السنة 16 العدد 145
2021/07/01

مشروع دراسة التغيير في استخدام الأراضي حول مناطق الأفلاج

-فلج الدريز نموذجاً-


 

 

كتب: سلطانة الحاتمية 

       زهرة العبرية 

كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج 

 

تعد دراسة المتغيرات في الأغطية النباتية والمساحات الخضراء وتقديرها من الأمور المهمة في تحديد استخدامات الأراضي وتقدير التغيير الهيدرولوجي في الموارد المائية التي تغطي المنطقة المدروسة، ومن هنا كانت فكرة مشروع دراسة التغييرات في استخدام الأراضي التي تغذيها الأفلاج في فترات زمنية مختلفة، فقد بدأ عام 1976م باستخدام القمر الصناعي كورونا، ثم عام 2001م و 2020م  باستخدام صور جوجل إيرث؛ لتكوين قاعدة كارتوغرافية لرسم خرائط تتضمن تصنيفات أربعة، هي: المساحات المزروعة بالنخيل والمساحات المزروعة بالمحاصيل الموسمية والمساحات العمرانية والمناطق غير المستخدمة (أراضي جرداء)، ثم حساب التغير في نسبة المساحات عبر السنوات باستخدام أدوات التحليل المكاني عبر برنامج ARC GIS.

 

وعلى ضوء النتائج المُحصلة يتم تقييم كل منطقة على حِدة وفقاً لطوبوغرافيا المكان، ثم وضع الحلول والاستراتيجيات، ومنها وقف الزحف العمراني نحو المساحات الزراعية وإحرام الفلج.

 

فلج الدريز(دراسة حالة):

فلج الدريز (أبو الشياطين) بولاية عبري أحد نماذج الأفلاج التي قام بدراستها فريق مختص من كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى؛ باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد؛ لمراقبة التغيرات في نمط استخدام الأرض في ثلاث فترات زمنية من طريق صور الأقمار الصناعية "corona" لعام 1976م، وهي صور قديمة غير ملونة دقتها (6-9 أمتار) وصور "Google Earth" لعامي 2001م والسنوات القريبة منها وعام 2020م. وقد تم تحديد منطقة الدراسة على الصور "Shapefile" ثم معالجتها وتحليلها عبر تحديد توزيع المساحات داخل منطقة الفلج باستخدام خاصية "التصنيف" وعملية "support vector machine" فكانت المخرجات:

  • حساب مساحة منطقة الفلج بالمتر المربع.

  • معرفة توزيع المساحات داخل منطقة الفلج التي تتمثل في:

    1. المساحات المزروعة بالنخيل.

    2. العوابي/ المحاصيل الموسمية.

    3. المناطق السكنية.

    4. الأراضي غير المستصلحة.

 

ثم تم تحديدها واشتقاقها وحساب مساحة كل منها ونسبتها داخل منطقة الفلج.

  • مقارنة النتائج بين عامي (1976 و2001) و(2001 و2020).

  • استخراج التغيرات (Change Detection) التي حدثت بين استخدامات الأرض داخل منطقة الفلج في الفترات المختلفة وحساب مساحتها ونسبتها.

  • معالجة وإخراج Layout البيانات وحفظها وتخزينها في قاعدة بيانات "Geodatabase" خاصة بالفلج.

 

شكل (1): استخدامات الأرض في فلج الدريز في الأعوام 1976 و2001 و 2020

 

يوضح الشكل في أعلاه تغيّرا ملحوظا في استخدامات أرض الفلج في الثلاثة أعوام، إذ تناقصت مساحة الأراضي المزروعة بالنخيل والأشجار الأخرى بشكل واضح خاصة بين عامي 2001 و 2020، وتحولت إلى مساحات مزروعة بالمحاصيل الموسمية وأخرى إلى مساحات سكنية بلغت (73450.7) مترا مربعا عام 2020؛ أي بزيادة بلغت (66459.2) مترا مربعا عما كانت عليه في عام 2001، وتأتي هذه الزيادة في المساحات السكنية نتيجة قطع أشجار النخيل وتحويلها إلى مساحات سكنية، وأيضا تحويل المساحات المزروعة بالمحاصيل الموسمية واستخدامها للبناء داخل منطقة الفلج. 

فكانت نسبة تحول المساحات المزروعة بالنخيل إلى مساحات مزروعة بالمحاصيل الموسمية عام 2001 هي 46%، في حين بلغت عام 2020 (67%) أي بزيادة مقدارها 21%، بينما تحولت المساحات المزروعة إلى مساحات سكنية وبناء عام 2020 بنسبة 6% وهذا يعني أن مقدار ما تغير من مساحة الأراضي المزروعة بالنخيل مقارنة بالمساحة الإجمالية للفلج هي 46% عام 2001 حسب ما يوضحه الشكل رقم (3). بينما كان مقدار التغير في عام 2020 (73%) مقارنة بالمساحة الإجمالية للفلج أيضا.




شكل (2): نسبة تحول المساحات المزروعة بالنخيل إلى استخدامات أخرى من عام 1976 إلى عامي 2001 و 2020






شكل (3) نسبة تناقص المساحات المزروعة بالنخيل مقارنة بالمساحة الإجمالية للفلج (بالسالب) في عامي 2001 و 2020

 

 

 

يأتي هذا التغير والتحول الكبير في استخدامات الأرض للمناطق المزروعة المحيطة بالأفلاج نتيجة عوامل عدة، أبرزها: عملية التحضر الكبير الذي نتج عنه زحف عمراني نحو مساحات واسعة وصلت إلى مناطق الأفلاج واستحواذه على المساحات الزراعية، وأيضا نتيجة شح الأمطار وفترات الجفاف الطويلة التي أدت إلى تناقص تدفق المياه في قنوات الأفلاج، السبب الذي أدى إلى موت كثير من الأشجار والمحاصيل الزراعية، ما دفع بعض المزارعين إلى ترك بعض العوابي دون استخدامها أو تحويلها إلى مناطق سكنية. كما تتعرض كثير من الأفلاج في الوقت الحالي لحالة اندثار؛ نتيجة عدم اهتمام المختصين بها من حيث الترميم والتنظيف والصيانة، كما أن جلب العمالة الوافدة للعناية بها أثّر كثيرا على المساحات المزروعة وأدى إلى تراجع الممارسات التقليدية المعتمدة عليها.


شكل (4): خريطة استخدامات الأرض لفلج الدريز عام 1976





شكل (4): خريطة استخدامات الأرض لفلج الدريز عام 2001

 



شكل (4): خريطة استخدامات الأرض لفلج الدريز عام 2020

إرسال تعليق عن هذه المقالة