزكي في المحافظة الداخلية؛ فكان طريقاً بين الجد والاجتهاد، فالطموح مُتقد والطريق طويل؛ ثم التحق بجامعة السلطان قابوس؛ لتبدأ حياة علمية جديدة وتجربة مختلفة عما عهده في مرحلة تعليمه في المدرسة، إذ وجدها أكثر تحدي وتطلب انضباطاً وحساً بالمسؤولية والرقابة الذاتية.

تستضيف مجلة إشراقة في ملف شخصية العدد لهذا الشهر الأستاذ محمد بن عبدالله البرومي، في محاولة للتعرف على بعض من شخصيته، ومساره التعليمي، وتكوينه الأكاديمي والبحثي، ونشاطه العلمي والمجتمعي".

 

العسر واليسر

يقول محمد مستهلاً حديثه معنا: "تكللت الجهود لأتخرج بدرجة البكالوريوس بتخصص الأحياء البيئية تخصصا رئيسا، وتخصص الكيمياء تخصصا فرعيا. وما زلت مرتبطا بمقولة: (الخيرة فيما اختاره الله)؛ عبارة صنعة مني ما أنا اليوم عليه، ففي آخر فصل في دراستي بمرحلة البكالوريوس، شاءت الأقدار أنني لما أستطع تسجيل مواد الفصل الأخير بسبب تعارض التوقيت بين المواد؛ مما أدى إلى تأخري سنة كاملة لتسجيل هذه المواد، يومها ضاقت عليّ الأرض بما رحبت؛ لأن طموح التخرج كان أمام عيني ولا يبعد سوى أسابيع قليلة، عندها رجعت بخفي حنين دون تسجيل المواد، وبدأت أبحث عن تدريب يشغلني عن التفكير بخيبة أملي وبُعد حلمي".

 

ويكمل: "بعد بحثٍ قُبلت متدربا في جامعة نزوى في كرسي جامعة نزوى للنباتات الطبية ونواتج الأحياء البحرية، وفي فترة تدريبي اكتسبت عديداً من المهارات وأساسيات البحث؛ فقد كانت أياماً حافلة بالجد؛ كأنني وجدت ما أبحث عنه، فقد وجدت في مختبرات البحث كل ما يطمح له شاب رسم في مخيلته مستقبلا واعدا. ومن أهم الحواجز التي تخطيتها في تدريبي أن البحث ليس أمرا محصورا على أشخاص معينين أو فئة معينه؛ إنما البحث بحر واسع يتسع لكل من فتح العنان لمخيلته وأبحر في فكره؛ ليتوصل إلى إثبات فكرة معينة أو يجد حلا لتساؤلاته".

 

الفرج المنتظر

يستدرك حديثه قائلاً: "مرت فترة التدريب -شهرين ونصف- وكأنها أسابيع، وكانت البشرى بأن عُرضت عليّ الوظيفة بعد إنهاء المقررات المتبقية وواقفة دون تردد. لحظتها أدركت المعنى الحقيقي في أن الخيرة فيما اختارها الله لي، فقد كان كل أمرٍ مدبر من لدن حكيم خبير، فتعارض تسجيل المواد كان خيرة لي لتسوقني الأقدار إلى هذا الصرح العلمي؛ ولأصل إلى حلمٍ طالما اعتبرته ضرباً من الخيال".

 

قلَّ منه أو كَثُر

في عام 2012 التحق محمد البرومي بجامعة نزوى ليشغل وظيفة مساعد باحث في كرسي جامعة نزوى للنباتات الطبية العمانية ونواتج الأحياء البحرية (مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية حالياً)، وكانت شرارة البداية للتميز الوظيفي؛ وذلك بوجود البيئة الداعمة والمحفزة التي تصقل مهارات الموظف وتعزز إبداعاته، يقول في هذا السياق: "ولكن ذلك وحده لم يكن كافيا دون رغبة وجدية في تحقيق الهدف، بدءا من الصراع بين الثقة والطموح، ثقة من آمن بقدراتي وأتاح لي هذه الفرصة فهي أمانة يجب أن أكون على قدرها، أما الطموح فهو حلمٌ قد تحقق ووجب الجد والاجتهاد للحفاظ عليه، فكما قال الإمام الغزالي (العلم إن لم تعطه كلك لم يعطك بعضه)".

 

من جد وجد

يتحدث البرومي عن: "في أثناء مسيرتي الوظيفية أتيحت لي فرصة دراسة الماجستير، وقد كان لي الشرف بأن أكون من الدفعة الأولى لمنتسبي هذا التخصص؛ لأحصل فيها المركز الأول على الدفعة بتخصص ماجستير العلوم في الكمياء (كمياء الأجهزة التحليلية). وقد تدرجت في وظيفتي إلى رتبة باحث؛ ثم وُكلت لشغل وظيفة مدير مركز دارس للخدمات التحليلية. وفي منتصف العام الحالي انتدبتُ لشركة مختبرات دارس بشغل وظيفة مدير الخدمات التحليلية. في هذه المسيرة شاركت بنشر أكثر من عشرين ورقة بحثية في مجلات علمية عالمية. من طريق هذه المسيرة اكتسبت العديد من المهارات التي خولتني لأشارك بالمجتمع في تقديم العديد من الاستشارات العلمية في مجال النباتات الطبية واستخلاص المركبات، كما كان لي الشرف بترشيحي للمشاركة في معرض باريس للكتاب 2019م، وتقديم محاضرة عن أحدث ما توصلت إليه الأبحاث في مجال اللبان العماني".

 

 

أختم لقائي هذا بأبيات للإمام الشافعي قال فيها:

 

تعلّم فليس المــــــــرء يولــد عالــما

وليس أخــــــو علم كمن هو جاهــل               

وأن كبيــر القـــــــوم لا علم عنــده

صغير إذا التفّت عليه الجحافـــــــــل              

وأنّ صغير القوم وإنْ كان عالـما

             كبـــير إذا ردّت إليـــه المحافــــــــــل

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة