أ. باسم بشرى
مركز التميز الطلابي
إن ما يشهده العالم من تحديات، سواء على المستوى الاقتصادي أم المستوى الاجتماعي، حلول ضيف غير مرحب به لجميع دول العالم، وهو كورونا، فقد تغيرت أحوال البلاد والعباد؛ فكان له تأثير على الحياة الثقافية للمجتمعات؛ فتم إغلاق دور السينما والمسرح والمتاحف، ودور الأوبرا وقاعات الموسيقى؛ مما وجّه الناس للبحث عن بدائل رقمية، التي يتم عرضها ومشاهدتها بوساطة تطبيقات مختلفة. وقد أتاح المسرح أعمالا افتراضية للجمهور لا يمكن مشاهدتها عبر تلك الوسائط الرقمية؛ بيد أن هذا الشكل في العرض -في حقيقة الأمر- يتعارض ومبادئ العرض المسرحي، وهو مشاركة اللحظات الفنية بين الممثل المسرحي والجمهور، وتواصل العلاقة المباشرة بينهما معا في مكان واحد. كما أن التأثير الذي يتركه العرض المسرحي الذي يُقام على خشبة المسرح أمام الجمهور، لا يمكن أن يولد من طريق عرض يتم تقديمه عبر التطبيقات الرقمية المختلفة.
وقد أكد المسرح الجامعي بجامعة نزوى حضوره الفعال عبر العروض المسرحية المتميزة، التي تركت بصمة في ذاكرة الجمهور. وقد أسهم برفد الحركة المسرحية العمانية بطاقات ومواهب شبابية، وجذب شرائح جديدة إلى جمهور المسرح. ويعد المسرح الجامعي أكثر الفئات المتضررة من جائحة كورونا بسبب تحول المؤسسات التعليمية الجامعية إلى التعلم عن بعد ؛ لذا وجب هنا السؤال: كيف يعود المسرح الجامعي إلى دورة التنوير المعتاد في ظل كل هذه التحديات؟
أولاً: من طريق تسجيل العروض المسرحية السابقة وعرضها بواسطة التطبيقات الرقمية.
ثانياً: إقامة مسابقات ثقافية للموهوبين من طلبة الجامعة في تأليف النص المسرحي.
ثالثاً: عمل ندوات تعريفية بالمسرح وأهم عناصره، ونشرها عبر التطبيقات الذكية.
رابعاً: الاهتمام بمسرح الشارع وعرض مسرحياته، مع الأخذ في الاعتبار شروط التباعد.
خامساً: إقامة مسابقات لعروض المونودراما من المنازل، وعرضها عبر التطبيقات الذكية.
ويجب هنا التنويه إلى أنّ كل ما سبق محاولة من المسرحيين الجامعيين لخلق روح تواصل بين الممثل والجمهور؛ فالمسرح نبات يحتاج إلى ماء؛ أي الممثل، والهواء هو خشبة المسرح والعناصر المختلفة للعرض، والتربة هي الجمهور.