السنة 16 العدد 140
2021/02/01

عادات الطفولة ثمار المستقبل

 

 


 


إشراقة

 

للذكرى عبق جميل يعود بك إلى لحظات من الماضي البعيد؛ لتعيشها بكل تفاصيلها مرة أخرى متذكرا كل لحظة ووصلة تضحك أحيانا وتبكي أحيانا أخرى، ولكن شعور الفرح يغمرك حين تعلم أن كل تلك اللحظات قد صقلتك وأخرجت منك ما أنت عليه اليوم.

إشراقة التقت اليوم في لقائها (مع خريج) بإحدى طالباتها النجيبات؛ لتعيش معكم تفاصيل جعلت منها كاتبة وأديبة لها مجدها وصيتها بين الكتاب العمانيين وسيناريست المسلسلات التلفزيونية؛ لتحكي لنا في سطور شيئاً من الماضي الجميل.

 

عادات الطفولة ثمار المستقبل

 

شيخة بنت عبدالله الفجرية، من ولاية السويق، تقول: "نشأت في عائلة تحب الشعر بجميع أنواعه وتشجعنا دائمًا على القراءة والاطلاع، ابتداءً من والدتي الحبيبة التي تعلمت منها طريقة قص قصص "الخَرّوفة"، وهي حكاية ما قبل النوم عودتنا عليها منذ بواكير الطفولة، كذلك كانت والدتي تحفظ كثيرا من الأشعار الشعبية العمانية، خاصة شعر الرزحة والمسبع وشعر أغاني "المريحانة"؛ لأن هذه الأشعار غالبًا ما تكون مرتبطة بقصة حدثت لأصحاب الشعر، فيما كان والدي -رحمه الله- يعتمد عليَّ في قراءة الكتب التي يجلبها للبيت، كنت لا أفهم قراءة كثير منها بسبب صغر سنّي؛ ولكنني في ذات الوقت أحب قراءة ما يجلبه والدي للبيت من كتب ومجلات وصحف متنوعة؛ ووالدي -رحمه الله- كوَّن لي مكتبة فيها عدد كبير جدًا من أمهات الكتب، رغم أن والدي غير متعلم، لكنه شاعر ومثقف يحب الاستماع ومتابعة الأمور السياسية والفنية.

 

رحلة البناء وتطوير الذات

 

في العام الأكاديمي 2009 / 2010م بدأت البرنامج التأسيسي، والفصل الأخير من البكالوريوس درست موادّه في اللغة الإنجليزية في جامعة ويسكانسون ضمن برنامج آفاق عالمية في صيف 2013م، وتخرجت في 2014م بدرجة امتياز في البكالوريوس، ثم أكملت الدراسات العليا في جامعة نزوى عام 2014 / 2015م، وتخرجت في 2017م بدرجة ماجستير مع مرتبة الشرف.

إلى جانب الانتظام في الدراسة وحضور المحاضرات، كنت منتظمة أيضًا في التسجيل لحضور دروس اللغة الإنجليزية في مركز الكتابة (Writing Center) بشكل مكثف، خاصة في فترة السنة التأسيسية. 

وكانت حياتي في الجامعة حافلة بالأنشطة، فقد حصلت على عضوية المجلس الطلابي بالجامعة للعامين الجامعيين 2010 / 2011م - 2011 / 2012م، وأسست إذاعة جامعة نزوى الإلكترونية، وكان لي السبق في فكرة وتنظيم المهرجان الإعلامي السنوي، كما أنني ترأست جماعة الصحافة والإعلام التي أشرف عليها الدكتور الناقد محمد الشحات.

وإلى جانب ذلك، ألّفت عروضا مسرحية هادفة ذات طابع صحي واجتماعي في العديد من المناسبات للجماعات الطلابية في الجامعة، وألفت أوبريت العيد الوطني (42) للاحتفال الرسمي بالجامعة عام 2012م، وشاركت في تأليف أوبريتات افتتاح المهرجان الإعلامي، كما شاركت في نشر قراءة أسبوعية للمخطوطات العمانية والمغاربية الموجودة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية في ملحق أشرعة الثقافي بجريدة الوطن العمانية عام 2011 / 2012م. وحصلت على عضوية اللجنة الثقافية لسكنات الطالبات لعام 2010 / 2011م. أما على صعيد المؤتمر الطلابي فقد شاركت بورقة بحثية في نسختيه الرابعة والخامسة.

 

الانطلاق نحو مسيرة تأليف الدراما

 

مشاركاتي داخل الجامعة وخارجها عديدة ومتنوعة، أبرزها كتابة قصيدة التخرج وإلقائها، التي كانت بعنوان: لا رجوع.

كما بدأت مسيرة التأليف في الدراما الإذاعية والتلفزيونية قبل وفي أثناء وبعد الدراسة الجامعية، ولله الحمد ونسأله التوفيق ما زلت مستمرة في الكتابة بانتظار أولى رواياتي الأدبية بعد 12 رواية (مسلسلات) درامية إذاعية وتلفزيونية تم بثها في إذاعة وتلفزيون سلطنة عُمان.

 

 

وللجامعة جهود وأدوار

 

عملت مساعد باحث في مشروع بحثي أكاديمي عن الكتابة، وقدمت أوراقا بحثية عدة في المؤتمرات الطلابية التي تقيمها الجامعة؛ لذا نمت لدي مهارة الكتابة البحثية وفق المنهجية الأكاديمية، بالإضافة إلى الدراسة الجامعية على يد أساتذة كبار ومهمين، مثل: الأستاذ الدكتور الشاعر الأديب سعيد الزبيدي، والدكتور الأديب غالب المطلبي، والدكتور ثابت الألوسي، والدكتور الناقد محمد الشحات، والدكتورة زينب الجميلي، والدكتور الشاعر محمود الصقري، والأستاذ الدكتور أحمد حالو، والدكتور أحمد السامرائي، والدكتور عبد الجبار القزاز، والدكتور الشاعر محمد الغزي، والدكتور الروائي والناقد صلاح الدين بوجاه.

وتوّج هذا النشاط في رسالة الماجستير عنوانها: النص الدرامي العُماني الإذاعي والتلفزيوني جنسًا أدبيًا، مع العلم تم تحويل هذه الرسالة إلى كتاب، ونفذت نسخته الأولى في الجزائر وتونس؛ وأتمنى أن أجد الدعم لنسخ الطبعة الثانية منه.

 

تخطيط في إدارة الوقت

 

لكل شيء في الحياة صعوبات، المهم كيف نتغلب عليها أو نجتازها؛ لذلك تمثلت الصعوبات في التحكم بالوقت، إلى أن وضعت لنفسي جدولًا خاصًا بدأت في تطبيقه منذ دخولي إلى مرحلة التخصص في البكالوريوس وحتى حصولي على درجة الماجستير ولله الحمد.

 

حنين للجامعة ولمتابعة المشوار

 

أحن إلى الجامعة كثيرا وأتمنى إكمال دراسة الدكتوراة فيها، وهذا الحنين هو ما دفعني لإقناع شقيقتي لتسجل اسم جامعة نزوى في خيارات مقاعد مركز القبول الموحد، واليوم هي طالبة في البرنامج التأسيسي في جامعة نزوى.

إلى جانب أني أزورها بين فترة وأخرى، فأنا على تواصل مع بعض الأساتذة الكرام ممن لهم فضل كبير عليّ، منهم نائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم إسماعيل، والأستاذ الدكتور سعيد الزبيدي الذي أتشرف بمراجعاته اللغوية على كتبي الأدبية قبل نشرها.

 

نحن جزء من الحل

 

من الشخصيات العالقة في ذهني ولها أثر عليّ شخصية رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور أحمد الرواحي، الذي أحفظ له كثيراً من المواقف الإنسانية معي ومع من أعرف من زميلاتي طالبات الجامعة، كذلك أحفظ له عبارته التي يكررها على مسامعنا في كلماته التي يوجهها لنا بشكل سنوي وهي: "نحن جزء من الحل، ولسنا جزء من المشكلة"، وهو كذلك فإن الجامعة ورئيسها كانوا دائمًا جزءاً من الحل فيما يعترضنا من عقبات ومشاكل تتعلق بارتباطنا بجامعة نزوى.

 

نتاجات تتبعها طموحات أخرى

بعد التخرج صدر لي كتابان نقديان، وأعمل على إنجاز الكتاب النقدي الثالث، ولا تزال بقية المشاريع الكتابية مستمرة بإذن الله تعالى.

 

كلمة لابد منها

نصيحتي للطلبة الموهوبين أن يخلصوا لمواهبهم، والإخلاص للموهبة يعني الصدق في صقل هذه الموهبة. وهنا لا يسعني إلا أن أقول لكل طالب وطالبة في جامعة نزوى: ستجدون العديد العديد من الفرص التي ترتقي بشخصياتكم فاقتنصوها لتعيشوا حياة جامعية ممتعة؛ وأبرز هذه الفرص:

 

1ـ المؤتمر الطلابي.

2ـ مركز التميز الطلابي.

3ـ المجلس الاستشاري الطلابي.

4- برنامج التبادل الطلابي.

5ـ مركز البحث العلمي (دارس).

6ـ برنامج الإسناد الطلابي.

 



إرسال تعليق عن هذه المقالة