السنة 16 العدد 146
2021/08/01

عروسة من زجاج


 

 

دكتور/ هاني فاروق عامر

أستاذ مشارك بكلية العلوم والآداب

 

للعروسة الشعبية أهمية كبرى داخل الفن الشعبي بكل ما يحتويه من تراث مادي ومعنوي قابل للتغير والتطور؛ لما كان للفنون الشعبية من تميّز بالأصالة والتلقائية والبساطة ومرونة الأفكار التي تتوارث وتتغير من جيل إلى جيل.

وقد تناولت الحضارات والمجتمعات المختلفة العروسة على مر العصور مجسمة أو مسطحة ذات بعدين؛ باستعمال أغلب الخامات المتاحة، بدايةً من الحجر مرورا بالقماش والبلاستيك بأحجام وأشكال مختلفة.

ونجد أن العروسة من أهم عناصر الفن الشعبي؛ وذلك لما لها من تأثير على أفراد المجتمع، وتعد رمزا يحمل كثيرا من ثقافات المجتمع؛ كونها تحتوي على عناصر أساسية وسمات فنية مرتبطة بالبيئة، ومواكبة لقانون التطوير الثقافي والحضاري في الخامة والشكل.

وينعكس ذلك في أعمال معاصرة مستحدثة متمثلة في العروسة الشعبية بالخامة الزجاجية التي تظهر هذا التنوع من وصول شكل العروسة إلى شكل مختزل في أجزاء بسيطة، ليس في الهيئة العامة فقط، ولكن أيضا في تناول الشكل بالخامات المختلفة تقنيا وحرفيا؛ إذ استعمل خامة الزجاج الطبيعية المصنوع من الرمال أو الكوارتز مع الحرارة الفائقة داخل أفران مخصصة لذلك، ولما لها من سمة الشفافية التي تميزها عن سائر الخامات الأخرى، مع الألوان المتباينة الزاهية والزخارف العضوية والهندسية المستوحاة من جذور الفن الشعبي بصيغة مستحدثة وأسلوب مبسط يظهر جمالية الخامة مع الجانب التعبيري لما تحتويه العروسة من ملامح وتفاصيل معبرة عن هوية المجتمع.

   

        

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة