السنة 16 العدد 144
2021/06/01

 

    استمري في الكفاح 

 

د. عيسى بن سعيد الحـــــوقاني

 

أستاذ النقد والأدب ـ جامعة نزوى

 

 


 

 

يا زهرةً محصـــــــــونةً عن عين أشباه البشرْ

 

قــــد سُقيتْ ماءَ الجـــمالِ فنما ثمَّ انتـــــشرْ

 

ولبستْ ثوبَ الشبـــــابِ لم تُثقِّبْهُ الإبـــــــــرْ

 

ورفعــــــــتْ تاجَ الدلالِ وتغنَّتْ بالـــــــــــوترْ

 

ونظرتْ بأحـــــــــــــــورٍ وابتسمتْ لي بالدررْ

***

أوّاهُ كمْ أسرتْ قلوبَ العاشقينَ بلا قيــــــودْ

 

وتملَّكتْ أعنـــــــاقَهمْ من غيرِ عقدٍ أو شهودْ

 

همْ دميةٌ في كفِها من بعدِ ما كانوا أســـودْ

 

كلُّ بساحةِ حبِها بين المقـــــــــــابرِ واللحودْ

 

البعضُ يركعُ عندها والبعضُ قد خروا سجودْ

***

أحببتُها حبًا وقلبي بين خــــــــــــــوفٍ ورجاءْ

 

لم أدرِ دمعي فـــــــرحًا أم كان دمعي للبكاءْ

 

قهقهتُ لا أدري نحيبًا كان أم حقًا هـــــــــناءْ

 

قلبي تعلّقَ بالهــــــــوى أم قد تعلّق بالهواءْ

 

أم قد سما قلبي بها حتى غدا فوق السماءْ

***

أغمضتُ طــــرفي هائمًا متعجبًا من حسنها

 

هذا جمالٌ أم خيــــــــــــــــــالٌ لا أزالُ أظنُها 
 

 

ورحلتُ في دنيّا الغـــــرامِ بشعرةٍ من جفنِها

 

فقــــــــــــــرأتُ حبي بارقًا متلألئًا في عينِها

 

ورجعتُ أحملُ فرحةً لحقيقتي في حــــزنِها

***

يا للمسافةِ بيننا قــــــــــــــدرًا لموضعِ أَنْمُلَهْ

 

دربُ التحــــــــــــررِ هالكٌ من جازَهُ وتسلّـلَهْ

 

من سارَ في جنباتِهِ كســـــرَ التخلّفُ أرجلَهْ

 

السهلُ صعبٌ عنـــــدنا بل صعبُها ما أسهلَهْ

 

 

لكنْ عزيمتُها تئطُّ من التخـــــــــــاذلِ مُثقلَهْ

***

عشقُ السعادةِ والسعادةُ في التعاسةِ غارقَهْ

ورياحُ بحرُ الظلمِ جــــــــــاءتْ للأماني ساحِقَهْ

وسفينةُ الأحـــــــلامِ في وسطِ البحارِ الحارقَهْ

أو تنطفئ بالماءِ أمْ بالنـــــــــــــارِ عند الضائِقَهْ

أمْ ترتجي غيثَ السماءِ من الجبــالِ الشاهِقَهْ

***

لا تحلمي قد ماتتِ الأحــــلامُ في ضوءِ الصباحْ

ولْتقطعي حبــــــلَ الرجاءِ بواقعٍ خَفَضَ الجناحْ

ولْتستكيني إنَّ عهـــــــــدَ الحبِّ قدْ ولَّى وراحْ

وعلى السباتِ تمردي لِينامَ جفنُكِ في ارتياحْ

يا نفسُ لا لا تيأسي ولْتستمري في الكفــاحْ

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة