السنة 16 العدد 139
2020/01/01

سفيرة رواد الأعمال، الحائزة على شهادة تايانا السلام من كندا تحكي جانبا من مسيرتها الريادية

 


 

حوار إشراقة: 

 

مروة إلهي بخش البلوشية، خريجة في جامعة نزوى في تخصص اللغة الإنجليزية والترجمة، كان حلمها الحصول على وظيفة حال أيِّ خريج يطمح لوظيفة حكومية بعد التخرج، ولم تكن تعلم أن في انتظارها مستقبل زاهر تأسسه بنفسها من نقطة الصفر.

تقول البلوشية: بدأت مسيرتي في الجامعة حال أي طالبة في سنتها الدراسية الأولى تكمل يومها الدراسي وتعود إلى سكنها لتكمله بالاستمتاع مع رفيقاتها ومشاهدة التلفاز غير عابئة بالوقت الذي يذهب سدى، ثم بدأت أشعر بأن ذلك يقلقني، فأحببت أن أعيش تجربة جديدة أستغل فيها هذا الوقت الضائع، فدخلت جماعة جسور اللغة الإنجليزية والترجمة، وانضممت إلى الاجتماع الأول للجماعة، وهنا كان لقائي بملهمي الدكتور محمد الشعراوي؛ إذ رشحت نفسي لأكون رئيسة للجماعة، وشعرت حينها بدهشة الحضور لشجاعتي وثقتي بأني سأحدث تغييرا في الجماعة رغم عدم معرفتي وإلمامي بأنشطتها وفعالياتها، وبناء على تصويت الأعضاء تم اختياري نائبة للرئيس. تعلمت وكرست مهاراتي القيادية لأصبح رئيسة الجماعة بعد ذلك مدة سنتين متتابعتين.

 

 

 

خطوة نحو المستقبل..

بعدما خاضت مروة تجربة الرئاسة، قررت أن تخفف عبء أهلها وتتحمل مسؤولية نفسها، فبدأت البحث عن وظيفة لتعمل فيها بعد انتهاء يومها الدراسي في الجامعة. توظفت في شركة مدينة العود للعطور، واستمرت في العمل بهذه الشركة أكثر من سنتين، ونظرا لكون هذه الوظيفة وظيفتها الأولى، أدركت مروة أن الوظيفة ليست مجرد راتب شهري تأخذه نهاية الشهر؛ بل هي شغف وتعلم وتعزيز للشخصية، فأصبح كل من يمر على محل مدينة العود يثني عليها ويشعرها بأن الشركة هي شركتها الخاصة لإخلاصها وتفانيها.

 

مرة أخرى بدأ شعور المغامرة يراود مروة؛ فبدأت البحث عن عمل مختلف يكسبها مهارة أخرى وخبرة مختلفة، فنظرت ذات يوم إلى بريدها الإلكتروني الجامعي؛ ليثير انتباهها بريد للمشاركة في تأسيس شركة طلابية، وهنا التقت مروة بالأستاذ محمد المعولي؛ ليكون مشرفا على شركتها. تقول مروة: "اخترت فكرة لشركتي؛ ونظرا لثقة الطلبة بحبي للعمل انضمَّ للشركة أكثر من ١٥ طالبا ليكون جزءا فعالا في الشركة التي عرفت بشركة (بلا حدود الطلابية)، تأهلت هذه الشركة ضمن ١٥ شركة من بين ٩٥ في نهائيات مسابقة شركتي التابعة لمؤسسة إنجاز عمان، أفادتني التجربة كثيرا؛ إذ تعلمت أسلوب الإقناع وأصبح التسويق بالنسبة لي فن ومتعة، وبعد انتهاء المسابقة قررت أن أفتتح محلي الخاص؛ وذلك للخبرة التي اكتسبتها، وكذلك لمعرفتي بالعطور وروائحها الجميلة".

 

 

 

طموح صاعد

تكمل مروة حديثها معنا قائلة: "افتتحت علامتي التجارية فلامنجو بسوق سمائل، وهي عبارة عن مجموعة واسعة من العطور والبخور ومستحضرات التجميل، والحمدلله تفوقت في هذا المجال ونجحت؛ إذ إنني رائدة أعمال أعتمد في عملي على مجموعة من الأسس والأخلاقيات، مثل: المصداقية والإيجابية والتفاؤل، بالإضافة إلى التعامل الحسن والوجه البشوش، الأمر الذي جذب الزبائن وألهمني مزيداً من الأفكار والعطاء. إنني أطمح إلى توصيل منتجات فلامنجو العمانية للسوق العالمي، وأرجو أن أخطو خطوات كبيرة ومميزة في هذا المجال، وأن أحقق مزيداً من الإنجازات في الجناب العملي من حياتي".

 

 

 

الحاضر

اليوم مروة هي سفيرة رواد الأعمال الحائزة على شهادة تايانا السلام من كندا صاحبة العلامة التجارية العمانية فلامنجو وشركة بلا حدود، وهي إدارية في الموقع العالمي قف وناظر ومجلة لايت نيوز ستار وفن أوروبا وصاحبة شركة البريمي هوست، فيما تم استضافتها في قناة عمان ببرنامج قهوة الصباح وفِي قناة الفجيرة ببرنامج صباح الخير، وفي العديد من البرامج الإذاعية في السلطنة. قدمت مروة برنامجها الخاص في إذاعة Rec radio بعنوان: (يلا نبدأ)؛ لتحث شباب عمان على العمل والتسويق وفتح مشاريع خاصة، كما قدمت العديد من الورش في مجال ريادة الأعمال في كل من جامعة نزوى وجامعة الشرقية وللعديد من فرق التطوعية.

 

 

تقول مروة: "سأكون دائما داعمة لشباب عمان وأفكارهم وإبداعاتهم، فمجال ريادة الأعمال مجال ممتع وفيه حيز واسع للإبداع والابتكار، وشباب عمان قادرين على الخوض فيه، والحكومة سهلت كثيراً من الإجراءات وتشجع العمل في هذا المجال، فهو يحمل مستقبل عمان الزاهر؛ لذلك أدعو الشباب إلى التجربة والمحاولة في هذا المجال الذي من شأنه أن يسوق لنا ولبلدنا الخير الوفير".

إرسال تعليق عن هذه المقالة