وتكبر في عين العظيم العظائم
بقلم: الطالبة سارة الساعدية
إلى خريجي منارة العلم والثقافة الذين تعالت هتافاتهم في المنازل استثناء، لا نودعكم، بل نحييكم، نبارك وصلوكم بلغة الفوز:
صمود من عرجوا بحرفين، حتى استقاموا بآية النور، والعلم نور، فكانت أياديهم مشكاته في غبسة الضعف، صمود المبكرين، المجاهدين، الرافعين لشأن الإنسانِ، والنّاس، المستيقظين قبل بدء الساعة حتى يولج نهار الحالمين.
النائمين بخططهم، بغنائهم لشعور الختام حتى أصابه غرور الحضور، أيليق بمثل صمودهم، عاديّات التهاني والتتويج فقط؟
حاشا، فهم من صاروا بين أذرع المنزل، وأذان المسجد المجاور، ونداءات الزملاء والأقرباء للانضمام إلى يوم افتراضي، وصوت افتراضي، وحضور وغياب افتراضيين، وهمس، وتنبيه، ومنصة.
لم يميلوا، رغم احتدام التمني بأن تكون النهايات حيث بدأوا، وحيث اشتد الرهان، وكم مال بهم الحنين، فما زادهم إلا إصرارًا، وكم اختلطت التوقعات لموعد العودة، لكن الأمر قد قضي، ومضوا في أرائك البيت، تحفظهم عين الأم، يقسوا عليهم حرص الوالد.
حتى أعلنواكما لم يفعل أحدٌ من قبلأن لحظة السنين وإتمام الوعد قد حان، في غرفة تتوسطها إضاءة تشبه لمعان أعينهم، وتسمع صرير الباب يُسرب ترقب العائلة، واهتزاز الهاتف بزحمة التفقد، والتذكير الأخير ، ثم فاتحة النهاية.
وما هي إلا لحظات وبكت القلوب قبل العيون، وصرخت الأرواح قبل الأفواه، فتلك طقوس الفرح والعظمة والإنجاز.
فما أنتم إلا صورة رمزية مرت أمامنا بموكب يرف له الكيان افتخارًا. عشنا معكم اللحظة أكثر مما كنا نريد ونظن ونحسب، فما نقص الفرح، بل تعالى، ووثقنا بكم الخاتمة صوتًا ومظهرًا؛ نريده أن يكون مقطعنا الأبدي.
هذا التفرد والتتويج لكم، وتضاهى بفضلكم، وما زلنا نراكم في السير بثبات، لم تكتفوا؛ لأنكم أنتم ولأنه لطالما صغرت في عين العظيم العظائم.