السنة 16 العدد 142
2021/04/01

إشراقة

 

ولد الدكتور محمود خالد جاسم الشّمري في تاريخ 12 أكتوبر 1960م في جمهورية العراق، إذ كانت نشأته ولبنتهُ الأولى في طلبِ العلم ِفي مدرسةِ بربوتي الابتدائية، التي سُّميتْ فيما بعد بمدرسة الجاحظ. يقول: "فالتحقتُ بثانوية كنعان، وبعدَها أكملتُ التعليمَ الثانوي في إعدادية النّيل ببغداد، ثم تخرَّجتُ في علوم الرياضيّات من جامعة بغداد عام 1982م". 

 

بدأ الدكتور محمود جاسم مشواره العملي والعلمي مع نيله شهادة البكلوريوس في علوم الرياضيات وبعدها. وفي العام 1987م حصل على الزمالة الدراسيّة من المعهد الهندي للتكنولوجيا كانبور IIT Kanpur، ومنها عاد إلى العراق والتحق عضو هيئة تدريس في كليّة الهندسة،  في الجامعة المستنصريّة ببغداد، ثم ابتُعِث مجدّدا بزمالةٍ دراسيَّة الى جامعة روركي الهندية (IIT Roorkee) لنيلي شهادة الدكتوراة عام 1999م.

 

حصل الدكتور محمود على شهادة الدكتوراة في مجالِ الرياضيّاتِ التطبيقية ودراسةِ علوم ِ الفَضاء، إذ عمل على إيجاد ِحلول جديدة لنماذجَ محدّدةٍ لبعضِ النّجومِ ونمذجتِها ووضع ِ التّصوّر الرياضيّ لها وبناء نظام ٍ حاسوبيٍّ لدراستِها. ومن الجديرِ بالذكر فقد تمَّ اعتمادُ النتائج التي توصل إليها ونُشرتْ في كبرياتِ المجلاتِ العلميّة العالميَّة، وقد أشادَ بها كثيرٌ من الباحثين في هذا المجال. بالإضافة لذلك أشير إليه من طريق الإعلام المرئي والسمعي والصحف المحلية والمواقع الإخبارية مثل الجزيرة وغيرها.

 

بعد أعوام مضتْ من العمل ِالأكاديميّ في العراق، عمل في مجال التدريس وباحثا بالإضافة للعمل الإداري برئاسة قسم الرياضيات، ومساعداً للعميد، والعديد من المناصب القياديّة في الجانب الأكاديمي من ترؤس ِلجان ومناقشات وإشرافٍ على طلبة الدراسات العليا، وكذلك إعداد برامج تتناغمُ والتطورات العلمية.

 

يقول الدكتور محمود: "جاء دورُ الرَّحيل من العراق إلى الإمارات العربية المتحدة والتدريس في جامعة دبي والجامعة الأمريكية جورج ميسن، ومنها إلى سلطنةِ العزِّ والوفاءِ سلطنة عـُمان. فعملتُ أستاذاً وباحثاً في جامعةِ نزوى بالإضافة إلى رئاسة قسم ِالرِّياضيّات والعلوم ِالفيزيائية، وكذلك مساعدَ العميد للدراسات العليا والبحث العلمي في كليّة العلوم والآداب. وفي أثناء مدّة تكليفِنا كنا خططنا وأنجزنا مع -توجيهات الإدارة العليا للجامعة- ببناءِ برامجَ جديدة للكلية، وكان لنا دور مع رئاسة الجامعة وعمادة الكلية والأقسام في الإشرافِ والإدارة بتنظيم العديد من المؤتمراتِ العلميَّة الناجِحة".

 

ويضيف: "أمَّا بخصوصِ الخط ِّ البحثيِّ، فلي اهتماماتٌ واضحةٌ وخطٌّ بحثيٌّ واضحٌ في مجالِ النسبيَّة، وكنت في بداية مشواري الأكاديمي قد ناقشتُ وحللتُ رياضيا العديد من المشاكل الفيزيائية تحت نظرية آينشتاين، كما كانتْ لي جهودٌ في علوم ِ الفضاءِ والنَّمذجةِ الرياضيَّة، وكذلك في مجالِ علومِ الحاسبِ حيث المنطق المضبب والذكاء الاصطناعي". 

 

أما عن إسهامه العلمي، فيقول: "من إنجازاتي العلميّة أيضا طريقةٌ رياضيّة ٌمسجَّلةٌ باسمي ومنشورة "كبتا-جاسم ذات الخطوتين" استخدمتُ فيها البحثَ العلميَّ الرياضي وبالأخص في التطبيقاتِ الفيزيائية، فقد اعتـُمـِدتْ في العديدِ من المقالات العلميـّة وتمت الإشارةُ إليها من قبل الباحثين".

 

 

وقد نَشر الدكتور أكثرَ منْ خمسينَ 50 مقالةً علميّةً في الدوريّات الرصينة المحكّمة والمؤتمرات العلمية، وأشرف على طلبة الدكتوراة والماجستير، كما شارك في العديدِ منْ حلقاتِ العملِ العلمية داخلَ السَّلطنة وخارجَها. يقول صاحب نظرية "كبتا-جاسم ذات الخطوتين": "انتهيتُ وبفضلِ الله منْ وضعِ اللمسات الأخيرة -بالتعاون مع ذوي الاختصاص- في اقتراحٍ حدَّدت فيهِ التـَّصورات الأساسيةَ لاستحداث مركزِ أبحاثٍ في الجيوفيزياء والفلكِ والفيزياء الفلكيّةِ وعلومِ الفضاء؛ استجابةً لمنهجِ البحثِ الذي يهدُف إلى خلقِ ثقافةِ الابتكار؛ مّما يعزِّزُ منْ بناءِ قدراتِ الأجيالِ العمانيّة، والتعاون والتواصل بين الباحثينَ والعلماءِ والمؤسساتِ من أجلِ نمّو ٍ مجتمعي. وكذلك لي إسهامات في خدمة المجتمع المحلي من حيثُ الاستشارات وإعطاء محاضرات وحضورِ حلقات مناقشة في المجالس ِ الثقافيّة في مسقط".

 

ويختم ضيف شخصية العدد 142 من إشراقة اللقاء بقوله: "أودُّ الإشارةُ إلى أنَّ البحوثَ النفسيَّة َ أكدتْ على أن كتابة الإنسان لسيرته الذاتيّة يحقـّق العديدَ من المزايا والفوائد النفسيّة، وزيادة في الإنتاج الإبداعي والقدرة على التطور والصيرورة؛ لذلك أؤكدُ لكم بأنني بدأتُ فعلا في كتابة سيرتي العلميّة والأكاديميّة التي تحوي كثيرا من المحطّاتِ والذكريات. وقدْ تشدُّ القارئ لما تحتويه من مواقفَ ومراحل منذ بدايات التعليم الأولى الحافلة بمواقف حياتية مهمة والرغبة في طلب العلم ِ ثم َّمرحلة العملِ وما رافقها منْ محطَّات علميّة وأخرى حيوية سيُكشَفُ عنها في كتاب ِ (محطّات في السّيرة)، الذي يوثق سيرتي العلمّية والعمليّة؛ لتكون حافزاً للطلبة والشَّباب بما فيها منْ وصف لمراحلَ صعبة لابدَّ للطالب أنْ يتجاوزَها بطموحه وتفوقه كي ينجحَ في غده

ومستقبلهِ.

إرسال تعليق عن هذه المقالة