هل المسرح الجامعي يحتضر؟
سعود بن ناصر الصقري
مدير دائرة الإعلام والتسويق
حين نتحدثُ عن المسرح الجامعي فنحن نعي يقينًا أنه الأيقونة التي فيها يعزف الطالب الجامعي أرقى أنواع الفنون (الأداء المسرحي)، بل استطاع هذا المسرح لأعوام طويلة جداً معالجة كثير من القضايا الجامعية، إذ يعرجُ إلى أعمقها في قالب كوميدي مميز يوصل الفكرة ويكسر حاجزا كبيرا من الجليد لإيجاد الحلول الناجحة لبعض المشاكل، كما أن المسرح النافذة الحقيقية للتغيير والترفيه للطلبة بعد عناء يوم دراسي أو ضغوطات مختلفة.
لسنوات طويلة في مختلف الدول العربية أخرج المسرح الجامعي فنانين مسرحيين مرموقين، أخذوا أدوارهم وأصبحت لهم مكانتهم الفنية المسرحية في تلكم الدول، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في الحراك المسرحي بشكل عام، وكانت الانطلاقة من المسرح الجامعي من طريق فترة تشكيل وتكوين مختلفة تبدأ دائما صياغتها في الجامعة، وتنطلق إلى آفاق أرحب بعد ذلك.
الملاحظ أن ذلك الحضور المسرحي بدأ يضعف؛ ولعلنا نأخذ الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بالسلطنة نموذجًا حيًا، فلم تعد خشبة المسرح الجامعي تضج بالحياة كما كانت قبل 2019م بعد أن داهمنا كوفيد 19، حينها كان المسرح حال كل الأنشطة الطلابية، إذ واجه توقفًا غير مبرر في ظل وجود القنوات الرقمية والوسائل المتاحة بديلا للحضور المباشر.
منذُ تلكم الفترة لم تعد الحياة المسرحية الجامعية كما كانت، إذ أصبحت فقط تعتمد على تقديم فقرات (سكتشات) بسيطة آنية؛ لأجل حضور غير مبرمج، أو لِنقل حسب الطلب فقط، ولم تعد هناك مشاركات أو مسابقات أو مهرجانات مسرحية، إذ افتقدناها كثيراً لأسباب مختلفة.
من هُنا نطرق جرس إنذار للمعنيين في مؤسساتنا الأكاديمية أن يعطوا المسرح اهتماما أكبر، وأن تُعاد صياغته من جديد، واستبدال الأدوات القديمة بأدوات جديدة تسعى إلى تطوير المسرح الجامعي وتجديده عمومًا لحاجتنا إليه داخل جامعاتنا، فهو النافذة التي منها يجد الطالب وجبة ثقافية فنية تخفف عنه عناء الدراسة وضغوطاتها إلى جانب ضغوطات الحياة المختلفة، فهذا الاحتضار الذي يعيشه المسرح قد يؤدي إلى أفول دائم لنجوم مسرحية طلابية ساطعة تمتلك الموهبة وتسعى إلى حياة جامعية مسرحية واعدة.