السنة 16 العدد 146
2021/08/01

كيان الوطن

 


 

 

كتبته: ميثاء الخنبشية

 

يخلقُ الله لكلّ شيءٍ بُؤرةً تتمركزُ في كيانه، منها يستمدُّ الإلهام، وبِها يمتلئُ بِقوَّةِ الاستمرار في دروب العُمرِ الحافلةِ بِتضاريس التجارب والتحدّيات. لقد وهب اللهُ الإنسانَ نعمةَ أن يكونَ جزءًا من كُل، وأن يستشعر ويتيقّن أنهُ قطعةٌ مؤثِّرَةٌ ومُتأثِّرةٌ لا تكتملُ دونها أُحجيةُ الأمم.

مُنذُ بداية الإنسان -بِالحجر وقطعة الخشب والرسم على الأسطح- انبلجتْ الحضارة مثل ضوء، وبدأ الإنسان يحلّل لُغز الحياة، وأنها ليستْ صُدفةً أو ضربًا من الخيال، إنما مساحة لِتوظيف العقل والقلب معًا. ومِنها، حتى هذه اللحظة، وإلى أن يفنى الوجود... وتكمُن وظيفة الإنسان في العيش مُسخِّرًا كيانه الضاجّ بِنعم الله لِلإنتاج العالميّ.

وتقومُ الأمم والحضارات والوطنُ -خصوصًا- بِفئةٍ تجتمع فيها قوّة المرءِ القصوى في الإنتاج والمُضيّ نحو الازدهار والرّقيّ. ويمثّل الشّباب مخزونَ الوطن في قوّته وإلهامه وأحلامه المتمثِّلة في الأهداف والخطط التنمويّة والإنتاجية.

إن الشباب ليسوا مجرّد فئة تعيشُ وسط خيرات المجتمع وتستفيد من الخدمات المُسخَّرة لِراحة الإنسان، بل إنهم أيضًا شركاء في بناء الوطن، وقادة موجّهة لِلطاقات والجهود نحو نموّ الوطن، وتقليل القضايا والمشكلات التي تواجه المجتمع عامّةً.

ويشكّل الشباب المحور الأساس في عملية التنمية الاجتماعية، وهُنا يكمن دور المسؤولين والجهات الرئيسة في المجتمع في توفير الإمكانات المُساعِدة والدعم المحفِّز؛ لِتوجيه هذه الطاقات الهائلة والأفكار الخلّاقة، والمزايا الميكانيزميّة لِلطرق الصحيحة؛ كي يعرف الوطن طريقه الصائب نحو المستوى الاقتصادي والاجتماعي المنشود.

ويحتفل العالم في الثاني عشر من أغسطس من كل عام بِاليوم العالمي للشباب؛ وذلك لِتثقيف المجتمع العالمي وإحاطته علمًا بِقضايا الشباب وإبراز مهاراتهم وإمكانياتهم وقدراتهم؛ ِكونهم شركاءَ في عَجلة النموّ والازدهار، وأنّهم اللَّبِنَة الأساسية لِلجهود المسخَّرة للوطن في عصرنا الحاليّ.

لقد كانت سلطنة عمان -وما زالتْ- دولةً عامرةً بالخَيراتِ وطاقات الشباب، التي لطالما أولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- جلّ رعايته واهتمامه لها ولقضية الشباب... تعليمًا وفكرًا وتأهيلًا. إذ إن التعليم كان البداية الأساس لإطلاق جيل متعلّم متمكّن قادر على السير والمشاركة وإدارة خطط ومشاريع التطور والتنمية والبناء. فلقد برز دور الشباب في عُمان على أنهم حجر الزاوية في رحلة التنمية المستدامة. كما أُنشئت اللجنة الوطنية لِلشباب في السادس والعشرين من أكتوبر للعام ٢٠١١ م، التي تهدف إلى توثيق وتعزيز قيم المواطنة ومبادئ الهويّة العمانية في الشباب العماني، وتقديم الدعم المعنويّ والمادي لِتطلعاتهم وأفكارهم المحشوّة بِروح العمل والتطبيق. كما أطلِقتْ مُسابقة كأس جلالة السلطان للشباب، التي تستهدف الأندية الرياضية؛ لإبراز جهودها وتقدير سعيِها لِلرقيّ بِاسم السلطنة في هذا المجال. وتحتفي سلطنة عُمان في السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام بِيوم الشباب العُماني، وجاء تخصيص هذا اليوم بِأمرٍ سامٍ من جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- تقديرًا وتكريمًا لِلشباب العمانيّ؛ لِكونهم شعلة الطريق نحو التنمية الشاملة.

إرسال تعليق عن هذه المقالة