بالفن التشكيلي رسمت مستقبلها الزاهر
إشراقة
بريشة الفنان خطت سنين دراستها الجامعية، وبروح التفاؤل والأمل واجهت كل العقبات وأكملت مشوارها لتتخرج وأمام ناظريها مستقبل زاهر.
الأستاذة عواطف الهنائية خريجة التربية الفنية شاركت "إشراقة" بذكرياتها عن الجامعة وعما أنجزته وتسعى لتحقيقه في حياتها المهنية.
ربيع العمر بين ثنايا الجامعة
عواطف بنت سعيد الهنائية، خريجة جامعة نزوى الدفعة السابعة (2008/2009) في كلية العلوم والآداب، تخصص التربية الفنية. حاليا أعمل معلمة للفنون للتشكيلية بمدرسة عائشة بنت طلحة للتعليم الأساسي للبنات (5-12). بدأت رحلتي الجامعية بالسنة التأسيسية، ثم بدأت بسنوات التخصص الأولى فالثانية بكل شغف وإبداع، وبعدها شاءت الأقدار والظروف أن أتعرض لظرف صحي عاق تكملة دراستي ووجودي في الجامعة، وبسببه لم أتمكن من أن أمارس حياتي الطبيعية في تلك الفترة؛ فاضطررت إلى تأجيل الدراسة سنة كاملة، ثم حاولت أن أسترجع قواي وصحتي لتكملة مسيرتي التعليمية، ولا أنكر الفضل الكبير والمساندة التي حصلت عليها في تلك الفترة من الأساتذة والموظفين في الجامعة وبعض من زميلاتي المقربات لأتخطى هذه المرحلة بصحة وبسلام وتوفيق ونجاح.
ورغم الظروف التي واجهتني طيلة السنوات المتبقية الثالثة والرابعة والخامسة، إلا أنه كانت لي مشاركات متنوعة في الأنشطة والجماعات التي أضافت لحياتي طابع التغيير والتجديد وتنمية الذات والشخصية؛ مما عملت على صقل مهاراتي ومواهبي الأدبية والإدارية والقيادية والفنية؛ إذ انضممت إلى جماعة الفنون التشكيلية، فكانت لي مشاركات أدبية مستمرة في ملحق إشراقة، كما أنني عملت طالب إسناد بدعم من صندوق معين.
إلى جانب ذلك كانت لي مشاركات في الملتقيات الجامعية، والورش الفنية المختلفة في مجالات الفنون التشكيلية داخل الجامعة وخارجها والمعارض الدولية للفنون التشكيلية بجامعة نزوى (الثاني والثالث والرابع والخامس)، التي غرست في روحي الجرأة والثقة بالذات وتنمية أساليب الحوار والمناقشة والحديث.
بصمة العطاء تؤتي أكلها ولو بعد حين
لم تكتفِ جامعة نزوى من أن تخلق مني شخصية تربوية أكاديمية فقط، وإنما تعدت ذلك لتجعل مني فردا فعالا قادرا على العطاء من طريق صقل مهاراتي الإدارية والقيادية والفنية، وترجمت ذلك أثرا في المجتمع المحيط خارج الجامعة.
إن علاقتي بالجامعة علاقة مستمرة تكاملية للحياة المهنية؛ إذ سبق وأن نظمت ورشة ومعرض (مرايا تراثية) بالجامعة لمعلمات الفنون خريجات جامعة نزوى بالتعاون مع مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين، كذلك نظمت ورشة فنية لطالبات ولايتي بهلا والحمراء بالتعاون مع مركز خدمة المجتمع والدكتور هاني فاروق.
ومؤخرًا نظمت حصة تعليمية ميدانية في مشاغل قاعات الفنون لطالباتي في الصف الحادي عشر بالتعاون أيضا مع قسم التربية والدراسات الإنسانية ممثلة في الدكتور هاني فاروق. وكثير من المشاركات التعاونية بين الجامعة ومديرية التربية والتعليم بالمحافظة الداخلية.
وعلى نطاق المجتمع، قمت بتنفيذ مبادرة تحت رؤية (نحو مجتمع عماني مثقف فنيًا) وهي عبارة عن ست مسابقات فنية نظمتها عبر برامج التواصل الاجتماعي تتضمن مشاركات من تخصصات مختلفة والحمد لله، كذلك قدمت العديد من الورش الفنية المتنوعة داخل المدرسة وخارجها لفئات عمرية مختلفة.
إنني إلى الآن ما زالت أنمي ذاتي المهنية بأساليب فنية تقنية حديثة، خاصة بعد حصولي على شهادة (الممارسات المهنية) من المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين بمسقط، وما زالت هناك خطط قادمة -بإذن الله- لتنفيذها قريبا.
أثر الأفراد لا ينسى
الحنين للجامعة لابد منه والجائز لي أن أقول إنه لا يمر عليّ يوما دون تذكري للجامعة فاشتياقي لها دون توقف إطلاقا.
والحق يقال إن كل من كان له أثر في نجاح الجامعة حلقة تكاملية من طلبة وأكاديميين وإداريين ورجال الأمن وسائقي الباصات جميعهم بالذهن اسما وشكلا.
والفضل لما وصلت إليه اليوم يعود لشخصيات مهمة عالقة في ذهني أعطت بصمة في قلب عواطف وكونت شخصيتها، وكان لها الداعم الأول بحكم التعامل المستمر، وهم:
دكتور هاني فاروق، أستاذ مشارك تخصص خزف بقسم التربية والدراسات الإنسانية، والدكتور صالح العزري، عميد شؤون الطلاب وخدمة المجتمع، والأستاذ ناصر البهلاني –رحمة الله عليه- الذي كان مدير مركز التميز الطلابي آنذاك.
الموهبة هبة الله للإنسان
الموهبة هبة ونعمة من الله يجب تنميتها وصقلها باستمرار حتى تجني ثمارها، فهي تجعل من الفرد شخصية مُعطاءة منتجة للوطن، والحق أن الموهبة لم تقف يوما عائقا لتطور الشخص؛ بل هي تنميه وتغرس فيه مهارات جديدة.
كلمة لابد منها
من المؤسف حقاً أن يتنكر الفرد لأماكن احتضنت بذور نجاحه.. ومن هذا المنطلق أعترف بأن جامعة نزوى كانت وما زالت لها الفضل الكبير في تطوير شخصيتي وجعلي فردا قادرا على العطاء؛ مسهما في تنمية الحراك الوطني.