السنة 15 العدد 137
2020/11/01

بقلم الطالبة: مَيْثَه الخنبشيّة

 

من الرائع حقًّا أن يتمركز أمان المكان في بقعة جغرافية تشرق بالأدب، بأصالة الكتب، بِإيقاع الثقافة، بِتفاصيل الحياة، وهذا ما اختاره نادي فحوى لِيكون وظيفته المعنويّة واللغوية في جامعة نزوى.

 

 

إنه مقرٌّ يُثبت -لكل الذين مرّوا أمامه يومًا، أو حتى أولئك الذين عبروا في تلابيب الأدب- أنّ بهجة المرء وطمأنينته تختبئ بين صفحةٍ وأخرى، على غلاف كتاب، أو حتى في اسمه!

 "نادي فحوى"... طاقة هائلة وعظيمة من الأيادي التي ضجّت بِرائحة الكتب، من الأرفف التي قررت احتضان الروايات والمجلّات إلى تلكم اللوحات التعبيريّة والعبارات التحفيزيّة.

بِالمناسبة... هذا النص الذي تقرأه سعيدٌ بذلك، لطالما ابتهجت جميع الأشياء التي يقرؤها المرء إثرَ سيرهِ نحوها. فالقراءة ليستْ إضافة رقيقة لِلكون، وليستْ فرضًا عليك، ولا حتى دينًا تسدّده قسرًا، إنّما هي أنت، جزءٌ من تكوينك، هي النافذة التي تخرجك من ضيق أيامك الخانِقة نحو الأفق الواسع! لطالما كانت -وما زالت- بهذا الحدّ من الشسوع والاتّساع.

الشخص القارئ يرى الحياة تتزاحم في عينيه، لِلّحاق بِالكمّ الهائل من لمعان كيانه، تلحظُ طريقته العجيبة في المذاكرة، وتفوّقه في مقرراته الدراسية، تشعر أنك تحادث قلبًا مهذّبًا، وعقلًا متّزنًا. ولو كنتَ شخصًا راغبًا بِالسير في عالم الأدب، لكنك بقيتَ متردّدًا منزويًا في زوايا الهامش، الْتفت لِتجد بابًا كُتِبَ على لوحته: "نادي فحوى لِلقراءة"، هُناك ستجد تكوّرًا رقيقًا لِشسوع الأدب، الفضاء، البشر، وكل ما هرب من رحابة الأفق قاصدًا ضيقَ أربعةِ جدران تعج بالمعرفة وتنير بالثقافة. يبقى هذا البابُ مفتوحًا مُستقبِلًا مُنادِيًا أولئك الهاربين من تِيه الأيام لِدليل الحياة، لِلقراءة! كما يستقبل نادي فحوى للقراءة ضيوفًا على الدوام. رحّب بجماعة الشهباء في أحد اجتماعاتها العامرة بِالأفكار والإبداع. كما سُرَّ بأولئك القادمين من الجامعات الأخرى.

 

 

قدّم نادي القراءة -في فترته الماضية- جلساتٍ رائعةً حقًّا، منها ما نوقِشَتْ فيها الكتب، ومنها ما أخذتْ الكتابة محورَ حديث، ومنها ما اختارتْ تنميةَ للذات، لِتذكّر كل حاضرٍ -آنذاك- أنه ليسَ سواه، وأن يعتزّ بِمنطقه وعاطفته كقارئ.

وإن كانت الصدفة رفيقةَ أحد أيامك، وحصلت على مرسالِ فحوى، فأنتَ تملك خريطةَ نجاة، شيئًا يتوجّب عليك أن تقرأه بقلبك قبل عينيك. ومن الجديرِ واللطيف بالذِّكر أنه في يومٍ بهيجٍ جدًّا، زارت نادي القراءة إحدى المدارس المتّحدة الخاصة، هناك حيثُ امتزجت براءة الأطفال بِالأدب، إذ رأينا اللُّغة -واضحةً جليّةً- في لمعة المُقل الممتدة حتى سراديب قلوبهم النقية. وفي يومٍ عظيم آخر، كان لِنادي فحوى وجودٌ رهيب في معرض الكتاب الدوليّ بِمسقط، عرّف فيه النادي عن نفسه على لسان أفراد أسرته، وأوضح خطته وأهدافه القادمة. هُناك أيضًا قضينا -بِرفقةِ الحشد الغفير من القرّاء- ساعةً شبابيّةً أطلقتها اللجنة الوطنية لِلشباب. عمومًا.. احتفظ دومًا بِحصّتك من الأدب، اقرأ دومًا، احتمِ بالفنّ، فهذا ما تستحقّ أن تعيشه حقًّا.

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة