بقلم الطالبة: جُهينة بنت بدر المعنية
كلية الصيدلة والتمريض
ضَمرَت وَشيجةُ الأنام.. وأجْفَل الناسُ مِنْ بعضهم، ونَسوا دمّ الإخاء
يالله.. إنِي غَطستُ في عُمقِ السهوِ والذُهول!
ووقفتُ أُحدّق مِنْ فَظاعةِ ما يدُور
فذاكَ ينْهشُ لحمَ أخيه بالتزويرِ والتلفيقِ ويُكْثِرُ الثَلْبَ دونَ حياءَ، وذاكَ الغـشيمُ يجهلُ مكيدةَ نديـمه الخوّان..
أما أنا فقد أعْوصتُ عن التمييزِ بينَ الأمينِ والمُحتال..
نَكسوا الحياةَ رأساً على عَقِب.. أشاعوا الغوائِلَ ورسَموا الاعْوِجاجَ بدلاً منَ الاستواء.. وأصبحَ الإجْحافُ أشدَ وَباء، وما كان على الصالحينَ إلا الدُعاء.. يبتهِلُون لِربِّ الأرضِ والسماوات.
نُريدُ الصُلْحَ والسلام.. نُريدُ الحُب والصفاء..
نُريدُ الأُنسَ لا الجَفاءَ يُوْبِــقُنا.. فما ضركُم لو بالرأفةِ تَخالـصنا؟
عجباً! تعيشونَ حياةَ الضَنْكِ والشـقاء.. تَقْمعونَ أنفسكُم تحتَ أفواهِ الزُنَمـاء.. تَغفونَ والقلوبُ مشحونةٌ بالغِلّ والبَغْضـاء..
تكشِفونَ نوافِذَ الصباح لِتبحثوا عن شِقاقٍ جديد، وتسترِقونَ طعْنَ فُلانٍ عنْ فُلان..
ماذا تركتُم لأفعالِ الزنادِقة؟!
لديهم سِلاحٌ يسفكونَ بهِ الدماء سفكاً ذَريعاً
وها أنتُم تُزْهِقونَ أرواح بعضِكم بسبب الألسُنِ البقّاقة
والنوايا الرذيلة، وبَلبلةِ الوجوهِ ذي الأقنِعة..
كُفوا عنْ مَضْغِ الأفئِدة.. كَفاكُم نوائِر.. خِزيٌ أنْ نُحارِبَ بعضنا في نفسِ الملْحمة.. وتُشْظَـفُ أيدينا
بدلاً مِنُ لُيونتِها عِندَ المُساندة.