السنة 16 العدد 146
2021/08/01
ما يزال الطموح صانعاً لإبداعها … ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة

 

 


 

 

إشراقة

 

في ولاية إزكي حيث أزهار النارنج تنتشر وتتغلغل عبر الحقول وتتجاوز سِياج الحقل المصنوع من طين ونخيل، فتمتزج بنسمات باردة من ساقية الفلج، عشت هناك في أرضها، وترعرت في كنفها. تربيت في أسرة متواضعة بين والدي الحنون وأمي التي تشبه شجرة الياسمين في طهرها وعطرها، باسقة كصبر الياسمين في وجه أعاصير الحياة، ترنو بأغصانها دوما إلى السماء متضرعة لِنلتحف بعطر دعائها. معنا في عمود شخصية هذا العدد من إشراقة الدكتورة بدرية بنت حمد بن سالم الرقيشية - عميدة عمادة القبول والتسجيل في جامعة نزوى.

 

شغف وممارسة

لدي خربشات في كتابة الشعر، أعدها هواية لي، بيد أنه لا ترقى أن أقول عنها كتابات شعرية، كما أن شغفي بالاطلاع والقراءة يتصدر أوقات فراغي، تأتي بعدها البستنة. ورفيق عمري كان زميلا في جامعة السلطان قابوس، ثم شاءت الأقدار أن ألتقيه في جامعة نزوى، فكان لجامعة نزوى فضلان.

 

رحلتي العلمية

أكملت دراستي في الثانوية العامة في الشق العلمي، ثم كان بعدها قرار اختيار التخصص الجامعي الذي يوافق  قناعاتي وتطلعاتي الشخصية، الذي اصطدم بعقبات الحيرة بين رغبات الأهل في أن أكون معلمة وبين ما كنت أطمح إليه، ولكنّ عمتي كانت الداعم الأكبر في جميع مناحي حياتي؛ فكان لها الفضل الكبير في توجيهي نحو دراسة ما أرغب فيه، فأكملت درجة البكالوريوس في الاقتصاد بجامعة السلطان قابوس. ولطالما كنت أسعى للمعرفة والتعلم وتطوير ذاتي وتنمية مهاراتي المعرفية، فأكملت بعدها مسيرتي العلمية في درجة الماجستير في تخصص إدارة الأعمال بجامعة ستراثكلايد في جلاسكو باسكتلندا، ثم أكملت بعدها درجة الدكتوراة في تخصص اقتصاد الموارد الطبيعية من جامعة السلطان قابوس. 

 

رحلتي المهنية

بدأت رحلتي المهنية في جامعة نزوى منذ نشأتها وبعد تخرجي من جامعة السلطان قابوس مباشرة، حين كانت المباني لا زالت قيد إعادة تأهيلها. ولكن تجربتي المهنية تختلف عن أي موظف آخر، إذ كانت في غاية الثراء والعمق المعرفي؛ وذلك أعزوه  للإشراف المباشر من قبل الأب القائد رئيس الجامعة أ.د أحمد بن خلفان الرواحي، إذ تعلمت منه كثيراً، واكتسبت المعارف العميقة التي مكنتني من قيادة العمادة، وصقلت بها مهاراتي وقدراتي.

أما العمل في عمادة القبول والتسجيل فهو بمثابة عملية تعليمية تراكمية متواصلة، كل يوم هو دورة جديدة من العلم، العمل فيها يتطلب رحابة  الصدر، فهي خصلة مهمة جدا، كما أن العمل الجاد وإتقان ما تقوم به، والصبر والجسارة أمام متغيرات العمل الوظيفي أمر في غاية الأهمية. 

 

العمل القيادي

علاقتي مع العمل القيادي بدأت منذ الطفولة، فقد كنت الطفلة المسؤولة الأكبر في أسرتي الصغيرة، وكانت مدرستي الوجهة الأولى التي بدأت فيها الممارسة الفعلية للإدارة والقيادة، وكنت فيها رئيسة للصف في أعوام متتابعة وعديدة، أكسبتني تلك التجارب والممارسات القدرة على الالتقاء بالإدارة والتعرف على القوانين التي تحكمها.

تجربتي القيادية التي تناهز السبعة عشر عاما في إدارة عمادة القبول والتسجيل، كانت بفضل الله ونيل ثقة رئيس الجامعة، التي أدعو الله أن أكون أهلا لها، اتخذت فيها الكثير من القرارات، وحاولت جهدي فيها أن تكون القرارات مبنية على أسس رصينة دون أي اعتبارات شخصية، وألّا أسيْء على أي نحو إلى أي فرد، ولكن كان الحزم المتوازن رفيقي في الإدارة، فالعمل مسجلا عاما يتطلّب امتلاك مهارات تعدّد المهام، ويتطلب القدرة على الموازنة بين المهام المتعددة التي تتنافس مع الوقت؛ وذلك لتعدد المسؤوليات والاجتماعات التي يمثلها المسجل في الجامعة. 

 

خطوة نحو مشوار

بدأت المسيرة الفعلية في الإدارة بعد تقلدي منصب مدير القبول من بعد تعييني بفترة وجيزة، وترقيت بعدها لأكون مساعد المسجل العام والقائم على إدارة العمادة، ومنذ عام 2015 أتقلد منصب المسجل العام (عميدة عمادة القبول والتسجيل).  

هدفي الأول من العمل رضى الله وخدمة وطني وخدمة العلم والمتعلمين، كما كان الطموح هو قوتي الدافعة للعمل في جامعة نزوى، صاحبه الشغف الدائم للتعلم في بيئة علمية تزخر بالابداع ورجال الفكر.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة