الرابع والعشرون من فبراير
منذ الصغر كان يتردد على مسمعي هذا البيت الشعري المشهور لصاحبه أمير الشعراء أحمد شوقي "قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولاً".
لم أكن أعي تماماً مفردات هذا البيت الشعري اللطيف بقافية اللام الجميلة المشبعة بحركة المد الرائعة.
ولم أعره اهتماما واضحا، كان مجرد بيتُ شعر يمر عليّ سائر الأشعار!
أما الآن، عندما أصبحتُ معلمة على خشبة مسرح الحياة، أدركت تماماً مفرداته!
أن أفي حق مُعلمي تبجيلاً فخماً لعظمة مقامه وعلو هيبته، في هذا اليوم العظيم المُزدان بِكل تفاصيله منذ بزوغ الفجر ويحق لي أن أُسميهُ فجر الفرح لكل مُعلم!
في كل يوم نرتدي صباحاتنا ونشحذ الهمم بكل ما أُوتينا من طاقة لأداء رسالة الأنبياء العظيمة، في هذا اليـوم يتُـوج فيه المعلم المُخلص المتفاني في عمله، ذلك الفرح المبُاغت تجـده في أعينُ الطلبة قبل أُعين المعلمين ولسان حالهم يقول:
شُكـراً للأيام التي جَعلت منك مُعلمي يدا معطاءة صافحت قلوبنا كي تُبقي فيها أثرًا حسنًا وذكرًا طيبًا.
شكرا لك لأنك صنعتني لأصبح غداً ثمرة يانعة مليئة بالخير أنت من سقاها وتعهدها بالنماء.
في هذا المقام كيف لي أن أنسى مصدر سعادتي وجل اهتمامي وعينيّ التي بهما أرى الحياة طالباتي الصغيرات، أرى فيكن نبعاً وافراً وظلاً ظليلاً ومغنماً للثواب.
شكرا لك يا خالقي يا واهب النعم العظيمة لجميل ما أنعمت به علي، شكرا بحجم السماء بل وأكثـر، ممتنة لك يا الله ولساني يلهج بالشكر لكل من علمني حرفا وقلبي يتراقص فرحاً لعظم ما قد آتاني الله من فيض نعمه، ولسان حالي يقول أكرمني يا رب بالإخلاص في عملي وإتقانه وأداء رسالتي العظيمة ونحن أهل لذلك بإذن الله.
الغالية بنت علي البوسعيدية