السنة 15 العدد 136
2020/10/01

حوار: إشراقة

الانتماء إلى عائلة مُحبة للمعرفة تشجع على المشاركات المجتمعية المختلفة دفعها إلى المشاركة في الأنشطة المدرسة الطلابية؛ فقد ترأست جماعات عدة؛ مما صقل شخصيتها، وغرس فيها روح القيادة، فعُرفت بشغفها للعمل وتعلم كل جديد. في هذا الحوار -الذي بين أيدينا- سنتعرف على فاطمة بنت علي بن حمد العبرية، خريجة جامعة نزوى للعام الأكاديمي ٢٠١٧م في كلية العلوم والآداب - تخصص اللغة الألمانية والترجمة.

 

‏كيف كانت رحلتُك بالجامعة حتى تخرجُك منها؟

‏بدأت رحلتي -بفضل الله- مباشرة في المرحلة الثالثة من اختبار السنة التأسيسية؛ أي درست فصلا واحدا فقط، الذي بدأت بعده مباشرة في دراسة مواد التخصص، فحصلت على درجة فوق المطلوب في اختبار (التوفل)؛ رغم الكلام المحبط الذي تلقيته حول صعوبة الاختبار.

‏وقد كان تركيزي ينصب في مقدرتي على التركيز والتوفيق بين التفوق الدراسي ومشاركاتي المختلفة في مجال الأنشطة الطلابية، وبفضل الله تمكنت من ذلك؛ إذ إنني تخرجت بمعدل لم يقل عن ٣، وفي نفس الوقت ترأست المجلس الاستشاري الطلابي في فترته السابعة. وأقل ما أصف به تلك الرحلة: أنها كانت تجربة ثرية بالمعارف والخبرات، التي صقلتني وأضافت إلى خبراتي المهنية والعلمية.

 

‏ماذا أضافت لك جامعة نزوى إلى جانب الرصيد الأكاديمي؟

‏البيئة الجامعية حياة ومغامرة جديدة مليئة بالمعارف والتجارب والنجاحات والتحديات والعثرات والدروس؛ ولكنها -بالنسبة لي- المكان الذي استطعت فيه اكتشاف قدراتي ومواهبي ونقاط قوتي وضعفي؛ فمن طريقها استطعت خلق قنواتي الخاصة للتواصل مع المجتمع من مختلف الفئات وفي شتى المجالات. هذه البيئة جعلتني أحن إلى زواياها: الفصول الدراسية التي جمعتني بزملاء وزميلات الدراسة، مركز التميز الطلابي، مكتبة الجامعة، قاعة الشهباء، أخيرا وليس آخرا المسرح المفتوح الذي لطالما جمعتنا به أروع الذكريات.

 

‏عددي لنا شخصيات ما زالت عالقة في ذهنك؟

‏في الحقيقة، كل من وضع بصمة وذكرى جميلة في شخص فاطمة، هو بالنسبة لها شخص يستحق أن يبقى في الذاكرة إلى الأبد؛ سواء أكان من صديقات الدراسة أم من زملاء الأنشطة، أم كل الشخصيات التي وقفت بجانبي وساندتني وأرشدتني في أخطائي حتى لحظة تخرجي.

وأضرب هنا مثالا يستحق أن يكون قدوة وأنموذجا، ألا هو المرحوم الأستاذ محمود الرواحي؛ فقد كان خير دليل على ذلك، فقد رحل عن الدنيا بابتسامته، تاركا أثرا طيبا بين الطلبة والأكاديميين؛ وذاكرة هذا الصرح العلمي -في اعتقادي- سوف تحتفظ بها إلى الأبد. وهناك كلمة حق يجب أن تُقال: لم يرتبط أحد يوما في جامعة نزوى بمركز التميز الطلابي بنفس القدر الذي ارتبطت به في أثناء وجودي ودراستي؛ لذلك أشهد بالخُلق الرفيع الذي اتصف به الأستاذ سعود بن ناصر الصقري -مدير المركز سابقا- الذي أعدهُ شخصيا أستاذا وأبا موجها وداعما لكل طالب وطالبة.

 

‏كيف تصفين علاقتُك بجامعة نزوى حاليًا؟

‏ما زلت على اطلاع بكل ما هو جديد في جامعة نزوى؛ خصوصا في مجال الأنشطة الطلابية والمجلس الاستشاري الطلابي. كما أنّ علاقتي بالأساتذة والأكاديميين على تواصل قائم على الاحترام والتقدير. وأتمنى أن يضع الطلبة أهدافهم الأكاديمية نصب أعينهم، وأن يعطوا أنفسهم فرصة المشاركة في الأنشطة الطلابية؛ لصقل شخصياتهم وتنمية مواهبهم؛ ولتجديد الطاقة والترويح عن النفس؛ وذلك الذي سيهيئهم لاحقا للانخراط في سوق العمل بشكل أفضل. كما أدعوهم لعدم السماح للمحبطين المتذمرين أن يكون لهم مكان في محيطهم.

إرسال تعليق عن هذه المقالة