السنة 16 العدد 145
2021/07/01

 

تجربتي مع التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا

 


 

 

د. محمد الجرايدة 

أستاذ مشارك في الإدارة التعليمية

 

لقد أحدثت جائحة كورونا نقاشاً كبيراً بين الأكاديميين في مؤسسات التعليم العالي بشأن مستقبل التعليم العالي ما قبل الجائحة وبعدها، والسيناريوهات المختلفة للتعليم لمواجهة هذه الجائحة في حال استمرار انتشارها. فجأة استيقظ العالم على تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي انتشر في اغلب مناطق العالم، وانعكست آثاره على كافة جوانب الحياة، ولم تكن مؤسسات التعليم العالي بعيدة عن آثار تلك الجائحة؛ إذا لم تكن أكثرها تأثراً.

 

لقد مثلت أزمة جائحة كورونا نقطة تحول جديدة وغير مسبوقة في العملية التعليمية، فقد اضطرت مؤسسات التعليم العالي للجوء إلى التعليم عن بعد؛ باعتباره ضرورة ملحة في هذه الأوقات. ومن تجربتي في عملية التعليم عن بعد يمكن القول إن هذا النمط من التعليم قد أفاد الطلبة في ظل استحالة وجود تعليم تقليدي كلاسيكي بوجود عضو هيئة التدريس والطالب والسبورة والاختبارات الورقية، وقد تم تجاوز كثير من المخاوف التي قد تواجه عملية التعليم عن بعد، مثل: انقطاع الإنترنت، وأداء الاختبارات، وعملية تقييم حضور ومشاركة الطلبة؛ نتيجة عدم القدرة على التواصل المباشر معهم.

 

وقد عملت الجامعة مبكراً على تعديل الخطط التدريسية والاختبارات، وتوزيع درجات المساقات التدريسية؛ لتتماشى مع نظام التعليم عن بعد الذي يعد مكملاً للتعلُّم التقليدي الاعتيادي، لاسيما عندما تتوقف الدراسة لاعتبارات صحية للحفاظ على سلامة أعضاء هيئة التدريس والطلبة. وتم تفعيل التعليم عن بعد إجراء للتغلب على الوضع الطارئ. وعبر وضع إرشادات الخاصة بالتدريس والتعلم عن بعد في الظروف الاستثنائية؛ بتقديم تعليمات واضحة إلى الهيئة التدريسية والطلبة؛ للاستفادة القصوى من عملية التعليم عن بعد، واعتماد منصتين معتمدتين للتعليم والتعلم عن بعد - في الظروف الطارئة - هما منظومتا: Eduwave - Moodle. إضافة إلى التطبيقات الأخرى، مثل: زوم، وتطبيقات جوجل، وسكايب والأدوات الأخرى للتعلم عن بعد، المقترحة من مركز نظم المعلومات بالجامعة، فيمكن استخدامها دعما لعملية التعليم والتعلم عن بعد في الظروف الطارئة.

 

وقد سهّل علينا نظام المودل إنشاء المقررات الدراسية الإلكترونية، التي تتخطى حدود الزمان والمكان، وإدارتها وبناء المداخل الأساسية لها، وإدارة سجلات الطلبة، وتوفير ميزة المنتديات، التي يمكن منها إجراء التفاعل بيني وبين طلبتي من حيث إجراء مناقشات خاصة بأحد موضوعات المنهج الدراسي، وإرسال المهام والواجبات الدراسية في فترة زمنية محددة للتسليم؛ وذلك على شكل ملفات مع عدم السماح باستلامها عند انتهاء المهلة الزمنية المحددة لذلك، وبناء أجندة لكل مقرر دراسي إلكتروني، ومتابعة أنشطة طلبتي، كذلك عمل التنبيهات والإعلانات من قبلي في حالة احتياجه للإعلان، أو إرسال تنبيه يخص العملية التعليمية بسهولة ويسر؛ من طريق أداة التنبيهات الملحقة بالنظام.

 

كذلك تمكنت من بناء الاختبارات، سواء أكانت متعددة الاختيارات أم اختبارات الصح والخطأ، أم الأسئلة ذات الإجابة القصيرة، وقد مكنني هذا من إنشاء بنك أسئلة يوفر ميزة تعدد نماذج الأسئلة والإجابات، علما أن هذه الاختبارات تُقدم بتحديد الوقت لها أو دون تحديد الوقت، مع تصحيح تلقائي وتحميل آني للدرجات. كذلك سهل عليَّ هذا النظام تحميل الملفات (الدروس و الشروحات) عبر رفعها في النظام من طريق الملفات الخاصة بشرح المناهج الى الطلبة، إضافة إلى توفير الدروس عبر شرائح العرض ببرنامج البوربوينت، ورفعها على النظام؛ ليتمكن الطلبة من تحميلها والاستفادة منها. واستعمال برنامج زووم للتواصل الصوتي والمرئي عبر الإنترنت، الذي يمكننا من التعليم عن بعد؛ بعرض المادة التعليمية المطلوب تعليمها عبر أي برنامج سواء كان عرضا تعليميا عبر ppt ، word، فيديو، أو برامج تدريبية أخرى، أو شاشة كالسبورة يتم الشرح والكتابة عليها، أو كتاب مطبوع pdf، مع إمكانية تحديد أي جملة أو نص، مع إمكانية الدخول للجلسة عبر رابط إنترنت، وتوفر إمكانية كتم صوت المشاركين في أثناء الحديث، أو السماح لبعضهم بالحديث. كذلك إمكانية تسجيل فيديو لما يتم تداوله عبر الجلسة، ثم عرضه عبر أي وسيلة تواصل اجتماعي لحضورها لاحقاً.



إرسال تعليق عن هذه المقالة