القراءة والبحث يدفعان الموهبة للأفضل … ورصيد الفوتوغرافي يبدأ بالتقاطة
حوار: إشراقة
فاطمة بنت محمد الراشدية، طالبة في كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات، نشأت في أسرة صغيرة مكونة من 6 إناثٍ وذكر واحد، فقد وُلدت عام ١٩٩٠م في ولاية العوابي حيث مسقط رأسها، ونشأت وتلقّت تعليمها الابتدائي والثانوي فيها، ودرسَت الدبلوم في جامعة نزوى تخصص نظم المعلومات، وتخرجت عام ٢٠١٥م. وها هي ذا تعود إلى أروقة الجامعة لتكمل مسيرتها التعليمية في درجة البكالوريوس في ذات التخصص؛ لتجد "إشراقة" بوابة لها للحديث عن موهبتها التي اكتسبتها هاويةً وأتقنتها بالحب والإخلاص والعمل الدؤوب.
رحلة حُب
لفاطمة الراشدية رحلة حبٍ مع فن التصوير الفوتوغرافي، تقول عنها: "القصة كلها تتلخص في حبي للتصوير منذ أن كنت على مقاعد الدراسة، ولكن فضلت تأجيل ذلك حتى أنهي دراستي الجامعية، وقد كانت بدايتي عام ٢٠١٥م، إذ اتخذتها هواية حال أغلب المصورين، وبعدها بدأت تتطور تدريجياً مع التعليم والممارسة المستمرة. كانت بدايتي بسيطة جدا فقد كنت أمتلك كاميرا بسيطة تدربت عليها بنفسي، فشلت كثيرا تحديدا في مرحلة ضبط إعدادات الكاميرا في الوضع اليدوي، وواجهت صعوبات في البداية، وتعثرت مرات عديدة في خطواتي الأولى حال أي مرحلة جديدة".
وتكمل: "بحثت في صفحات المواقع واليوتيوب، وتعلمت ذاتيا وتدريجيا، حينها تعودت على استعمال الكاميرا؛ فوجدت المنزل خياراً أولياً للممارسة في أول الأمر، فجربت تصوير العطور والأحذية والقهوة، واعتمدت كثيرا على التغذية البصرية من مواقع مختلفة، حتى بدأت تدريجيا أحب المجال؛ ليدفعني للتعمق أكثر فيه من طريق القراءة والبحث. وقد وجدت نفسي في بادئ الأمر مركزةً على تصوير المنتجات؛ لأنني وجدت نفسي فيه، وقد وكان الخيار المتاح الأسهل لي في بداياتي كوني فتاة؛ لأكتسب بعدها فنون أخرى في مجال التصوير، مثل: البورتريه وحياة الناس؛ إلّا أنني أبدعت في مجال المنتجات الذي وجدته يتطور سريعاً".
الواقع والطموح
للأسرة والمجتمع الدور الكبير والبارز في تشجيع فاطمة على ممارسة موهبتها وتطويرها، تقول: "في بداياتي خصوصا وجدت هذين العنصرين (الأسرة والمجتمع) مؤثرين كثيرا ومعززين لي، ولا أعتقد أنني أستطيع أن أقرن نجاحي دون الإشارة إلى أسرتي بالذات ودورها الجليل في توفير الإمكانيات المادية والنفسية والظروف المناسبة". وتضيف: "أجد نفسي في مجال التصوير الفوتوغرافي محليا ودوليا؛ فإذا تحدثنا عن المستقبل، فإنني أطمح في الحصول على ألقاب تصوير عالمية، وأسعى كذلك لإقامة معرض تصوير خاص بي".
فنان الفياب
تحدثنا فاطمة الراشدية في بعض من مشاركاتها الداخلية والخارجية التي كرّست فيها موهبتها في فن التصوير الفوتوغرافي، إذ تقول: "شاركت في معارض محلية عديدة، أهمها: معرض (نتاج) الذي أقيم ضمن ملتقى التصوير الثالث في جامعة نزوى، ومعرض افتتاح جمعية المرأة العمانية بولاية العوابي، ومعرض الأعضاء الجدد في الجمعية العمانية للتصوير الضوئي، ومعرض الأعضاء الجدد بفريق الرستاق للتصوير الضوئي، ومعرض المياه الذي نظمه فريق الشباب مع بلدية وادي المعاول ضمن فعاليات اليوم العالمي للمياه. كما شاركت أيضا فيما يزيد على ٢٠ مسابقة دولية، حصلت فيها على أكثر من ١٠٠ قبول، فقد حصلت على جائزة من (البرتغال) عام ٢٠١٨م، وجائزة من (بنغلاديش) في نفس العام، و 5 جوائز من (الجبل الأسود) عام ٢٠١٩م، وفي العام المنصرم ٢٠٢٠م حصلت على لقب فنان الفياب من الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي.
عالم خاص
لموهبتها حكاية خاصة تدفعها للتعلق أكثر بهذا المجال، تقول عن ذلك "أفرح كثيرا عندما تُنشر أعمالي في وسائل الإعلام، أذكر منها في هذا السياق صورة (قراءة) وهي عبارة عن طفلة صغيرة ترتدي الزي التقليدي، إذ نُشرت واجهة غلاف مجلة التكوين؛ وذلك من طريق مشاركتي بها في معرض التصوير في جامعة نزوى. كما سبق أن نشرت لي صورة في جريدة الوطن. وفي حقيقة الأمر، كنت وما زلت أمارس التصوير موهبة وهواية ومتنفس، أخرج به من ضغوطات الحياة والدراسة، إذ أجد في التصوير عالمي الخاص، وبالتأكيد أرتب أولوياتي من الأهم ثم المهم؛ وفي الوقت الحالي أترك الجزء الأكبر للدراسة لأنها فترة قصيرة وتنتهي، وستتيح لنا السنوات فرص تطوير مواهبنا بعد التخرج".
مفتاح النجاح
وعند سؤالنا لها عن نصيحتها لمن لديهم مواهب في مختلف المجالات، توجه فاطمة نصيحتها قائلة: "أنصح هذا الجيل بالبحث والاطلاع الذاتي، فلا تنتظروا من أحد أن يمسك بيديكم نحو أهدافكم؛ إذ إن الاطلاع والبحث فرصة تعليم مجانية متوفرة دائما على مواقع الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) بكل اللغات، كنا أن السؤال مفتاح العلم، لا تترددوا لحظة في التعلم ممن هم أكثر موهبة وممارسة منكم في مجال مواهبكم، وتذكروا دائما أن الفشل ليس نهاية؛ بل اجعلوها بداية للنجاح".