جماعة التمريض
هي افتتاحية المسير للحملة التي أقامتها جماعة التمريض بجامعة نزوى، كما أنها ختامٌ لمسيرِ عامٍ من الفعاليات المختلفة، إذ إن البداية كانت بالتسجيل في مسابقة أنشأتها جماعة التمريض بجامعة السلطان قابوس عنوانها: "أفكار خلاقة" التابعة للملتقى التمريضي الثالث.
وعكس اسم الحملة نصف الهدف الذي تصبو إليه، فقد استقى فعل "قِ" الوقاية والعافية في آنٍ واحد، وجاءت بإلزام فعل الأمر من الوقاية للتأكيد على ضرورته وأهميته. وقد كانت البدايةُ مجرد فكرة على ورق، لم تكن لتخلق لولا تكوين الأعمدةِ، ولم تكنْ لتتم لولا التعاون المشترك، بعدها خُلِقَت الأعمدة ورُتّبَت الفواصل، وأُنجِبَ التّصوّرَ الذي كان أساسهُ الورق على أرضِ الواقعِ.
قامت حملة "قِ" تحت إدارة أعضاء جماعة التمريض، كما أثمرت جهود الجامعة بإسهام كلية الصيدلة والتمريض ورئاستها وبقية المراكز الادارية في إتمامها. وبالرغم من الصعوبات الكثيرة المواجهة، إلا أن الإصرار لإكمالها كان أعظم؛ لينتج مصدرا من مصادر التوعية والتثقيف من أجل خدمة المجتمع وأفراده، المواطن والمقيم والزائر كذلك. وتسعى رؤية الحملة إلى خدمة كافة شرائح المجتمع، ونشر الوعي من طريق التثقيف الصحي والتطبيق العملي بما يتناسب مع طرق الفهم والتعلم المختلفة لديهم. كما أن الحملة عبارة عن معرض متنقل في شاحنة تهدف لنشر التوعية الصحية والتثقيفية المتعددة لمختلف الأعمار، وتضمين الجانب الصحي، وتصحيح الأفكار والعادات الشائعة في المجتمع، وتنمية الوعي اللازم لأساليب الوقاية من كورونا وغيرها من المشاكل الصحية الأخرى.
وقد بدأ التخطيط بناءً على أبعاد الشاحنة وحاجة الأفراد من الشرح والمادة المراد تقديمها، ثم تم التعامل مع صدى الصوت وغيرها من المشاكل المصاحبة. بعدها تم تصميم الحاجز الخشبي ووضع الجرافيكس على جدران الشاحنة.
وتحتوي الشاحنة على نظام التوعية القصصي الذي تم من طريق تصميم الجرافيكس؛ لتكوين قصة سريعة للزائر تكون موازية لحائط الشاحنة، وكذلك تضمين المادة العلمية بشكل مرئي وسمعي. فيما قُسِّمَ الحاجز الخشبي ليشمل العديد من المواضيع تم اختيارها بناءً على رابط وُزِعَ للأفراد في فترة التجهيز الأولى للحملة، وبعد تحليل نتائج الرابط تم الاجماع على عرض مواضيع عدة، منها: فيروس كورونا المستجد، الإسعافات الأولية، رعاية كبار السن، والصحة الجسدية والنفسية.
علما أنه تم تدشين الحملة في جامعة نزوى يوم الأربعاء الموافق 4/ مارس/ 2020م تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد الرواحي -رئيس الجامعة- والدكتور سالم بن سعيد التوبي -عميد كلية الصيدلة والتمريض. واستمرت فعاليات الحملة لغاية الساعة 1:30 مساءً، ثم انتقل الفريق لمباشرة أعمال الحملة وأهدافها في جراند مول نزوى حتى الساعة 10 مساءً؛ إذ ناقشت الحملة العديد من المواضيع مثل: فيروس كورونا المستجد وكيفية الوقاية منه، الإسعافات الأولية ورعاية كبار السن، الصحة الجسدية والنفسية، وتم عمل بعض الفحوصات، مثل: الضغط والسكر والوزن وتطبيقات عملية لتعليم الحضور ما يخص الإسعاف الأولي في حالة حدوثه مع مراعاة الجانب الوقائي من طريق توفير الكمامات والمعقمات وتطبيق التباعد بين الأفراد، إذ أقيم من طريق تحديد أعداد الأفراد إلى مجموعات وتنظيم الحركة داخل المعرض المتنقل.
ويطمح أعضاء الحملة لتطويرها عبر تطوير طرق العرض؛ لمواكبة التطور التكنولوجي، مثل: استعمال الواقع المعزز للشرح، والتعاون مع عدد من المؤسسات الصحية لتقديم الرعاية الصحية في مختلف المحافظات بناء على رغبة الأفراد. كما أنها تطمح لتضمين خدمة التبرع بالدم، وإقامة مخيمات تثقيفية لأيام لتشمل المواضيع المراد عرضها. وتوسيع نطاق اللغة المستعملة ليمتد إلى اللغة الأوردية والتركية وغيرها.
لقد ظهر أثر الحملة على المجتمع بشكل واضح لإثبات فاعِلِيتها؛ حيثما كانت الصعوبات والتحديات سلماً لإكمالها وتحقيق أهدافها بالشكل المطلوب. وعلاوة على هدفنا لكسب ثواب نشر المعرفة، قامت الحملة بدور تثقيفي لكبار السن والشباب والأطفال من الجنسين من مختلف الأعمار والجنسيات.
وجذب المعرض المتنقل العديد من الزوار للتعرف على مكنوناتها وتنفيذ التطبيق العملي فيما يخص الإسعافات الأولية. وقد أظهر الجمهور تفاعله الكبير من طريق مشاركتهم للعادات الخاطئة التي كانوا يتبعونها وطرق تصرفهم حيال ذلك، بالإضافة إلى إعرابهم عن رغبتهم للتعرف على مواضيع أخرى يحتاجها المجتمع.
وقد حققت الحملة جوانب عديدة مما سعت للوصول إليه؛ من طريق تثبيت المعرفة لدى الحضور، وكسب ثقتهم مصدرا للمعرفة والتوعية في الجانب الصحي للمجتمع. وقد تحقق عبر استعمال العديد من المنشورات الورقية والمرئيات المختلفة الملموسة منها والسمعية. فيما تم التأكد من وصول المادة المقدمة من طريق إتاحة الفرص للتطبيق والاستشارة والسؤال.